استمع مجلس حقوق الإنسان اليوم الخميس، في جنيف تزامنًا مع انعقاد الدورة 76 للجمعية العامة للامم المتحدة، والدورة 48 لمجلس حقوق الانسان، إلى تحديث بشأن الوضع في السودان، قدمته نائبة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ندى الناشف، والتي تحدثت عن ما اسمته، المستويات المذهلة في أعمال العنف المحلي، وذكرت المفوضة أن جنوب السودان لا يزال يعاني من تفشي العنف والفساد، مما يهدد جهود الدولة، في إحلال سلام دائم أو يضعها على طريق التنمية المستدامة.وعزت الناشف ذلك إلى المليشيات الأهلية التي كانت مسؤولة عن جميع عمليات القتل والإصابات والاختطاف والعنف الجنسي، في الفترة بين أبريل ويونيو من هذا العام.
ووفقا لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، شهدت فترة الثلاثة أشهر الماضية مقتل 585 شخصا وإصابة 305 آخرين وتشريد الآلاف قسرا في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في ولاية جونقلي ومنطقة البيبور الإدارية العظمى.
وقالت ندى الناشف إن التقدم المحرز في مكافحة الإفلات من العقاب كان ضئيلاً، على الرغم من المزاعم العديدة بوقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. وحثت الحكومة على العمل بشكل وثيق مع القادة المحليين للتوصل إلى حلول سلمية للنزاع.
بدورها، أكدت رئيسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان، ياسمين سوكا، التي قدمت أيضا تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، اليوم الخميس، أنه منذ مارس الماضي، تدهورت حالة حقوق الإنسان في البلاد، إلى حد كبير، مشيرة إلى أن هناك أزمة في حقوق الإنسان، ذات أبعاد “ملحمية” تتكشف فصولها، بشكل سريع.
وأشارت إلى حدوث زيادة في عمليات القتل خارج نطاق القضاء، وحالات الاختفاء القسري والتعذيب، فضلا عن الاغتصاب والعنف الجنسي المرتبطان بالنزاع.وقالت إن عدم تسامح الحكومة مع الانتقادات أسفر عن هجوم وحشي على الحريات الأساسية وقمع المعارضة، باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.
وفقا لسوكا، قُتل أكثر من 100 مدني بين يونيو وأغسطس من هذا العام، في نزاع عرقي في تامبورا في ولاية غرب الاستوائية. وبحسب تقارير فقد أسفر النزاع عن تشريد ما بين 80-120 ألف شخص، وفر الآلاف إلى ولاية بحر الغزال المجاورة ومقاطعة إيزو.
وحذرت رئيسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان من تعرض المجتمع الإنساني في البلاد للهجوم بشكل متزايد، مما أدى إلى تعليق الأنشطة الإنسانية ونقل عمال الإغاثة. مشيرة إلى نزوح أكثر من 4.3 مليون شخص، ويعتقد أن ما يقرب من 80 في المائة من السكان يعيشون في فقر مدقع، ويعاني أكثر من 7.2 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.
كما أوضحت ياسمين سوكا أن نداء الأمم المتحدة الإنساني لجنوب السودان، والبالغة قيمته نحو 1.7 مليار دولار، لم يتلق سوى النصف من جملة المبلغ. وقالت إن جنوب السودان يحتل المرتبة السابعة من بين 8 دول في العالم تعاني من أسوأ الأزمات الإنسانية.
وقالت سوكا إن قادة البلاد استمروا في تحويل “مبالغ هائلة من الأموال، من الخزينة العامة للبلاد”.وفقا للتحقيقات التي أجرتها اللجنة، على مدار العامين الماضيين، تم اختلاس أكثر من 73 مليون دولار منذ عام 2018.
وأشارت ياسمين سوكا إلى أن هذا الرقم ليس سوى جزء بسيط من المبلغ الإجمالي المنهوب، حيث قامت النخب الحاكمة في جنوب السودان بتحويل أكثر من 4 مليارات دولار منذ عام 2012 – العام الذي أعقب استقلال البلاد.