تبادل كل من باكستان والهند، الاتهامات بشأن الإرهاب وحقوق الأقليات الإثنية في كلمتهما أمام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. حيث اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الهند بـ”نشر الإرهاب” بحق المسلمين والسعي إلى “القضاء عليهم”، فيما ردت البعثة الهندية باتهامها إسلام آباد بإيواء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأمريكية في 2011، مشيرة في آن إلى “العنف الممارس بحق الأقليات في باكستان”.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة السنوية، اتهم خان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه يريد “القضاء على مسلمي الهند”. مضيفا في خطابه الذي ألقاه عبر الفيديو أن “أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا وأكثرها انتشارا تسود حاليا في الهند” وهي تطال قرابة 200 مليون مسلم يعيشون في هذا البلد.
ويعود الصراع بين الهند وباكستان الى الصدام بين القومية الهندية والمسلمين خلال حكم الاستعمار البريطاني، وعلى الرغم من استمرار التفاهم بينهما خلال حرب الاستقلال عام 1857، حينما حارب القوميون الهنود هندوسا ومسلمين ضد البريطانيين، إلا أن خيوط القومية ظهرت مؤسسيا بتأسيس حزبي المؤتمر والرابطة الإسلامية.
حينما ضعفت الحكومة البريطانية وبدأت حركة الهند من أجل الحرية، كان حتميا أن تندلع اشتباكات بين الحزبين الهنديين، حيث ظل الحزبان على خلاف حول طموحاتهما وأهدافهما النهائية، وتخلى الطرفان عن أي اعتبار للشراكة المتبادلة من أجل الاستقلال حين بدأت الرابطة الإسلامية الدعوة لبناء وطن منفصل للمسلمين عام 1937، واستفحل الأمر حينما فشل الحزبان في التوصل إلى إجماع حول صيغة الاستقلال، وبانسحاب بريطانيا عام 1947، أصبحت باكستان والهند دولتين مستقلتين في 14 و15 أغسطس على التوالي.
بدأت بالتوازي عمليات هجرة جماعية طائفية للمسلمين إلى باكستان، وللهندوس والسيخ إلى الهند، حيث اقتلعت آنذاك عائلات من جذورها، ودمّرت سبل العيش، وتغيرت العلاقات إلى الأبد، وانضمت المناطق الإسلامية إلى باكستان، وذات الأغلبية غير المسلمة إلى بعض المناطق الهندية، وانقسمت الأقاليم الغنية والمهمة اقتصاديا وثقافيا (البنجاب والبنغال) على أسس عرقية، ما أدى إلى الفوضى.
في الوقت نفسه كانت هناك ولايات أميرية لها خيار أن تكون جزءا من الهند، أو باكستان، حيث لم تكن تمثل جغرافيات محددة بين الجانبين، وكان من ضمن هذه المناطق ولاية جامو وكشمير، ذات المناظر الخلابة والأهمية الاستراتيجية في الشمال، والتي أصبح من نصيبها حتى يومنا هذا تقرير مستقبل العلاقات الباكستانية الهندية، وهي الولايات التي اندلعت فيها الحرب بعد الاستقلال بأشهر معدودات.
وتبقى قضية كشمير المنطقة الواقعة في جبال هملايا بين البلدين الذين يتنازعان عليها، قضية شائكة بين البلدين الجارين. ويتصاعد الغضب في القسم الهندي من المنطقة منذ 2019 عندما ألغت نيودلهي الحكم شبه الذاتي للمنطقة ووضعتها تحت سلطتها المباشرة. ويقول سكان المنطقة التي تقطنها غالبية مسلمة إن القمع اشتد منذ ذلك الحين