انتصار قلب مريم الطّاهر المنفتح على الله:
إنّ القلب المنفتح على الله، المُطهَّر بالتأمّل في الله، هو أقوى من البندقيّة ومن السلاح أيّاً كان . إنّ كلمة ” نَعَم ” التي قالتها مريم للملاك عندما بشرها بأنها ستكون أُمّ المُخلّص يسوع ، تلك الكلمة الصادرة مِـن قلبها، قد غَيّرت تاريخ العالم ، لأنّها أدخلت المُخلّص إلى العالم . فالله، بِفضل ” نَعَم ” مريم العذراء ، أمكَنه أن يصير إنساناً في عالِمنا، ومُنذُ ذلك الوقت هو باقٍ هكذا إلى الأبد .
للشرّير سلطانٌ على العالم ، ونحن نرى ذلك ونَختبره في صورةٍ متواصلة ، له السلطان لأنّ حرّيتنا تستسلم في صورة متواصلة وتنحرف عن الله . ولكن، قد أصبح الله له قلب إنسان، وبالفعل نفسه وجَّه حريّة الإنسان نحو الله ، فالحريّة المتوجّهة صوب الشرّ لم يَعُد لها الكلمة الأخيرة . ومنذئذ أصبحت هذه الكلمات نافذة : ” سيكون لكم في العالم ضيق . ولكن ثقوا: أنا غلبت العالم ” (يوحنا : ١٦ : ٣٣) .
إنّ رسالة ظهور العذراء في فاطيما ( البرتغال ) تدعونا إلى أن نثق بهذا الوعد من المسيح لنا .
إنّه الزمن الذي فيه أُعطيت لنا “مريم ” هو الدفاع الأمثل ضدّ شرور الحياة المعاصرة . إنّ التكرّس المريميّ هو الضمانة الأكيدة على حمايتها الأموميّة وتأهّبها عند ساعة التجربة .