نظم مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية بكنيسة السيدة العذراء مريم بمهمشة، برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد، اللقاء الشهري المعتاد، حيث استضاف المركز الدكتور يوسف زكي مدرس علم لاهوت الأيقونة بمعهد الدرسات القبطية، والذي ألقى محاضرته الهامة، تحت عنوان ” فن الأيقونة القبطية والمضمون اللاهوتي لبعض أيقونات السيد المسيح والسيدة العذراء”، وذلك بحضور الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام.
بدء اللقاء بصلاة أفتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس، ثم رحب بالحضور الكريم.
وقام المهندس أشرف موريس منسق اللقاءات بالمركز بالتنوية عن المحاضرة وتقديم الدكتور يوسف زكي، والذي قدم فى بداية كلمته لمحة سريعة وهامة عن علم لاهوت الأيقونة، فقال يهدف علم لاهوت الأيقونة إلى شرح وتوضيح المضمون العلمي اللاهوتي في أيقونات السيد المسيح رب المجد مستخدما آيات الكتاب المقدس وأقوال الآباء القديسين اللاهوتين في العصور الأولى للمسيحية وكذلك أباء العصر الحديث وأيضا قرارات المجامع المسكونية التي تعترف بها كنيستنا القبطيةالأرثوذكسية، وبذلك فإن علم لاهوت الأيقونة هو علم لاهوت عقيدي لشرح وتثبيت عقيدتنا الأرثوذكسية السليمة، ذلك لأن الأيقونات تعتبر وسيلة إيضاح لتوضيح المواضيع اللاهوتية لمن لايعرف وكذلك لمن يعرف القراءة والكتابة فالأيقونات هي تعليم وعظات مكتوبة بلغة الألوان فكلمات الأنجيل تعبر عن الحق الإلهي أما الأيقونات فتظهر هذا الحق وتجعلة مرئيا، فالأيقونة بما تحوية من مضمون علمي لاهوتي وعقيدي وروحي تشهد لحياة الإيمان عن طريق تصوير احداث الخلاص حدثا يلي الآخر، فالأيقونة بما تحوية من مضمون علمي لاهوتي وعقيدي وروحي تشهد لذلك، يتم توضيح الأساس الكتابي من الكتاب المقدس الذي يتم الاستناد إليه عند تصميم ورسم أي ايقونة وكذلك يتم توضيح ما تتضمنة كل أيقونة من مضامين لاهوتية في الأيقونات التي تخص رب المجد يسوع المسيح بداية من أيقونات البشارة والميلاد و العماد ومرورا باهم الأيقونات التي تمثل حياة ومعجزات السيد المسيح والتى تؤكد لاهوته مثل أيقونات معجزات الخلق وتفتيح أعين الأعمى ومعجزات إقامة الموتى إلى أن نصل إلى أيقونات الصلب والقيامة والصعود ثم إرسال الروح القدس وأخيرا أيقونة مجيئة الثاني للدينونة.
وسنجد أن المضامين العلمية اللاهوتية في هذه الأيقونات تؤكد لاهوت الثالوث الأقدس الإله الواحد وتؤكد إيماننا بأن السيد المسيح هو الله الكلمة المتجسد، وأنه أقنوم الكلمة “اللوغوس” وأنه “ابن الله الوحيد الجنس وأنه “الرب” وأنه “ليس بأحد غيرة الخلاص”.
كذلك فان المضامين العلمية اللاهوتية التي في الأيقونات القبطية ترد على جميع الهرطقات والبدع القديمة والحديثة مثل هرطقات أريوس ومقدونيوس وأبوليناريوس وسابيليوس ونسطور وأوطاخي وغيرهم ومن الهرطقات والبدع الحديثة مثل انبثاق الروح القدس من الأب والابن والحبل بلا دنس وتألية الإنسان والرد على شهود يهوة والأدفنتست وغيرهم، ولأن الأيقونات لها مضمون علمي لاهوتي يشرح العقيدة ويوضحها، فبعد مجمع نيقية 325م الذي رد على هرطقة أريوس الذي كان قد أنكر لاهوت السيد المسيح فقد نصح الاباء القديسين أن يرسم حرفى ألفا واوميجا داخل الهالةالمحيطة برأس السيد المسيح فى أيقوناته لتأكيد ألوهيتة وانه هو الألف والياء والبداية والنهاية أي أنه سرمدي – أزلي أبدي هو الله الظاهر في الجسد، وكذلك بعد إدانة نسطور الذي رفض تسمية السيدة العذراء بوالدة الإله مدعيا أنها ولدت انسانا فقط اسمه يسوع، وأن اللاهوت رافقه واتصل به عن طريق روحه الإنسانية، فبعد إدانتة في مجمع أفسس المسكوني سنة 431م، أوصى أباء الكنيسة بأن ترسم السيدة العذراء دائما وهي حاملة الرب يسوع الطفل للتأكيد على أنها والدة الإله “الثيؤتوكوس”،وكان أول من أمر بوضع الأيقونات في جميع الكنأئس هو البابا كيرلس الكبير عمود الدين وكذلك القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس الكبير .
وأوضح الدكتور يوسف زكي أن الأيقونة كلمة يونانية تعني صورة طبق الأصل مرسومة على حشب أو قماش تمثل السيد المسيح أو السيدة العذراء أو القديسين أو مشهدا مقدسا وتكون مدشنة وهي كتاب مفتوح للجميع كتب بالألوان البسيطة ليفهمة المتعلم وغير المتعلم تصور موضوعات تعمق شركتنا مع الثالوث القدوس والأيقونة لاتخضع للخيال الخاص بالفنان بل يحكمها لاهوت وتقاليد وطقوس الكنيسة وترسم بواسطة فنانين متخصصين مسترشدين في رسمهم بمن سبقوهم من الفنانين الكبار المشهود لهم بالفن الصادق المعبر، والأيقونة تظهر مالايرى فمن خلالها نشاهد السمائيين من الملائكة والقديسين والشهداء ورب المجد يسوع المسيح والسيدة العذراء.
وعن المميزات العديدة للأيقونة القبطية لخصها الدكتور يوسف زكي كالاتي
تمثل الحياة المفرحة فنجد فيها القديسين مبتسمين ولانرى فيها ما يمثل الأم وعزبات الشهداء ولايرسمون اثناء تعذيبهم وتكون الأيقونة القبطية ممتلئة بروح الغلبة فقديسيها دائما منتصرين على الشر والشياطين حيث نجد الشياطين والأشرار يرسمون في حجم ضئيل جدا تحت أقدام الملائكة ومطروحين تحت أقدام خيول القديسين الفرسان مثل مارجرجس وابى سيفين، كذلك تحمل الأيقونة القبطية روح الحب والعطف، ومن أمثلة ذلك نجد في أيقونات دير باويط القديسة العذراء تضم طفلها يسوع في أمومة حانية وتتلاقى إحدى وجنتيها مع وجنة ابنها في لطف عجيب وأيضا فالايقونة القبطية تعبر عن قوة الروح فنجد فيها الرؤوس كبيرة رمزا لله رأسنا السماوى والعيون متسعة لوزية الشكل رمزاً للبصيرة الروحية والجبهة عريضة رمزا لاستنارة الفكر والعقل، والفم صغير فهو لم يخلق لشهوة الأكل بل للصلاة أو للصمت والتأمل وتمثل الأيقونة القبطية عناية الرب فقد رسم الفنانين الأقباط الرب يسوع المسيح وهو معلق على الصليب بعينين مفتوحتين رمزا للعناية الإلهية المستمرة، وتوضح الأيقونة القبطية أيضاً أن القديسين هم رجال صلاة، فيتم رسمهم رافعين أياديهم للصلاة كأنهم يعلنون أن الصلاة هي سر قداستهم وهي أيضاً تظهر القديسون المحاربون مثل مارجرجس ومارمينا والأمير تادرس والأمير بقطر وأبي سيفيين وغيرهم.
أما عن الاختلافات بين الأيقونات القبطية و الأيقونات البيزنطية أضاف الدكتور يوسف زكي، أن الأيقونات البيزنطية تستخدم الذهب بكثرة ليس في خلفية الأيقونات والهالات فقط مثل الأيقونات القبطية بل في رسم الملابس أيضاً. في الأيقونات البيزنطية الأشخاص طوال بطريقة مبالغ فيها كذلك ثنايا الملابس كثيرة جدا أكثر مما يجب، الفنانين البيزنطيين شغوفين برسم مناظر الجحيم وعذاب الأشرار والشياطين والجماجم والعظام، ولكن الأيقونة القبطية لاتهتم بكل هذا.
واستغرض الدكتور يوسف زكي الطرق المستخدمة في فن الأيقونة، فلتحضير الأيقونة للرسم يلصق قماش قطن “تيل” على الخشب الكونتر سمك 12مم او 14 مم او16مم بمادة رغوية لاصقة “جيلاتين منصهر”، وقديما كانت الأيقونات الأثرية ترسم على خشب الليمون أو الزيتون ويلصق عليها قماش كتان بمادة رغوية لاصقة، وبعد ذلك يحضر مستحلب من مسحوق الازبداج “كربونات الكالسيوم” المذاب في الجيلاتين المنصهر الساخن ثم يتم دهان القماش الملتصق بالخشب بطبقات من هذا المستحلب حوالي 10 طبقات مرة طوليا ومرة عرضيا وعندما تجف اللوحة تماما يتم صنفرتها إلى أن تصبح ناعمة تماما وبذلك نحصل على سطح املس يمتص الألوان.
وعن الألوان المستخدمة يقول الدكتور يوسف زكي نستخدم أكاسيد معدنية تذاب في مزيج من الخل وصفار البيض فالخل مادة مذيبة وصفار البيض مادة مثبتة وهذه الطريقة في الرسم تسمى عالمياً طريقة ال تمبرا وبهذه الطريقة تحتفظ الألوان ببريقها مئات بل ألاف السنين وهذه هي الطريق التي استخدمها المصريون القدماء في الرسم على التوابيت وجدران المعابد وتم رسم بورتريهات الفيوم بها،ويجب أن يكون راسم “كاتب” الأيقونة له حياة تقوية روحية عميقة عارف بكل تعاليم الكتاب المقدس وتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية وتاريخها وقديسيها وسيرة كل قديس يقوم برسمه ويصلي أثناء الرسم أو يستمع إلى ترانيم أو عظات مسجلة.
أما عن رمزية الألوان في الأيقونة يضيف الدكتور يوسف زكي لكل لون رمز في الفن القبطي لكن أحيانا يرمز اللون الواحد لأكثر من معنى “مثل الأخضر الباهت والأخضر الغامق فالباهت يرمز للشر ويرسم به ملابس الأشرار مثل يهوزا وهيرودس والشياطين
والأخضر الغامق يمثل الخضرة ويرسم به السعف والأشجار واللون الأبيض يرمز للطهارة والنقاء، والأسود يرمز للظلمات الروحية في غياب الله، كما يرمز للوجود فتحاط الوجوه والملابس بعد الانتهاء من الرسم بكنتور أسود لإبراز وتوضيح الشكل واللون الأحمر يرمز للدم والفداء والمجد، واللون الأزرق يرمز للسماء والأبدية ، واللون البني يرمز للأرض والجسد والتراب، واللون الذهبي يرمز للنور الإلهى المنبعث من وجة السيد المسيح ويرمز لنور القداسة المنبعثة من وجوة القديسين والملائكة واللون الأصفر مثل الذهبى وأحيانا يستخدم بدلا من الذهبي.
وهذة الألوان السبعة هي الألوان الأساسية في رسم الأيقونات القبطية وهي نفسها ألوان مصر القديمة التي استخدمها المصريين القدماء.
وفي وضع الألوان توضع الألوان القاتمة اولا ثم بعد ذلك يتم تنويرها “تفتيحها” بالتدريج فتعطي إيحاء بأن النور ينبعث من وجه القديس ثم بعد التلوين يكتب اسم القديس أو موضوع الحدث وبعد جفاف الأيقونة يتم تغطيتها برشها بمثبت مثل الورنيش أو الدوكو الشفاف لحمايتها من العوامل الجوية واحتكاكات الأيدى الملامسة أثناء التبرك بها.
وعن تدشين الأيقونة أي تكريس وتقديس وتخصيص الأيقونة لله فتصير الأيقونة بعد تدشينها مكرسة بفعل الروح القدس ويقوم بطقس التدشين الأب الأسقف أو قداسة البابا ويقوم بمسحها بزيت الميرون ثلاثة مرات متوسلا لله قائلاً قدس هذه الأيقونة على اسم … على مذبح كنيسة… التي لمدينة … باسم الأب والابن والروح القدس إله واحد أمين.
وعن ترتيب وضع الأيقونات في الكنيسة القبطية الارثوذكيسة، أوضح الدكتور يوسف زكي
اولا: أيقونات الشرقية “حضن الأب” توضع في حضن الأب أمام المذبح مباشرة أيقونة السيد المسيح ضابط الكل “البانتوكراتور” وهو جالس على العرش وحولة الأربعة كائنات “الحيونات” غير المتجسدة والأربعة وعشرون قسيسا السمائين يقدمون البخور أمامه وإذا كان بالكنيسة أكثر من هيكل فيمكن وضع أيقونة القيامة في شرقية أحد الهياكل “حضن الآب” وهو قائماً منتصرا فوق القبر والحرس مطروحين أرضاً، كما يمكن وضع أيقونة ضابط الكل وفوقها أيقونة المجئ الثاني اذا كان حضن الاب متسعا ومساحتة كبيرة.
ثانيا: ترتيب الأيقونات على حامل الأيقونات والذي يقع بين الهيكل وصحن الكنيسة وغالبا ما يكون مصنوع من الخشب، فعلى يمين الداخل إلى الهيكل من الباب الملكي نجد أيقونة رب المجد يسوع الملك ممسكا إنجيلا مكتوب عليه أنا هو الراعي الصالح، ثم أيقونة القديس يوحنا المعمدان يعمد السيد المسيح ثم أيقونة قديس الكنيسة يلي ذلك أيقونات الشهداء والقديسين وأيقونات تمثل أحداثا من العهد القديم والجديد مثل معجزات السيد المسيح أو الموعظة على الجبل.
أما على يسار الداخل إلى الهيكل من الباب الملوكي نجد أيقونة البشارة أو الملاك جبرائيل المبشر تلى أيقونة السيدة العذراء ثم أيقونة رئيس الملائكة ميخائيل، ثم أيقونة القديس مارمرقس الرسول، وبعد ذلك أيقونات الشهداء والقديسين وأيقونات تمثل أحداث من العهد الجديد والقديم.
ثالثا: على الباب الملكي نجد أيقونة العشاء الأخير وأعلى أيقونة العشاء الأخير نجد أيقونة الصلبوت وغالباً ما تأخذ شكل صليب تقف بجانبه السيدة العذراء من اليمين ومن اليسار يقف يوحنا الحبيب وعلى يمين ويسار أيقونة العشاء الأخير توضع أيقونات التلاميذ الأثنى عشر 6 من كل جانب.
واستعرض الدكتور يوسف زكي أشهر فناني الأيقونات في الكنيسة القبطية حتى القرن العشرون وهم القديس لوقا الانجيلي الطبيب والرسام والانبا مقار، البطريرك التاسع والخمسين وابو يسر بن يلج من مصوري القرن الثاني عشر وقد رسم صور الأعياد السيدية الكبرى بحارة الروم والانبا غبريال الناسخ البطريرك السادس والسبعين في القرن الثالث عشر الميلادي ويوحنا الناسخ وبغدادي ابو السعد من القرن السابع عشر والثامن عشر والمصور يوحنا الأرمنى وإبراهيم الناسخ من القرن الثامن عشر والمصور انسطاسي الرومي من القرن التاسع عشر.
أما رواد فن الأيقونة المعاصرة في القرن العشرون فهم الاستاذ الدكتور إيزاك فانوس أستاذ ورئيس قسم الفن القبطي بمعهج الدرسات القبطية والأستاذ الدكتور يوسف نصيف أستاذ الفن القبطي بمعهد الدرسات القبطية والأستاذة الدكتورة بدور لطيف أستاذ الفن القبطي بمعهد الدرسات القبطية، وهم أساتذة كبار بمعهد الدرسات القبطية وخرجوا جيلا من الفنانين المعاصرين .
وفى نهاية كلمته أوضح الدكتور يوسف زكي المضمون العلمي واللاهوتى في الايقونات القبطية للسيد المسيح والسيدة العذراء، فأيقونة والدة الإله “الثيؤطوكس” ترسم وهى تحمل السيد المسيح الإلة المتجسد تأكيدا على انها والدة الإله، وذلك بعد إدانة هرطقة نسطور الذي كان يرفض تسميتها والدة الإله، وذلك في مجمع أفسس المسكوني الثالث عام 431م هذا المجمع الذي حرم نسطور وهرطقتة وترسم السيدة العذراء حاملة الرب يسوع على يسارها بحيث تكون هي على يمينه ” جعلت الملكة عن يمينك”(مز9:45)
أما ايقونة السيد المسيح وهو جالس على العرش
اولا: رأس السيد المسيح تحاط بهالة كبيرة ذات لون ذهبي أو أصفر ودائماً ترسم هالة السيد المسيح أكبر من هالات التلاميذ وبها صليب وكل قائمة من قوائم الصليب مكونة من ثلاثة خطوط إشارة لأن الثالوث الأقدس ،اشترك في عملية الفداء، والهالة الذهبية اللون تشير إلى أن السيد المسيح هو نور العالم لأن اللون الذهبي في فن الأيقونة يشير إلى النور الإلهي لأن الذهب يعكس النور أما الصليب المرسوم داخل الهالة فيشير إلى أن السيد المسيح هو مخلص العالم الذي جاء ليموت على الصليب ويقدم نفسة ذبيحة حية لفداء البشرية.
كذلك يرسم داخل الهالة حرفي الألفا والأوميجا دليل على أن السيد المسيح أزلي أبدي وهو البداية والنهاية، وهو الألف والباء، وكذلك للرد على بدعة أريوس الذي أنكر لاهوت السيد المسيح وأنكر انه أزلي أبدي، كذلك للرد على بدعة أريوس الذي أنكر لاهوت المسيح، وأنكر أنه أزلي ولذلك أوصى أباء الكنيسة برسم حرفي الألفا والأوميجا كرد على بدعته بعد مجمع نيقية 325م.
ثانيا : اليدين “اليد اليسرى” فتحمل كرة تشير للكرة الأرضية والكون كله لأنه “ضايط الكل” أو تحمل رسالة مطوية أو كتاب يشير إلى الإنجيل المقدس الدستور السماوي الذي آتى به السيد المسيح، و”اليد اليمنى” نجده يشير بأصبع واحد “السبابة” كأنه يقول “أنا والأب واحد” .
ثالثا : وضع السيد المسيح نجدة جالسا على العرش فهو يجلس في مجده كديان لجميع الشعوب والأمم فقد جاء في انجيل متى “من الأن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وأتيا على سحاب السماء”(مت64:26).
رابعا: نجد السيد المسيح يلبس ملابس بيضاء وهي ترمز في الفن القبطي إلى القداسة والطهارة فهو القدوس بل قدوس القديسين الذي قال لليهود متحديا “من منكم يبكتنى على خطية”(يو 46:8) وفي التجلي كانت ملابسة بيضاء مثل الثلج ورداء السيد المسيح يكون أحمر وهو في الفن القبطب يرمز للمجد والفداء فهو لون الدم المسفوك على الصليب لفداء البشرية لانه “ليس بأحد غيرة الخلاص (اع12:4).
واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، كما استمع وأجاب الدكتور يوسف زكي على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وللدكتور يوسف زكي على هذا اللقاء.