دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قادة العالم إلى “اتخاذ إجراءات حاسمة الآن لتجنب كارثة مناخية”. جاء ذلك خلال مشاركته في القمة الطارئة التي عقدها رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، في نيويورك، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين. وذلك للضغط من أجل مزيد من الإجراءات بشأن تمويل المناخ والتدابير الأخرى قبل الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ COP 26 التي تبدأ الشهر المقبل في اسكتلندا.
انعقدت المائدة المستديرة غير الرسمية لقادة المناخ بشأن العمل المناخي خلف أبواب مغلقة في مقر الأمم المتحدة، وتطرق قادة العالم إلى الثغرات المتبقية بشأن الإجراءات المطلوبة من الحكومات الوطنية، وخاصة القوى الصناعية لمجموعة العشرين، بشأن التخفيف والتمويل والتكيف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة :”إنقاذ هذا الجيل والأجيال القادمة مسؤولية مشتركة”. وكانت المائدة المستديرة بمثابة “دعوة صحوة لترسيخ الشعور بالإلحاح تجاه الحالة الأليمة لمسار المناخ قبل COP26″، أو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي سيعقد في جلاسكو بنهاية أكتوبر المقبل..
وكانت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ قد أصدرت يوم الجمعة الماضي، تقريرا عن المساهمات المحددة وطنياً لجميع الأطراف في اتفاق باريس حيث أشارت إلى أن العالم يسير على طريق كارثي نحو 2.7 درجة من التدفئة.
وفقا للتقرير، للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة، هناك حاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول منتصف القرن.
وبدلاً من ذلك، فإن الالتزامات التي تعهدت بها البلدان حتى الآن تعني زيادة بنسبة 16 في المائة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010.
ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف الـ26، دعا الأمين العام الدول الأعضاء إلى العمل على ثلاث جبهات:
أولاً، الحفاظ على هدف 1.5 درجة في متناول اليد؛ ثانيا، الوفاء بالمبلغ المقدر بـ 100 مليار دولار سنويا للعمل المناخي في البلدان النامية؛ وثالثا، زيادة تمويل التكيف إلى ما لا يقل عن 50 في المائة من إجمالي الإنفاق العام لتمويل المناخ.
وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لا يزال هدف 1.5 درجة في متناول اليد، ولكن هناك حاجة إلى تحسين كبير في المساهمات المحددة وطنياً (NDCs) من معظم البلدان.
يقول جوتيريش:” يجب أن تأتي القيادة من دول مجموعة العشرين، لأن انبعاثاتها تمثل 80 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما اشار الامين العام الى ان أحد تحديات الطاقة المحددة- الاستخدام المستمر للفحم الباعث للكربون.، إذا تم تشغيل جميع محطات توليد الطاقة بالفحم المخطط لها، فسيتخطى العالم عتبة الدرجتين بكثير. وشدد الأمين العام في هذا السياق على أهمية أن تنهي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية استخدام الفحم بحلول عام 2030، قائلا “يتعين على الدول النامية أن تحذو حذوها بحلول عام 2040.”
فيما يتعلق بالتمويل، تحتاج الدول المتقدمة إلى تنفيذ وعدها بحشد 100 مليار دولار سنويا للعمل المناخي في العالم النامي من 2021 إلى 2025. لم تفعل ذلك في 2019 و2020، ووفقا لحسابات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، هناك عجز هذا العام في حوالي 20 مليار دولار.
أخيرا، فيما يتعلق بالتكيف، لا يمثل تمويل هذا المجال حاليا سوى 21 في المائة من إجمالي التمويل المتعلق بالمناخ. أي 16.7 مليار دولار في السنة غير أن تكاليف التكيف في العالم النامي تبلغ 70 مليار دولار سنويا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2030.وطلب جوتيريش من جميع المانحين والممولين الالتزام بتخصيص 50 في المائة من تمويل المناخ للتكيف”.
من جانبه حذر رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، من أن “التاريخ سيحكم” على أغنى دول العالم إذا فشلت في الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار كمساعدات مناخية سنوية قبل COP26. وتكهن بأن فرص تأمين الأموال قبل نوفمبر ب “6 من 10”.
لا يمكننا أن ندع العمل المناخي يصبح ضحية أخرى لفيروس كورونا، أوضح السيد جونسون في هذا الحدث، قائلا دعونا نكون القادة الذين يؤمنون صحة الكوكب لأطفالنا وأحفادنا والأجيال القادمة.
كما أكد رئيس وزراء المملكة المتحدة أن بلاده “ستكون قدوة يحتذى بها، من خلال إبقاء البيئة على جدول الأعمال العالمي والعمل كمنصة انطلاق لثورة صناعية خضراء عالمية”. لكنه حذر: “لا يمكن لدولة واحدة أن تغير المد، فسيكون ذلك أشبه بإنقاذ سفينة بدلو واحد”.