كرامة العذراء مريم فاقت كل الأوصاف والتطويبات وهي التي نطقت هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني (إنجيل لوقا أصحاح 1 آية 48).. وفي القرآن سورة آل عمران: إن الله اصطفاها علي نساء العالمين.
فهي استحقت أن يطلق عليها لقب العذراء مريم فخر جنسنا.
والكنيسة القبطية الأرثوذكسية دأبت بطول زمانها علي أن تطوب العذراء مريم وبخاصة أثناء فترة الصيام الذي علي اسمها وتفنن الأقباط في مدحها وتطويبها.
وعبر التاريخ الكنسي برز عشرات المداحين والمطوبين لأمنا العذراء ذكرنا منهم المعلم فضل الله الإبياري (من إبيار- طنطا) وعاش بالقرن الـ16.
ونستكمل هذا العدد بعض ما نظمه هذا الرجل الذي استنجد بأم النور بعد أن أصابه العمي وفصل من عمله وإذ بها تشفيه وتعيد له نظره.
ومن وقتها أخذ عهدا علي نفسه أن يكتب مدائح لست العالم مريم العذراء أم المسيح.
من بعض ما تركه لنا ومازال يتلي في تسابيح كيهك بالكنيسة أثناء صيام الميلاد المجيد كل عام مديح آدام عربي.
ومديح آدام هو لحن قصير من ألحان التسبحة يشير إلي آدم, وسمي كذلك لأن مطلع اللحن يقول إن آدم فيما هو حزين سر الرب أن يرده إلي رئاسته.
من بين ما نظمه المعلم (معلم ألحان) فضل الله الإبياري, ويبدأ بـيا مريم:
* يا مريم أنا عبدك.. موسوم باسم ابنك.. غيثيني بوعدك.. وبحقك توفيني.
* يا مريم بحياتك.. وحسن طهارتك.. انقليني بصلاتك.. في موضع يرضيني.
* يا مريم تاج راسي.. يا عزي بين ناسي.. مدحك.. زلال ماء يرويني.
* يا مريم حان وقتي.. وتدانت مسألتي.. مثلي كم خلصت.. عاطل لا تنسيني.
* يا مريم شيبي لاح.. وزمان الغفلة راح.. وأنا تائه.. من غيرك يهديني.
* يا مريم غيثينا.. بمراكب عدينا.. حتي نصل المينا.. يا ملجأ يحميني.
* والناظم من إبيار.. وهو عبد الحضار.. جئت طائع مختار.. لأجل طبية عيوني.
ومن أجمل المدائح علي وزن أنا افتح فاي بالتسابيح:
* الخطية هي طبعي.. وأنت طبعك الإحسان.. ليس عبد بلا خطية.. ولا سيد بلا غفران.
* مراحمك يا إلهي.. كثيرة جدا.. مراحمك يا إلهي.. لا يحصي لها عدد.
* مراحمك يا إلهي.. كقطرات الأمطار.. مراحمك يا إلهي.. أكثر من رمال البحار.
* مراحمك يا إلهي كينابيع المياه.. مراحمك يا إلهي.. كالأنهار الجارية.
وهكذا يستمطر المؤمنون مراحم الله ويتشفعون بالقديسين وأولا وآخرا كلية الطهر القديسة العذراء مريم تدركنا مراحمه الكثيرة.. وكل عام ومصرنا محروسة.