** لو لم يكن هناك تعساء ما كان هناك صناع الخير.. حكمة إلهية أدركناها خلال رحلاتنا المتواصلة مع المرضي والمتألمين.. مئات المرضي اصطحبناهم علي طريق الشفاء, ومع كل مريض جديد كان ينضم إلينا عشرات من الأصدقاء صناع الخير الذين بمؤازرتهم نواصل رحلاتنا, بل وللحقيقة بدونهم ما كنا استطعنا أن نخفف آلام المرضي ونسكت أوجاع المتألمين..
إنها المعادلة الإلهية التي تأكدت لنا تحت مظلة المحطة في حقل الخير.. ومع كل قصة مريض جديد في حقل الخير ننشرها في هذا المكان يصحبها قائمة بأصدقائنا صناع الخير.. المريض واحد وصناع الخير بالعشرات.. قد يزيدوا أو يقلوا, المهم أننا بعطاياهم نواصل رحلاتنا وبدونهم ما سكتت أوجاع المتألمين.
** أقول هذا لأسجل كل الشكر لأصدقائنا صناع الخير قبل أن أحدثكم اليوم لأول مرة عن أطول رحلة مع صديقة لها معنا 11 عاما نرعاها بكل الحب والاهتمام, ونشاركها طوال هذه السنوات في حمل صليب مرضها الثقيل, وننتقل معها من طبيب إلي طبيب, ومن مستشفي إلي مستشفي سعيا وراء راحتها وتخفيف آلامها, وفي كل مرة يلوح لنا الأمل ونقترب من شفائها, يظهر لنا مرض جديد أكثر صعوبة وأشد خطورة, فتتواصل رحلاتنا معها بلا تردد حتي تجاوزت مصاريف علاجها حتي الآن أكثر من 100 ألف جنيه.
** ليس سرا أن نقول الآن إن صديقتنا اختارها الرب منذ 11 عاما لتحمل صليبا ثقيلا, اختارنا أيضا لنشاركها تخفيف ثقل صليبها بما يقدمه صناع الخير من عطايا تساهم في علاجها.. إلي أن كنا في مثل هذه الأيام من العام الماضي وفوجئنا بالمرض الخبيث قد تسلل إلي رئتيها, بالإضافة إلي قائمة الأمراض الصعبة التي مازلنا نواجهها, فضلا عن أن سلسلة التحاليل والأشعات التي أجريت لها في محاولة علاج السرطان كشفت عن سلسلة جديدة من الأمراض التي نواجهها أكثرها خطورة, سكر في الدم, التهاب في الكلي, فشل في الكبد.
وكلما اقتربنا من علاج مرض, فوجئنا أن علاجه يتعارض مع علاج مرض آخر, ودخلنا مع مريم في دوامة لا حدود لها حتي أن تكاليف علاجها في العام الأخير بدأت في سبتمبر 2020 وحتي اليوم تجاوز 60 ألف جنيه, بالإضافة إلي ما نجحنا في تدبيره من علاجات مجانية عن طريق الدولة.
لهذا رأيت وبعد 11 عاما عشناها مع مريم في صمت أن أحدثكم عن أثقل صليب رحلاتنا لأشكركم أولا.. ولأدعوكم لنمجد الرب في كل لحظة ودقيقة لأنه حفظنا في سلام إلي هذه الساعة.
** ليس مصادفة أبدا أن أختتم حديثي إليكم الأسبوع الماضي أدعوكم أن تتشعفوا بالعذراء البتول القديسة مريم لتفيض عطايا أصدقائنا صناع الخير, ونصل بالحب والفرح والسرور إلي أحبائنا الأصاغر الغارقين في الهموم والأحزان والآلام والأوجاع والأمراض..
لم تكن مصادفة أبدا لكن صورة صديقتنا مريم كانت أمامي وإن كنت لم أفصح عنها.. واليوم مع عيد إصعاد جسد شفيعتنا المؤتمنة العذراء مريم أجدد دعوتي إليكم وأطلب صلواتكم من أجل صديقتنا المتألمة مريم واثقا أن الرب سيفيض عليها بعطايا الخيرين التي هي من عطاياه.