ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم, وأن تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من أجل عملهم. سالموا بعضكم بعضا. ونطلب إليكم أيها الإخوة: أنذروا الذين بلا ترتيب. شجعوا صغار النفوس, أسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع. انظروا أن لا يجازي أحد أحدا عن شر بشر, بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع. افرحوا كل حين. بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء, لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. لا تطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوات. امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن. امتنعوا عن كل شبه شر
(الرسالة الأولي إلي تسالونيكي 5:12-22)
لا تحتقروا النبوات
وصايا الله تعم جميع البشر إلا أن حفظها ليس مستحيلا ولا صعبا, فهي موجودة لكل زمان ومكان, كما هي لكل إنسان, فالله لا يضع علي ظهورنا حملا لا نقوي علي حمله.
صفات الوصية:
1- مثل النار: إن أقرب وصف للوصية, هي أنها مثل النار التي تدفئ الإنسان وتعزيه.
2- مثل المياه: الوصية أيضا مثل المياه باستخداماتها الكثيرة, في الطعام والشراب والنظافة.. إلخ, فهي التي تطهر كل شيء.
3- مثل المرآة: التي يري فيها الإنسان نفسه, ويستطيع من خلالها أن يقيس مقدار نموه الروحي.
4- مثل المطرقة: التي تحطم كل شيء صعب, كما يعلمنا الكتاب: غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله (لو18:27).
5- مثل اللبن: بمعني أنها تغذي, فاللبن يعتبر من الناحية الصحية, غذاء متكاملا, به جميع العناصر الغذائية, باستثناء عنصر الحديد.
6- مثل النور: النور حلو للعينين, حسب تعبير الكتاب: النور حلو وخير للعينين أن تنظر الشمس (جا11:7).
7- مثل السيف: لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين, وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ, ومميزة أفكار القلب ونياته (عب4:12).
فعندما وقف عدو الخير الشيطان أمام السيد المسيح في التجربة علي الجبل استخدم السيد المسيح هذا السيف, وهو كلمة مكتوب في الرد علي الشيطان, وذلك في التجارب الثلاث..
ففي تجربة الخبز قال له: مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت4:4) وفي التجربة الثانية قال له: مكتوب أيضا: لا تجرب الرب إلهك (مت4:7).
وفي التجربة الثالثة قال له: اذهب يا شيطان لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد (مت4:10) هذه الأوصاف السبعة, هي أوصاف رئيسية لكلمة الله, وربما يكون أهم صفة فيها هي وصف الوصية بالمرآة, فالإنسان خلال حياته اليومية قد لا يستغني عن المرآة فتصير كلمة الله هي المرآة الروحية لحياة الإنسان, وذلك إن كان مداوما علي قراءة الكتاب.
أهمية وصايا الله
أولا: الوصية مصباح
الوصية تعتبر مثل المصباح, والشريعة نور كما ذكر سفر الأمثال: لأن الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الأدب طريق الحياة (أم 6:23), فالإنسان الذي لا يقرأ الكتاب , كيف يكون عقله منيرا؟
فمثلا أحيانا عند رسامة أب كاهن, قد ينشر شخص ما, بعض الأكاذيب والإشاعات حول من تم اختياره, وهنا أسأل مثل هذا الشخص الذي ينشر الأكاذيب: هل كلمة الله حاضرة في قلبك, أم أنك تتكلم من ذاتك؟
فإن كان هذا الشخص يتكلم من فكره الخاص وبحكمة بشرية خالصة, بالطبع لا يعتد برأيه, ونجد أن الألفاظ التي يستخدمها مثل هذا الشخص, لا تكون ألفاظا نقية أو مهذبة والأسلوب يكون أسلوبا غير لائق.
فمن يصنع الأكاذيب لا تسكنه كلمة الله, وفي سيامات الآباء الكهنة, نقرأ عبارة من حق الرعية أن تختار راعيها, ولكن هنا نسأل من هو الشعب الذي من حقه أن يختار راعيه؟ هل هو من ينتظم في حضور الكنيسة وممارسة الأسرار المقدسة؟ أم هو من يقوم بالخدمة الكنسية؟ من هو هذا الشعب؟
لذلك قمنا بإعداد نظام معين, لتوضيح من له الحق في المشاركة في ترشيحات الآباء الكهنة الجدد في الكنائس, لأنه قد يكون هناك شخص صانع للمشكلات أو شخص له صوت عال, أو مغرض أو له بعض المصالح ولا يريد ترشيح شخص بعينه للكهنوت, لذلك قبل أن تشترك وتقدم رأيك في المسائل الكنسية يجب أن تكون الوصية عاملة في داخلك, لكي ما يكون كلامك مضيئا.
ويعلمنا الكتاب قائلا: خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك (مز119:11), وإذا نظرنا إلي هذه الآية بعكس المكتوب نجد أن من لا يخبئ كلام الله في قلبه يعيش في الخطية.
فأنا أضع كلمة الله في قلبي, وأحفظها وأخبئها, لأنها غالية وثمينة, ولكي لا ينطق فمي بكلمة خاطئة أو باطلة, وأيضا لكي لا يفكر فكري بطريقة خاطئة, أما الذي لا يخبئ كلمة الله في قلبه, فإن لسانه وفكره ونظرته وقلبه يخطئ, فالوصية مصباح ونور لحياة الإنسان.
مثال.. إيليا وأخاب الملك
الله قد منع المطر من أجل ابتعاد الشعب عن عبادته, ومن أجل عبادتهم للبعل بقيادة إيزابل وأخاب, وساروا في ظلام الخطية, واستمر انقطاع المطر مدة ثلاث سنوات مما أدي إلي جوع شديد وقحط, وأخفي الله إيليا, إلا أنه أخيرا أمره بالذهاب إلي آخاب, وعندما علم أخاب بموضعه ذهب إليه, فلما رآه أخاب قال له: أأنت هو مكدر إسرائيل؟ (1مل18:17), فأجاب إيليا وقال: لم أكدر إسرائيل, بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم (1مل18:18).
وفي وسط ظلامهم هذا جمع أخاب رؤساء وأنبياء البعل, وأتي بهم إلي إيليا لكي يصلي لهم لينزل المطر, إلا أن إيليا قال للشعب: حتي متي تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه, وإن كان البعل فاتبعوه. فلم يجبه الشعب بكلمة (1مل18:21).