أثناء قراءة متأنية لمقال الأستاذ ملاك بشري
إستروماتا- والمنشور علي هذه الصفحة- وتحدث فيه عن ضرورة التوثيق في الكنيسة باعتباره خطورة مهمة للأجيال الحالية وأيضا الأجيال المتلاحقة, يأتي في نفس السياق- وفقا لقرار البنك المركزي- تحويل البنكنوت فئتي 20,10 جنيها من الورق إلي البوليمرالبلاستيك, والتي تعد خطوة جيدة من قبل الدولة, فتغيير تصميم البنكنوت وتغيير الخامة التي يطبع عليها, يعد توثيقا لمرحلة زمنية معينة في عمر الدولة المصرية.
وفي تصوري الشخصي فإن خطوة تحويل هذه الفئات بالنوعية البلاستيكية الجديدة قد تأخرت كثيرا, خاصة مع طبيعة الشعب المصري, والذي يتعامل مع النقود علي أنها نوت لتدوين الذكريات ورسائل موجهة للعشاق ورسائل-لكيد الأعادي- أحيانا, كما أننا قد نجدها فيقرطاس السبوع بجانب الفشار,بل إن الجنيه- ذاته- يتم برمه كقرطاس لاستخدامه كخلة أسنان, والأعجب أنه حتي موظفي البنوك-أنفسهم- والمحاسبين يغلقون رزمة النقود ويسجلون علي الورقة الأولي مجموع الرزمة!!
وحيث إن هاتين الفئتين قد مر علي إصدارهما أكثر من أربعين عاما.. بنفس الشكل ونفس الهيئة ونفس التصميم- اللهم إلا تغيير علامات الزمان لتقليل عمليات التقليد- فأنا أجد ذلك إفلاسا واستسهالا, فلماذا لا تتغير من وقت لآخر مثلما كان يحدث طوال القرن العشرين علي الأقل كنوع من توثيق لحقبة زمنية مؤثرة في تاريخ مصر, كما أنها تعد بمثابة عمل دعاية دائمة لآثار وحضارة مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية, خاصة أن لدينا زخما لا حصر له من هذا التنوع, إضافة إلي وجود صور من هذه الآثار ستساهم في الدعاية لحضارة مصر المتنوعة.
في النهاية نثمن هذه الخطوة التي تأخرت كثيرا, علي أمل أن يضع المسئولون في اعتبارهم ذلك التنوع الحضاري والثقافي وهم يتأهبون لإصدار أول عملة بنكنوت بلاستيكية في تاريخ مصر.