“الصديق ينجو من الضيق و يأتى الشرير مكان” (أم ٨:١١ ) هذا هو ناموس الله الذى وضعه بحكمة و عدل، كم من أشرار اخترعوا مفاسد على الأبرار و فى نفس الهوة التى حفروها وقعوا و خرج الصديق -مع أنه بدا أضعف- سالما.
بمنتهى المكر حبكوا شبكة لاصطياد حبيب الملك دانيال الصديق المملوء من كل حكمة “كل من يطلب طلبة حتى ثلثين يوما من إله أو إنسان إلا منك أيها الملك يطرح فى جب الأسود” (دا٧:٦ ) ترى هل كانوا يريدون أن يقع دانيال فى المحظور و يرفض أمر الملك فيقتل، أم أن يخاف دانيال فيكسر الوصية فيتجرد من أقوى اسلحته فينهزم امامهم؟ صحيح فخ فى منتهى المكر لأن فى الحالتين سينتهى أمر دانيال و لم يعملوا حساب الإختيار الثالث و هو أن يتمسك دانيال بكماله فيزداد قوة فوق قوة و يخرج من جب الأسود ممحصا كالذهب النقى و يتحقق وعد الرب للصديق دانيال و كل الصديقين على مر الأجيال ينجون من الشر و يأتى الأشرار مكانهم، و يسقط كل المشتكين على دانيال ممزقين اربا بين أنياب الأسود.
و بالمثل ما حدث بين مردخاى و هامان، الخشبة التى أعدها هامان لمردخاى يصلب هو عليها.
بل احيانا لا ينزل عقاب الرب على الشرير إنما هو فى حماقته حينما يرى مساندة الله للابرار يدفع بنفسه فى التهلكة مثلما حدث مع اخيتوفل لم يمسه أحد بسوء انما هو ذهب و شنق نفسه و نجا داود من شره صحيح قول الشاعر: النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
فليترنم كل طالبى الرب مع المرنم “بك احتمت نفسى” (مز١:٥٧).