الروائى يوسف القعيد :
تجول الثقافة فى القرى والنجوع ينمى الحس الفنى والوطنى بعيدا عن ظلمة الفكر
سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين :
” حياة كريمة ” مشروع يمثل نقلة حضارية متكاملة للريف المصري واعادة صياغة الحياة في مصر
الروائى سمير الفيل :
ضرورة الاهتمام ببناء بيوت ثقافة للقرى الأكثر احتياجا ، وإنشاء مسارح صغيرة تستوعب آلاف الموهوبين
إن مبادرة حياة كريمة جاءت لتعبر عن إرادة حقيقية تسعى لتغيير واقع أهلنا في القري التي تعد المصدر الرئيسي للثروة البشرية التي قامت على أكتافها أقدم حضارة عرفها الإنسان، والتي ما زالت تمد بلادنا بالعقول والسواعد التي تنشد مستقبلا أفضل، و لدينا ايمان راسخ أن الثقافة من ضروريات الحياة وتسير جنبا إلى جنب مع باقي جوانب التنمية.
هذا ماتؤكد عليه مشاركة وزارة الثقافة وقطاعاتها في المبادرة الكريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعداد برنامج ثقافي وفني مكثف يهدف إلى رفع الوعي وتعزيز القيم الإيجابية وترسيخ قيم الولاء والانتماء واكتشاف ورعاية الموهوبين وغيرها من الأهداف التي ترسم ملامح جمهوريتنا الجديدة عبر آليات جادة محورها الرئيسي هو بناء الإنسان.
إن المشروعات الفنية والثقافية والمعرفية المتنوعة التى أعدتها وزارة الثقافة للمشاركة فى مبادرة “حياة كريمة” تسعى إلى إحياء وتعزيز الهوية المصرية، ودعم الدور الثقافى بالمحافظات ، وذلك ضمن استراتيجية تحقيق العدالة الثقافية من خلال الوصول بالمنتج الثقافى الابداعى الى كافة أنحاء الوطن. علما أن الفعاليات المستهدف تنفيذها تخاطب جميع الشرائح العمرية والاجتماعية .
ويأتى دورالمبادرة فى التخفيف عن كاهل المواطنين بجميع المحافظات والريف والنجوع والمناطق الأكثر احتياجاً، ، وتعتمد على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الفنية و الخدمية والتنموية و التى من شأنها ضمان “حياة كريمة” لتلك الفئات وتحسين ظروف معيشتهم واكتشاف المواهب الشابة في كافة المجالات الثقافية والفنية من أجل ترسيخ ثقافة الإبداع لدى الأطفال والشباب، وتزويدهم بمهارات المستقبل لتطوير قدراتهم الإبداعية في المجالات الثقافية والفنية، للارتقاء بحياة المواطن إلى مستقبل أفضل.
من هذه المشروعات كما سنرى : ( كشك الكتاب – المسارح المتنقلة – حكاية شارع – عاش هنا – ابدأ حلمك ومسرح المواجهة والتجوال الى جانب افتتاح فصول للموهوبين من طلاب المدارس لاكتشاف وتبنى النابغين منهم ورعايتهم .)
الفعاليات والخطة المستقبلية
وفى اطار المبادرة هناك ما تم تقديمه من أنشطة فنية وثقافية ومسرحية في عدد من قري محافظات الجمهورية والمناطق الأكثر احتياجاً، وهناك ايضا خطة مقترحة مستقبلية بدأت فعالياتها من أغسطس الماضى إلى فبراير 2022.
أعلنت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة خطة المرحلة الثانية لمشاركة وزارة الثقافة في المبادرة الرئاسية حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتتضمن 1174: ( نشاطا في 106 قرية ب 7 محافظات وتستمر حتى فبراير 2022 ).
تتضمن خطة المرحلة الثانية لمشاركة وزارة الثقافة فى مبادرة حياة فعاليات متنوعة في 7 محافظات هي “أسيوط، كفر الشيخ، قنا، الفيوم، الإسماعيلية، الشرقية، البحيرة بواقع 106 قرية ومراكزهم ، ففي أسيوط وقع الاختيار على 18 قرية بمركز ساحل سليم ،وفي قنا وقع الاختيار على 5 قري وتوابعهم بمركز الوقف وفي الفيوم وقع الاختيار على 25 قرية وتوابعهم بمركز إطسا ، أن محافظة الإسماعيلية وقع الاختيار فيها على 6 قري وتوابعهم بمركز القنطرة شرق أما في محافظة كفر الشيخ وقع الاختيار على 16 قرية وتوابعهم بمركز مطبوس وفي محافظة الشرقية وقع الاختيار على 28 قرية وتوابعهم بمركز الحسنية وفي البحيرة وقع الاختيار على 8 قرى وتوابعهم
كما تشارك عروض مسرح المواجهة والتجوال وتشمل 4 عروض مسرحية هي محطة مصر، ولاد البلد، أمر تكليف، رحلة سعيد من إنتاج البيت الفني للمسرح وتتواصل حتى يناير 2022 وتضم 145 ليلة عرض في 145 قرية بـ 15 محافظة هي “البحيرة، كفر الشيخ، الدقهلية، بنى سويف، الفيوم، سوهاج، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، الغربية، الشرقية، المنوفية، أسوان، الأقصر وقنا.
وكانت وزارة الثقافة قد اعدت خطة ثرية للمشاركة في المبادرة تشمل عدة مراحل انطلق اولها في مايو الماضي بـ 74 نشاطا فى 21 قرية تتبع 6 محافظات بدأ أولها بعروض مسرح المواجهة والتجوال حيث تم تقديم 8 عروض مسرحية مجانية أقيمت بالساحات المفتوحة بمشاركة كبار الفنانين فى 15 قرية تتبع 3 محافظات بواقع 4 قرى بقنا و7 قرى بالأقصر و4 قرى بالمنيا ووصل عدد المشاهدين إلى أكثر من 24 ألف مشاهد ، وانضم أيضا مشروع المسارح المتنقلة إلى المبادرة وتم من خلالها تنفيذ 66 نشاطا ثقافيا ما بين ورش أدبية وفنية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية وندوات تثقيفية في 3 محافظات هي “البحيرة ، أسيوط وأسوان” حيث وصلت الفعاليات إلى 6 قرى بواقع 4 قرى بمحافظة البحيرة، وقرية بأسيوط وأخرى بأسوان وبلغ عدد المستفيدين بهذه القرى نحو 6000 مستفيد ، إلى جانب تنظيم ورش تدريبية على الحرف التراثية وتقديم الفعاليات الثقافية والفكرية المتنوعة بالقرى المختارة ،بالإضافة إلى تزويد مكتبات المدارس ومراكز الشباب المتواجدة في القرى المستهدفة بالاصدارت المختلفة والمتنوعة لوزارة الثقافة ذات الموضوعات التى تعمل على التنوير ومجابهة التعصب وذلك بالتعاون مع وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم الفني أيضا من مستهدفات المشاركة تنفيذ مشروع “كشك الكتاب” والذي يهدف إلى توفير مطبوعات وزارة الثقافة وإصدارات دور النشر الخاصة بعد اختيارها من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصرين لأبناء القرى بأسعار مخفضة وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية التي يتم الاتفاق معها لتحديد أماكن وعدد الأكشاك في كل قرية وفقا للكثافة السكانية وذلك بالتعاون مع وزارات الداخلية ، الدفاع، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، النقل والتنمية المحلية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني
تضمن مشروع المشاركة فى مبادرة “حياة كريمة” عروض مسرح المواجهة والتجول والمسرح المتنقل تقدم بالمجان لأبناء هذه القرى، وتتضمن هذه العروض مسرحيات “المتفائل، عيلة الفقرى، ولاد البلد، رحلة سعيدة، ريسايكل، جنة هنا، محطة مصر وحكايات الاراجوز للأطفال”، إلى جانب ورش عمل تدريبية وادبية وعروض للفنون الشعبية والمعارض التشكيلية المتجولة، وذلك بالتعاون مع وزارات الداخلية ، الدفاع، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعى، النقل والتنمية المحلية وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى.
قوافل ثقافية
إذا كانت مبادرة “حياة كريمة ” تعكس اهتمام الدولة بأبنائها فى مختلف ربوع مصرفهاهى احدى الفعاليات الابداعية للمبادرة بقرى “نزلة الملك، الشامية، الخوالد، نزلة باخوم” بمركز ساحل سليم التابع لفرع ثقافة أسيوط بإقليم وسط الصعيد الثقافى
تضمنت هذه الفعاليات الورش الفنية التى تنفذها قصور الثقافة وضمت ورش الحرف التراثية بأسيوط ومنها “السجاد والخيامية والتلى”، وكذلك الحرف اليدوية ومنها “النحاس والحلى والشنط الستان وعجائن السيراميك”، بجانب ورشة حكى للأطفال وألعاب شعبية من التراث، أيضا طالعنا معرض إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعض قطاعات وزارة الثقافة بعنوان “يالا نقرأ”، بالإضافة لتدشين مركز تنمية المواهب بأسيوط والذى يهدف إلى اكتشاف ورعاية الموهوبين من أبناء مركز ساحل سليم والقرى التابعة له من خلال دورات تدريبية فى مجالات “الموسيقى، العزف، الغناء، الفنون التشكيلية، التعبير الحركى، البالية، الفنون الشعبية”. وجاء عرض فنى بعنوان “هيلا هيلا”، لفريق “أبدأ حلمك” والذى قامت وزيرة الثقافة باعتمادها كفرقة نوعية فى المرحلة الأولى للمشروع وتضمن مجموعة من التابلوهات الغنائية المسرحية الراقصة،
أيضا انطلقت مؤخرا احدى الفعاليات بقافلة ثقافية بقرية “أولاد صبور” بمركز المطرية – محافظة الدقهلية . تضمنت “دور المرأة الريفية فى تنمية المجتمع”، و كيف أن المرأة الريفية لم تكتف بدورها كأم وزوجة بل قامت بعملها خارج المنزل جنبًا إلى جنب مع الرجل، وأن النساء الريفيات العاملات أكثر من ربع مجموع سكان العالم، وفي البلاد النامية تمثل حوالي 43% من القوي العاملة الزراعية، وأقيم على هامش القافلة افتتاح مكتبة متنقلة، وورشة فن تشكيلي شارك فيها أطفال القرية.
مواجهة الارهاب
أكد سعيد عبده رئيس اتحاد “الناشرين المصريين” أن حياة كريمة مشروع عظيم أشادت به الأمم المتحدة لأنه يمثل نقلة حضارية متكاملة للريف المصري هو مشروع متكامل لإعادة صياغة الحياة في مصر، تطوير شامل لم تشهده مصر من قبل يستهدف الإنسان وليس الحجر أو المبنى فقط وقد انصب الاهتمام على القرى وتوابعها وهذه فرصة تفتح آفاقا جديدة وكثيرة لتشغيل المصانع والأيدي العاملة لمصرية “.
وأضاف عبده ” أن الاهتمام بالشباب لم يكن وليد اليوم وليس مستغربا والعبقرية في هذا الاهتمام انه لم يركز فقط على الجانب الرياضي أو الثقافي من الشباب إنما ركز على بناء الإنسان ككل متكامل وهو ما يعني فعليا أننا في جمهورية جديدة.
يقول الروائي يوسف القعيد : ” حياة كريمة ” المبادرة التى أطلقها الرئيس بهدف رعاية الفئات المحتاجة، وتوفير الحياة الكريمة لكل مصرى. وتقديم الخدمات الطبية له. وأيضاً تطوير القرى الأكثر احتياجاً طبقاً لخريطة الفقر. والتوسع فى صرف الأجهزة التعويضية. بالإضافة لتوفير فرص عمل بالمشروعات الكبيرة والمتوسطة. كما أسهم فى زواج اليتيمات. وهذا يحدث لأول مرة. فاليتيم لم يكن يجد من يحنو على يُتمه.
وعن مشاركة وزارة الثقافة فى المبادرة يقول : أن وزارة الثقافة تلعب دوراً مهماً في تشكيل الوعي المجتمعي، والتوسع في نشر الثقافة و الإبداع إلى مختلف القرى والنجوع وكل محافظات مصر، وأيضاً لا تمارس الدور السلطوي بالحكم علي المثقفين أو توجيههم لما يفعلون، بل كانت في خدمتهم بشكل دائم لتوصيل إنتاجهم الأدبي والفني والثقافي لأكبر عدد من الجمهور من أجل ترسيخ ثقافة اكتشاف المواهب والإبداع لدى الأطفال والشباب، وتنمية مهاراتهم في المستقبل وتغييرها؛ لتطوير قدراتهم الإبداعية في المجالات الثقافية والفنية، للارتقاء بحياة المواطنين.
وأضاف القعيد : أصبح لدينا درجة عالية من الحرية الممنوحة للمبدعين في مختلف مجالات الإبداع، سواء كانت كتابة ( قصة أو مسرح أو شعر) أوأعمالا فنية وفنا تشكيليا وغناء وتمثيلا، لافتاً إلى الوصول بالثقافة إلى درجة عالية من الحرية، إذ تترك المبدع لكي يبدع معتمدا على ضميره الشخصي ورؤيته، وما يتم فيها بعيدا عن أي تدخل من أي سلطة على الإطلاق، ورأينا ذلك خلال الفترة الماضية لم يتم مصادرة أي عمل فني أو أدبي من الظهور، فشهدنا ما قامت به وزارة الثقافة من خلال مشاركتها في “حياة كريمة” بتحديث لبرامج المسارح المتنقلة، و عروضها التي تقدمها بدار الأوبرا بالمحافظات، و المسرح (المواجهة والتجوال ) التي تجولت في مختلف القري والنجوع لتحظي بحضور جماهيري كبير داخل قصور الثقافة وفي الساحات الواسعة بالقري والنجوع، بل تقوم الوزارة بالتجول في القرى والنجوع تكتشف وتنمي مهارات أبنائنا في الريف وتوصل لهم الإبداعات الفنية المختلفة؛ وتعلمهم الإبداعات الفنية المختلفة لتنمي بداخلهم الحس الفني وتغيير من سلوكيتهم وتفكيرهم لكي يحظون بحياة كريمة بعيداً عن ظلمة الفكر، فيُعد ذلك إنجازا عملاقا ومهما من قبل الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزارة الثقافة.
بدوره، قال الروائي والقاص سمير الفيل:” أتصور أن تدشين مبادرة حياة كريمة خطوة عملية لوضع النظرية محل التطبيق، حيث العمل على رفع مستوى المعيشة لحوالي 4000 قرية، وتحسين الحياة في الريف المصري بعد عهود طويلة من المعاناة ، وتراجع المحاصيل وهجرة الأيدي العاملة الماهرة
وشدد على ضرورة الاهتمام في نفس الوقت بالجانب الثقافي في التطوير ببناء بيوت ثقافة للقرى الأكثر احتياجا ، وإنشاء مسارح صغيرة تستوعب آلاف الموهوبين، وتنقذهم من خطر الفراغ وهيمنة المتشددين خاصة في الهوامش والعشوائيات ، إضافة إلى تحسين حالة التعليم وتدريس العلوم الحديثة ، مشيرا إلى أن المبادرة مهمة وستكون حلا ناجعا لمقاومة الإرهاب فالقرى المنفتحة على فنون وآداب وثقافات رفيعة يصبح من الصعب اختراقها.
وتابع الفيل قائلا: “ربما نستعيد كلمات صلاح جاهين في زمن الستينيات من القرن الماضي ، حين تغنى بها عبد الحليم حافظ :” تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا.. في كل قرية عربية.. أن تطوير المناطق الخطرة يحمي مستقبل البلاد من هيمنة التيارات السلفية التي تنشر الخرافة وتسيّد للجمود. ونحن نسأل انفسنا: هل يمد الشعب نفسه يد العون للدولة في خطواتها الجريئة؟ هنا مربط الفرس”.
ورأى الفيل أن “العمل الجمعي، وتخليق كوادر جديدة ، وبث روح عمل الفريق كلها عناصر قادرة على وضع الخطط الطموحة موضع التنفيذ