تعاليم ونبوءة القديس لويس ماري-غرينيون عن الأزمنة الأخيرة ودور العذراء :
١ – إن الله القدّوس أراد أن يُظهِرَ مريم تُحفة عمل يديه، في هذه الأزمنة الأخيرة … فخلاص العالم ابتدأ بمريم، وبمريم يجب أن يستمرّ حتّى النهاية ! إنّ مريم في المجيء الأوّل لابنها يسوع المسيح، لم تَظهر إلًا بخفر (بشكلٍ بسيط)، حتّى لا يبتعد الناس قليلو المَعرفة بابنها، عن الحقيقة، بتعلّقهم بِها؛ الأمر الذي كان مُمكن الحدوث، بسبب الحُسن والجاذبيّة التي زانها بها العليّ … “صنع بها الله العظائم” (لوقا ١ : ٤٨ ) أمّا في مجيء يسوع الثاني، فيجب أن تُعرف العذراء ماليًّا، وسيُظهرها الروح القدس ليُعرف يسوع بواسطتها فيكون محبوبًا أكثر
٢ – أخيرًا إن الله يُريد أن تَكون أمّه القديسة مَعروفة ومحبوبة ومُكرّمة حاليًا أكثر ممّا كانت عليه، وهذا سيحصل حتمًا، إذا مارس المنتخبون، بنعمة الروح القدس وأنواره، الإكرام الكامل والباطني نحوها ! سيرون بوضوحٍ بعين الإيمان نجمة البحر الجميلة هذه، وسيصلون الى الشاطىء الأمين بالرغم من العواصف والقراصنة وذلك بالتقيّد بتوجيهاتها. وسوف يعرفون عظائم هذه الملكة، فيُكرّسون ذواتهم بكليّتها لخدمتها كرعايا وعبيد محبّتها !
وسوف يتذوّقون عذوبتها وجُودَتها الوالديّة، فيحبّونها محبّة البنين المُحبّين. وسوف يعرفون مراحمها ونعمها الغزيرة ويشعرون بعونها فيلجأون إليها في كلّ أمرٍ . لجوءهم الى مُحاميتهم وشفيعتهم لدى يسوع . كما يتأكّدون أنّها الواسطة الآمن والأقصر والأكمل للذهاب الى يسوع، فيسلّمونها ذواتهم كلّها لها وليسوع ، نَفْساً وجسداً ، دون تجزئة
“ وهربت المرأة الى البرية، حيثُ أعَدّ لها الله خَلوةً ” (رؤيا القديس يوحنا ١٢ : ٦)
قالت مريم أمّ الله:
“قد بحثتُ عن مَلجأٍ في الصحراء، التي أقمتُ فيها مَسكني المألوف إنّها مكوّنة مِن قلب ونفس كلّ أولادي الذين يستقبلونني، ويسمعونني، ويستسلمون إليّ كُلياً ، ويتكرّسون لقلبيَ البريء من الدنس فيها ، أجترِحُ اليوم أعظم مُعجزاتي ! إنّي أجترحها في القلب والنفس ، يَعني في حياة كلّ أولادي الذين هُم الأصغر . إنّي أقودهم هكذا ليتبعوني على طريق الإيمان والمحبّة . إذ أجعلهم يتقبّلون ويحييون ويحفظون كلمة الله، وأساعدهم على عيشها كلّ يوم ، بتماسكٍ وشجاعةٍ. أهيّئُ كلّ يومٍ النّصرَ الكبير على التّنين (الشيطان)؛ انتصار قلبيَ البريء مَن الدنس في العالم ! ” ( ٦ مايو ١٩٨٩)