ندد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بـ “استمرار العقوبات الأمريكية غير القانونية” المفروضة على بلاده، مطالبا “بتسجيل هذه الجريمة المنظمة ضد الإنسانية كرمز وواقع لما يسمى بحقوق الإنسان الأمريكية”.في رسالة مسجلة مسبقاً تم تقديمها ضمن المناقشة العامة للجمعية العامة، للأمم المتحدة في يومها الأول، قال السيد رئيسي إن العدالة والحرية لا يمكن تحقيقهما إلا عندما تتحقق حقوق جميع الدول، مضيفاً أن أي انتهاك لحقوق الدول من شأنه أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.
قال الرئيس الايراني: “هذا العام، دخل مشهدان التاريخ الأول كان في السادس يناير عندما هاجم الشعبُ الكونجرس الأمريكي؛ والثاني، عندما أُسقِط شعب أفغانستان من الطائرات الأمريكية في أغسطس،من مبنى الكابيتول إلى كابول، تم إرسال رسالة واحدة واضحة إلى العالم مفادها بأن نظام الهيمنة في الولايات المتحدة ليس له مصداقية، سواء داخل أو خارج البلاد”.
وقال ابراهيم، إن نتيجة السعي إلى الهيمنة هي إراقة الدماء وعدم الاستقرار، وفي نهاية المطاف، الهزيمة والهروب. وأضاف: “اليوم لا تستطيع الولايات المتحدة الخروج من العراق وأفغانستان لكنها طُردت. وفي الوقت نفسه، فإن الشعب المضطهد، من فلسطين وسوريا إلى اليمن وأفغانستان، بالإضافة إلى دافعي الضرائب الأمريكيين، هم من يدفعون ثمن هذا الافتقار إلى العقلانية”.مشدداً على إن العالم لا يهتم بشعار “أمريكا أولاً” (شعار الرئيس ترامب) أو “عادت أمريكا” (شعار الرئيس بايدن). وقال إنه إذا سادت العقلانية في أذهان صناع القرار، فعليهم أن يدركوا أن عزم الدول أقوى من قوة القوى العظمى.
واشار الرئيس الإيراني الى أن العقوبات هي طريقة الولايات المتحدة الجديدة في الحرب مع الدول. وشدد على أن العقوبات، ولا سيما العقوبات المفروضة على المواد الطبية وقت انتشار جائحة كوفيد -19، هي “جرائم ضد الإنسانية”. قائلاً : “علاوة على ذلك، فإني نيابة عن الأمة الإيرانية وملايين اللاجئين الذين تستضيفهم بلادي، أود أن أدين استمرار العقوبات الأمريكية غير القانونية خاصة في مجال المواد الإنسانية، وأطالب بتسجيل هذه الجريمة المنظمة ضد الإنسانية كرمز وواقع ما يسمى بحقوق الإنسان الأمريكية “.
وقال رئيسي، إنه على الرغم من حرص إيران منذ البداية على شراء واستيراد لقاحات كوفيد-19 من مصادر دولية موثوقة، “إلا أنها واجهت عقوبات طبية غير إنسانية” وبالتالي بدأت في “إنتاج لقاحات مستدامة محليا”
ويستند نموذج صنع الأمن في إيران، بحسب الرئيس الإيراني، إلى تشكيل آليات داخل المنطقة من خلال الدبلوماسية التي تتمحور حول التدخلات الخارجية ولكن بعيدة منها. وقال إن سياسة بلاده هي السعي الجاد من أجل الحفاظ على الاستقرار وسلامة أراضي جميع دول المنطقة.
إيران حمت أوروبا من داعش
وأضاف: “لولا قوة ودور إيران إلى جانب حكومتي وشعبي سوريا والعراق وكذا الجهود السامية للشهيدين أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني، لكان (مقاتلو) داعش اليوم جيران أوروبا في منطقة البحر المتوسط. وبالطبع فإن تنظيم داعش لن يكون موجة التطرف الأخيرة”.مشيراً الى ان الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق هو “أكبر عائق أمام إقامة الديمقراطية وإرادة الدول”. وشدد على أن الحرية “لا تسع دخل حقائب ظهر الجنود القادمين من خارج المنطقة”.
وقال رئيسي إن مشروع تقويض الشعب الإيراني الذي تجلى في صورة انتهاك خطة العمل الشاملة المشتركة والذي أعقبته حملة ’القمع الأقصى‘ والانسحاب من اتفاقية معترف بها دولياً، فشل فشلاً ذريعا. وسياسة ’القمع الأقصى ما زالت قائمة. لا نريد أكثر مما هو حق لنا. نحن نطالب بتنفيذ القواعد الدولية. يجب على جميع الأطراف الالتزام بالاتفاق النووي وقرار الأمم المتحدة عمليا”.
كما أكد الرئيس الايراني على إن الأسلحة النووية “لا مكان لها في عقيدتنا الدفاعية وسياسة الردع”، مضيفا أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر المحادثات مفيدة إن كانت نتيجتها النهائية تتمثل في رفع جميع العقوبات القمعية”. موضحا انه “بينما تدافع بشكل حاسم عن جميع حقوقها ومصالح شعبها، فإن إيران حريصة على وجود تعاون سياسي واقتصادي واسع النطاق وتقارب مع بقية العالم”.