كشفت الحكومة عن خطة الدولة فى ملف الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، عبر صياغة استراتيجية وطنية لتوليد الهيدروجين الأخضر، تعد إطارًا حاكمًا لكافة الجهود التي تبذل في هذا الإطار إلى أن هذا التوجه يتماشى وخطط الدولة للتوسع في استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة في سبيل توفير الوقود وتقليل الانبعاثات وحماية البيئة وتوفير مصادر طاقة آمنة. وتوطين صناعات مرتبطة بوقود «الهيدروجين الأخضر
وتم خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء مْوخرًا بحث الفرص الواعدة المتاحة لدى مصر والتي تؤهلها لأن تصبح مركزا للطاقة في شرق المتوسط، وأحد أكبر مصادر الطاقة الخضراء لاستخدامات السوق المحلى والتصدير إلى جانب توجيه جهود البحث العلمي الوطنية إلى دراسة إمكانية توطين صناعات مرتبطة بوقود «الهيدروجين الأخضر» في مصر
أشارت تقديرات لوحدة شؤون تمويل مصادر الطاقة الجديدة بوكالة الأنباء “بلومبرج إلى أنه حتى يتم إنتاج كمية من الهيدروجين الأخضر تغطي 25% من الطلب العالمي من الطاقة، لابد من إنتاج كهرباء أولا تفوق حجم الإنتاج العالمي الآن.وأوضحت أن استثمارات الإنتاج والتخزين تتطلب مبلغ ضخم يصل إلى 11 تريليون دولار، لذلك التوجه الآن إنتاج كمية من هذا الوقود لتوفير 15% من احتياجات الاقتصاد العالمي.حيث اكد خبراء الطاقة ان دخول مصر لانتاج الهيدروجين الأخضر له مكاسب اقتصادية لتوليد طاقة نظيفة و فرص واعدة لدى مصر للانخراط في سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر، مدعومة بمقومات داخلية من توافر مصادر الطاقة المتجددة، ومساحات واسعة من الأراضي لإقامة المشروعات المرتبطة بها،
خطة الدولة لإنتاجه
أكد الدكتور أيمن حمزة المتحدث الإعلامى لوزارة الكهرباء أن الدولة تسعى للاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة المتجددة، ولهذا وضعت خطة لزيادة نسبة مشاركة الطاقات المتجددة بحيث تصل إلى 37% مع نهاية عام 2035، وقد حدد المجلس الأعلى للطاقة وفق الاستراتيجية ليرفع نسبة مساهمات الطاقة المتجددة لتصل إلى 42% وأخيرا إلى 47% لتشجيع استخدامها خاصة مع بداية انخفاض تكلفة الخلايا الشمسية والرياح، وحالياً يتم دراسة زيادة مشاركة الطاقات المتجددة لدخول عنصر الهيدروجين الأخضر فضلاً عن الوقود النووى .
ويضيف حمزة أن العالم كله الآن يهتم بالهيدروجين، حيث لدينا فى مصر الآن 5800 ميجاوات من الطاقات المتجددة وينتظر أن تصل إلى 6000 ميجاوات وهى تمثل 20% من إجمالي استخدامات الطاقة فى مصر حيث تسعى الحكومة لتحقيق مشاركة فعلية للطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة، ومصر لديها سطوع شمسى عالى لذلك وضعت إستراتيجية لتشجيع الاستثمار فى مشاريع الطاقات المتجددة، ولذلك تم توفير خرائط للأماكن الأكبر سطوع للشمس والرياح وتم تنفيذ أطلس شمسى وتعتبر كل هذه الأماكن لديها قدرة على إنتاج 90 ألف ميجاوات، ولذلك تسعى الدولة الآن لإنتاج الهيدروجين من الطاقات المتجددة،نظرا لقلة تكلفة الهيدروجين وإمكان تصديره للخارج .
وأوضح حمزه مصر لديها خطة استراتيجية لاستخدام الهيدروجين الأخضر بنسبة 42% حتى عام 2035
وأضاف حمزة أن مصر لديها خطة استراتيجية واضحة من أجل استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 42% في عام 2035 وقد تحقق مصر نسب متطورة في الوقت الحالي في ظل الإقبال الكبير من جانب شركات الاستثمار على هذا المصدر المهم للطاقة.
و كشف حمزة ان مصر تنسق مع ألمانيا وبلجيكا للاستفادة من خبرتهما في الهيدروجين الأخضر
وأكد حمزة إلى أنه سيتم الاستفادة من مياه البحر في المستقبل وستدعم مصر التواصل مع الدول التي لها خبرة في مجال استخدام الهيدروجين الأخضر خاصة في دول ألمانيا الاتحادية وبلجيكا التي أوفدت ممثلين لكبرى الشركات، لافتا إلى أن مصر بها أماكن يمكن تفعيل استخدام الهيدروجين الأخضر من خلالها مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرا إلى أنه يمكن تصديره في المستقبل في ظل خطط مصرية موضوعة تستفيد من كل الخبرات العالمية في هذا المجال الواعد الفترة المقبلة.
توافر مصادر الطاقة المتجددة
قال الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي ان دخول مصر لانتاج مجال استخدام الهيدروجين الأخضر لتوليد الطاقه تعد خطوة لتوفير الطاقة والاعتماد على الطاقة المتجددة و و استخدامه في توليد الطاقة صناعيا والمشروعات القومية له تعديات غير مباشرة لجذب الاستثمارات
وأشار الدسوقي تعد فرصًا واعدة لتصدير الهيدروجين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نظرًا للموقع الجغرافي للمنطقة القريب من الاتحاد الأوروبي، وهناك وقربها من أسواق الاستهلاك الرئيسية مثل الاتحاد الأوروبي فضلاً عن توافر الإرادة السياسية، بما يعزز مكانتها علي خريطة الطاقة المتجددة العالمية ودورها كمركز إقليمي لتداول الطاقة.
قال الدكتور محمد الصاوى، الخبير الدولى فى مجال الطاقة، إن الهيدروجين الأخضر عند استخدامه كوقود فى محطات الكهرباء، ينبعث منه بخار ماء عند إنتاجه من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، فهو وسيلة لتخزين الطاقات المتجددة، وتعتبر مبادرة أوروبا لمنطقة شمال إفريقيا لاستيراد الهيدروجين الأخضر تعادل ثلاثة أضعاف إنتاج حقول ظهر للغاز بجانب أنها طاقة أرخص.
اشكال الهيدروجين
وأكد الدكتور ماهر عزيز، استشارى الطاقة والبيئة أن الهيدروجين يوجد فى 3 أشكال تتمثل فى الهيدروجين الرمادى ويطلق عليه هذا الاسم عند انتزاعه باستخدام التكنولوجيا من غاز الميثان أو من الوقود الأحفورى باستخدام عمليات تكنولوجية حيث يتم استخدامه كمبرد فى محطات القوى الكهربائية عند تولد حرارة عالية، وكذلك يستخدم فى بعض الصناعات
أما الشكل الثانى فهو الهيدروجين الأزرق وفيه تستخدم تكنولوجيا معينه مع الهيدروجين الرمادى لتجميع ثانى أكسيد الكربون المتخلف من الهيدروجين الرمادى بدلاً من إطلاقه فى الهواء
أما الشكل الثالث للهيدروجين هو الهيدروجين الأخضر صديق البيئة وهو ينتج من التحليل للمياه سواء المالحة أو العذبة ويزيد من مزاياه أن يتم إنتاجه باستخدام الطاقات المتجددة، ومصر لديها شواطئ أكثر من 3000 كيلومتر سواحل، حيث يمكن إنشاء محطات توليد الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية لتصديره لأوروبا، خاصةً أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر متقارب مع البترول ومن المنتظر أن تكون محطات البنزين محطات شحن الهيدروجين فى العشر سنوات المقبلة .
وعن تطبيقات الهيدروجين الأخضر
قال الدكتور مصطفى سليمان استاذ الهندسة الكيميائية بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية، إنه طاقة المستقبل البديل لنضوب الوقود الأحفورى مثل الغاز الطبيعى والبترول،
واكد سليمان ان استراليا تقوم بإنتاجه وتصدره لليابان، كذلك تسعى السعودية لإنتاجه من تحويل الطاقة الشمسية لهيدروجين وذلك ضمن مشروع نيوم مع حلول عام 2025، لكن هى مشروعات عالية التكلفة وتحتاج لاستثمارات عظيمة .