تنتهي غدًا الخميس 26 أغسطس الجاري رسميًا المرحلة الأولي من تنسيق الثانوية العامة 2021، و كل من تقدم بالمرحلة الأولى يعلم مسبقا ان هناك احتمالات متعددة لنتيجة التنسيق بالنسبة له و يحلم بالكلية التى يريدها… لكن الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة ضمن نظام الدمج و بالرغم من تفوقهم الا انهم يجدوا العراقيل أمامهم فى هذا الشأن، ليس ذلك فحسب بل يتم حصر قبولهم على كليات بعينها بل وأقسام محددة بها دون اتاحة الفرصة متساوية لهم فى الاختيار مثل أقرانهم..
تسنيم عماد خليل طالبة ثانوية عامة ٢٠٢١ أدبي حصلت على مجموع ٩٥.٦١٪ ضمن منظومة الدمج بمحافظة الإسكندرية، لكنها فوجئت بأن الكليات بجامعة الإسكندرية ترفض قبولها بالرغم من تفوقها الدراسى، والسبب هو أن الحاصلين على الثانوية العامة بنظام الدمج غير مسموح لهم الالتحاق الا بخمسة أقسام فقط داخل كلية الآداب..؟!! وبعد معاناة فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام، و التى تمت فى ظل ظروف استثنائية، أصاب الإحباط تسنيم ووالدتها..هل بعد كل هذه السنوات من الكفاح والتعب والاجتهاد والتفوق تكون هذه هى النتيجة و يقال لهم : غير مسموح لكم الاختيار للكلية التى تريدون الدراسة بها..؟ تساؤل طرحته هايدى سامى والدة تسنيم.
هايدى سامى- والدة تسنيم تحدثت إلى موقع وطنى، وقالت:” ابنتى تسنيم تفوقت وحصلت على مجموع 95.6 % فى الثانوية العامة أدبى ضمن منظومة الدمج، و حينما توجهنا إلى جامعة الإسكندرية فوجئنا بأن جميع الكليات ترفض التحاق ابنتي بها بالرغم من تفوقها الدراسي وحصولها على هذا المجموع بجهد و سهر و كفاح اعوام و لكن قررت الجامعة حصرها في كلية الآداب أقسام محددة فقط، أين امتياز التفوق لطلاب الدمج مثل أقرانهم، و أين التقدير وتكافؤ الفرص لكل مجتهد بالرغم من الاختلاف الذي ليس لنا يد به.”
وأضافت هايدى سامى قائلة:” للأسف الحاصلين على الثانوية العامة ضمن نظام الدمج محصور فى 5 أقسام بكلية الآداب وفقط لابنائنا ..؟!!! علم نفس واجتماع وتاريخ و فلسفة و وثائق ومكتبات ، و ليس من حقهم التقدم للقبول بأى كلية أخرى…. و فى ذات الوقت هناك استثناءات تحدث فى هذا الأمر وهناك طالبات التحقن بكلية التربية من ضمن نظام الدمج و فى نفس ظروف ابنتى.”
واستطردت:” ابنتى تفوقت ..أين الامتياز الذى تحصل عليه نظير اجتهادها و كفاحها طوال سنوات الدراسة، اعطوها الفرصة أن تلتحق بالكلية التى تريدها وإذا أخفقت فهى المسئولة عن نفسها اعطوها فرصة متساوية مع اقرانها، أليست هذه هي فلسفة الدمج الأساسية التي وجدت من أجلها، أين تفعيل قانون رقم 10 لسنة 2018 لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليحصلوا على حقوقهم دون تمييز ضدهم.”
وأضافت:” تقدمت ابنتى لاختبارات كلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية و نجحت فيها وعند كتابتنا للرغبات كتبناها كرغبة أولى, و سننتظر نتيجة التنسيق وما الذى سيحدث و لدينا أمل للقبول بها خاصة وأنها اجتازت الاختبارات التي تؤهل للدخول للكلية و متفوقة دراسيا و مجموعها يؤهلها.”
و تتسائل هايدى سامى، قائلة : ” ليه تتعاملوا مع بنتى على أنها غير الباقيين وأنها غير متاح لها الاختيار مثل غيرها، اختبارات الدمج مختلفة بالتأكيد، و لكنها تفوقت و يجب ان يكون لها الحق فى الحصول على الكلية التى تريدها خاصة وان كانت قدراتها تسمح بذلك…ليه فى أخر الطريق تسلبنا الفرصة والحق فى التقدم، وتعرضنا للإحباط بعد سنوات من العناء. نحن نكافح فى ظروف استثنائية، وبدل ما بنتى تجد تقدير لكل مجهودها سنوات طويلة، والتعب هى واسرتها نجد من يضع قدامنا العراقيل ..للاسف عملنا المجهود اللى علينا و لكن النتيجة كانت اننا وجدنا إحباط لابنائنا..”
و توضح والدة تسنيم أن ابنتها منذ سنوات عمرها الأولى وعند ظهور التأخر اللغوى لديها و كانت الأسرة تعمل جاهدة معها و رحلة كفاح طويلة لسنوات فى جلسات تخاطب و تنمية مهارات من قبل المتخصصين، واجتهدت تسنيم طوال سنوات المدرسة منذ العام الأول بها، ولقد تعلمت تسنيم العزف على آلة الأورج و شاركت لمدة سنتين فى كورال المدرسة وكانت متميزة ، وتحاول دائما تنمي نفسها ولا تتوقف عند مرحلة.
مطالب لوزارة التعليم العالي
تسنيم ليست وحدها من تعاني من هذه المشكلة وتتعرض للإحباط بالرغم من تفوقها بل هناك الكثيرون ممن حصلن على الثانوية العامة ضمن نظام الدمج يتم احباطهم بحصرهم فى كلية بعينها أو أقسام محددة حتى لو كانت ضمن رغباتهم، لذلك نطالب وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات أن ينظر إلى هذه القضية بوضع معايير جديدة لقبولهم بالجامعات تعتمد على قدراتهم و من خلال اختبارات مسبقة و الابتعاد عن حصرهم فى كلية بعينها وأقسام محددة دون النظر إلى الفروق بين الطلاب في المهارات والقدرات.
كما نطالب وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات أن توفر معلومات كافية عن الكليات المتاحة وأقسامها أمام الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة ضمن الدمج، خاصة وأن هناك تخبط كبير فى هذا الشأن بسبب نقص المعلومات المتاحة للأسر والطلاب من ذوى الإعاقة ضمن نظام الدمج و نجد أنفسنا أمام أقاويل يتم تداولها..وهذا التخبط يؤثر على الطلاب وأسرهم بشكل سلبى.