ماذا لو وصل شاب أو شابة إلي مرحلة سن الرشد أي أصبح عاقلا ومسئولا عن تصرفاته, وله الحق في التوقيع أمام الجهات الرسمية, ويطلب للشهادة وتعتمد أقواله, سن الرشد ينطبق علي الفرد كما ينطبق علي المجتمعات, وأيضا علي الدول, فهناك دول وصلت إلي سن الرشد منذ زمن طويل تعدي عمرها الألف سنة, وهناك دول أخري وصلت سن الرشد منذ مئات السنين ودول أخري وصلت إلي سن الرشد منذ عشرات السنين!!.
والملاحظ, وهذا يستدعي الباحثين في علم الإجتماع والتاريخ أن يفردوا في بحوثهم عن سر هذه الملاحظة, وهي أن سن الرشد يبدأ لدي الفرد أو الأمة (الدولة) بثورة وحركة سريعة,
ونو مظرد وإن كانت الفروق النسبية تختلف من فرد إلي فرد أو أمه إلي أمة لكي نتفق علي أن البداية تكون سريعة ومتلاحقة, خاصة إن كان هناك نية وإخلاص في المجتمع وإصرار علي النمو والإزدهار والتقدم, ولكن في سن الشيخوخة, وهو عكس سن الرشد ينكسر المنحني ويتجه لأسفل, إن لم يكن الفرد قد أعد عدته لمثل هذه المرحلة السنية, من أعمال وأبناء وأحفاد يشدون أو صاله ويشيدون بأفعاله, ويمجدون أسمه وأيضا ينطبق هذا التفسير علي الأمم والدول.
فالآمة التي تشيخ دون أن تعد أبنائها وبنيتها الأساسية, فهي أمة غلبانة مسكينة!!
تستحق الرحمة والترحم عليها, يا رب لا تجعلنا من الأمم التي تستجدي الرحمة والترحم عليها أبدا!!.
ولكن أجعل منها أمة تجدد دائما في عمرها وفي شبابها, وفي إستغلال كل طاقات أبنائها.
ولعلنا ونحن نتجول بأبصارنا حولا سوف نجد أمم صغيرة للغاية تقدم صفوفها صفوة أبنائها والمخلصين فيها, والأكفاء منهم فإستحقت تلك الأمم أن تنمو وأن تحافظ علي شبابها وعلي حيويتها, لأن أبنائها أخلصوا في إختيار أفضلهم لتقدم صفوفهم.
ليتنا نتعلم, مين يختار مين!! هذا المهم!!
يارب إرحمنا, ويسر أمورنا, وبصرنا بما لنا وما علينا.
إنك نعم المولي ونعم النصير صدق الله العظيم.