الدكتور فوزي اسطفانوس رجل بسيط ومتواضع وابتسامته لا تفارق وجهه، وحين يتكلم يخرج منه نبع حب لقبطيته وشغف لنقل التاريخ القبطي القديم للأجيال القادمة. رجل ينقل أحلامه وطموحاته – سواء المهنية أو الخدمية، إلى نطاق حقل العمل والكفاح حتى يأتي بثمار لها تأثير في المجتمع.
ولد الدكتور فوزي في مدينة سوهاج عام 1937 وشب على حياة الكشافة والخدمة والعطاء، وحصل على بكالوريوس الطب من جامعة عين شمس عام 1960 ، عمل طبيباً للتخدير في مصر ثم انجلترا إلى أن وصل إلى الولايات المتحدة عام 1970. له العديد من الاسهامات العلمية في مجال التخدير، ويعد أحد المتخصصين البارزين عالمياً في التخدير.
عمل رئيس مجلس إدارة ورئيس أقسام التخدير بمستشفى كليفلاند، في الولايات المتحدة الأمريكية سابقًا، ورئيس الجمعية الأمريكية لتخدير القلب، وعضو مجلس إدارة مستشفى دار الفؤاد بمصر.
أسس مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي عام 1998، وكان عضوا بمجلس أمناء المؤسسة الاجتماعية القبطية للتنمية “إيجي كوبت”
رئيس مجلس إدارة ورئيس أقسام التخدير بمستشفى كليفلاند
الدكتور فوزي إسطفانوس
رحل عن عالمنا الأرخن الفاضل الدكتور فوزي إسطفانوس في مدينة كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء 18 أغسطس بعد حياة مزدهرة قضاها على الأرض 84 عاماً. وأقيمت صلاة الجناز على روحه الطاهرة في كليفلاند.
نعاه قداسة البابا تواضروس الثاني بالكلمات التالية:
نطلب تعزيات المسيح لنا جميعاً، في نياحة هذا العالم الفاضل والخادم الأمين والأخ المبارك. نتذكر علمه وأبحاثه ونتذكر محبته وأمانته في خدمة الكنيسة واهتمامه الشديد بالتراث القبطي وتأسيسه جمعية “سان مارك للتراث القبطي” ودراساته. لقد تقابلت معه مرات كثيرة وكنت أفرح كثيراً بأفكاره وأحلامه وكل الانتاجات البحثية والتاريخية، كما شاركت معه في عدة مؤتمرات علمية في التاريخ الرهباني، حيث أقيمت المؤتمرات في عدة مناطق بأرض مصر. لقد افتقدناه بالحقيقة، عالماً وخادماً وانساناً محباً متضعاً في كل علاقاته. سمعت عن مرضه الأخير ومنذ أيام وتواصلت معه تليفونياً للاطمئنان عليه، وكان صوته مفرحا كعادته.
واليوم نودعه على رجاء القيامة عالمين أن سيرته ومحبته ستبقى نبراساً لكثيرين. نعزي أسرته الفاضلة وكل تلاميذه وأحباؤه كما نعزي الآباء والكنيسة وأبناؤه الروحيين في المجال العلمي والمجال الكنسي والمجال القبطي. نطلب صلواته عنا وليعطنا المسيح روح الاستعداد حتى نكمل حياتنا بسلام.
ترأس صلاة الجناز أنبا سيرافيم – أسقف أوهايو، ميتشيجان وإنديانا بالولايات المتحدة، وشاركه في الصلاة أنبا بولس – أسقف عام إفريقيا، ولفيف من كهنة المنطقة.
وختم نيافة الأنبا سيرافيم صلاة الجناز بكلمة لوصف الدكتور فوزي جاء فيها:
استقبلت خبر نياحة الدكتور فوزي عندما كنت في مؤتمر أصلي صلاة عشية قداس عيد التجلي. كنت يومها أتكلم عن كيف يستعد الناس للرجوع لله والانتقال للسماء لحضور التجلي مع المسيح. وتحدثت عن السيد المسيح ووجوده مع تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وقت التجلي،. وتكلمت عن بطرس المخلص الأمين وعن يعقوب العامل المجتهد ويوحنا المحب. وكل إنسان منا لا يمكنه التجلي مع المسيح والتمتع في نفس المكان إلا إذا كنا مخلص وأمين ومجتهد ومحب. وعندما علمت بخبر الوفاة بعد العظة تصورت أني كنت أتكلم عن الدكتور فوزي، فقد أعد مكاناً في السماء، لأنه كان مخلص لإلهه ومجتهد في كل عمله ومحب إلى أقصى درجة كل من حوله.
الدكتور فوزي اسطفانوس.. والحفاظ على التراث القبطي
اهتم الدكتور فوزي اسطفانوس طبيب القلب بأمريكا بتأسيس مؤسسة مارمرقس “سان مارك لإحياء التراث القبطي”، ووفقه الله في انتقاء فريق عمل له نفس رؤيته وعلى قدر عالي من العلم بالتراث المسيحي وتدوينه للحفاظ عليه من الإندثار.
هذا الرجل العظيم كان له حوار مع “وطني” تكلم فيه عن بداية هذا العمل وظهور مؤسسة مارمرقس للنور بعد سنين من الكفاح.
وفي ذكرى الأرخن الفاضل، ننشر كلامه الذي رواه لنا آملين أن يستكمل فريق عمل مؤسسة مارمرقس هذا العمل بنفس الحماس الذي كان يحرك هذا القبطي المرموق المتواضع. وإليكم ما رواه لنا الدكتور فوزي اسطفانوس قبل رحيله:
بداية الفكرة من مقولة
عندما انشأنا كنيسة كليفلاند، بالولايات المتحدة، ربنا بعت لنا رجل من أوكرانيا اسمه مارتينيو، وكان مصورًا ماهرًا جدًا ومتخصصًا، فاقترحت عليه التعاون معي لتصوير الأديرة المصرية، فجاء رد المصور الأوكراني: “محدش يصور حاجة قبل ما يذاكر تاريخها.”
استمرت هذه العبارة في عقلي وأنا أفكر ماذا يمكنني أن أعمل لكي أجمع التاريخ القبطي والمسيحي.. ثم مرت الأيام وقابلت الدكتور يونان لبيب رزق، في المستشفى بكليفلاند، وكان له باع كبير جدا في التاريخ، لكنه لم يكتب في التاريخ الكنسي من قبل.
تحدثنا معاً لتدوين ودراسة التاريخ القبطي، وعندما وصلت مصر في أقرب فرصة قابلته بمقر جريدة الأهرام وكان معه المستشار سليمان نسيم والدكتور وليم سليمان قلادة (الذي قام باعداد كتاب الدسقولية) والدكتور جودت جبرة، وقتها تشاورنا على طبيعة العمل واتفقنا أن الدكتور جودت يتولي عملية المراجعة لما نعده.
أول كتاب يصدر من مركز مارمرقس
لم يحالفنا الحظ في العمل كثيراً بسبب وفاة يونان لبيب رزق ووليام قلادة، لكن استمرت اجتماعاتي مع الدكتور جودت جبرة في مكتب الدكتور نصحي عبد الشهيد. وكان يعمل معنا المهندس فهيم واصف والسيدة هدى جرس. وأطلقنا اسم على هذا الكيان “مركز مارمرقس” وكان أول كتاب يخرج للنور من هذا المركز بعنوان “تاريخ الأمة القبطية” الطبعة الثانية لجودت جبرة، والطبعة الأولى كانت للكاتب يعقوب نخلة رفيلة عام ١٨٩٨م وأقبل الناس على الكتاب حتى نفذ من الأسواق سريعاً.
مؤتمرات عن التاريخ القبطي
ثم بدأنا نتحرك في اتجاه مختلف بإقامة مؤتمرات تتحدث عن المسيحية الأولى والتطرق للكلام عن الأديرة والرهبنة، فقسمنا مصر لسبع مناطق: الأقصر وأسوان – النوبة – سوهاج واخميم – أسيوط – قوس ونقادة – البحيرة والخمس مدن الغربية – الاسكندرية. وقررنا نعمل مؤتمر في كل منطقة.
بدراسة تلك المناطق اكتشفنا كم هائل من العلماء والباحثين الدوليين الذين كتبوا ابحاث عن مصر، وفي بداية هذه المؤتمرات وجدنا إقبال دولي أعلى من المصري. وكان الدكتور جودت جبرة يمدنا بأسماء العلماء والباحثين الدوليين الذين كان لهم دراسات في هذه المناطق لكي ندعوهم لتقديم أبحاثهم في المؤتمر، ونتولى أنا وفهيم وهدى التنظيم والاتفاقيات.
بدأنا هذا العمل بقيمة مادية ضئيلة – ثمن اشتراك المصريين لحضور المؤتمر – وكنا نقيم في الدير المقام فيه المؤتمر ونأكل هناك، وفي نهاية المؤتمر نشكرهم ونتبرع للدير بمبلغ بسيط لقلة مواردنا.
المؤتمر الدولي السابع في دير مارمينا
قداسة البابا تواضروس الثاني ولفيف من الأساقفة ورؤساء الأديرة مع الدكتور فوزي والدكتور جودت جبرة
جانب من الحضور في المؤتمر الدولي السابع بدير مارمينا
المؤتمر الدولي التاسع لمؤسسة سان مارك لتوثيق التراث القبطي بمركز لوجوس بالمقر الباباوي في دير الأنبا بيشوي
لمسة بركات
من بركة ربنا لهذا العمل، أنه كانت تحدث عجائب كثيرة وتسهيلات لم نكن نتوقعها، ففي نقادة وقوس واجهنا عدم وجود سكن كافي للمشاركين في المؤتمر، فحلت بركة ربنا واستطعنا المساهمة في بناء ٢٠ غرفة إضافية ليصبح عندهم سكن أكثر في المكان بالإيبارشية.
أما في دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج، عندما علم محافظ سوهاج بالمؤتمر وأعضائه الدوليين، أمر بإنارة الطريق من سوهاج إلى الدير، وكان هذا مسعى للدير من فترات طويلة.
حتى في أسوان أماكن الإقامة كانت أقل من الاحتياج، فجاء الأنبا هدرا وقال انه سيبني قلالي للرهبان وعرض علينا السكن فيها وقت المؤتمر، ومن ترتيب الله أن هذه القلالي تم انتهاء تشطيبها وتجهيزها أول يوم لمؤتمرنا.
في سوهاج واخميم، كان الأنبا يؤانس هو المشرف على الدير وقتها، واستطاع اقامة مقرات سكن جديدة، لكي نستخدمها لإقامة أعضاء المؤتمر. وكنا في كل مؤتمر نقيم بأقل تكاليف ممكنة.
الجامعة الأمريكية ومؤسسة مارمرقس
أصدرنا مطبوع لأول مؤتمر أقمناه ولم نعرف ماذا نفعل بالكتب وكيف سنقوم بتسويقها، فقررنا التوجه للجامعة الأمريكية لكي تتولى عملية الطباعة وتوزيع الكتب لاحقاً، وتوالت المؤتمرات تباعاً وتكالب عليها الباحثين وكثرت الإصدارات.
ومرت السنون وكان فهيم واصف المسئول عن مكتبنا، ومن المؤتمرات والتبرعات جمعنا بعض الأموال وأودعناها في البنك لتأتي بفائدة ننفق منها على النشاط.
ثقافة الرواية
بعد نجاح فكرة المؤتمرات المتخصصة في المناطق السبع حول مصر، بدأنا نفكر في التاريخ المتوارث بثقافة الرواية. فمن ضمن أساليب نقل التراث كانت الروايات الشفهية التي باتت تندثر ولا يوجد أحد يدونها!
ومن هنا بدأنا نبحث عن تاريخ الإيبارشيات المتوارث شفهياً، وتوجهنا لشخص اسمه نبيل كان مسئولاً عن مكتبة الكاتدرائية، وكان من القليلين الذين كانوا يحفظون المعلومات في أذهانهم، ويسجلها في مذكراته اليومية، لكن لم يوجد اي كتب او مستندات أخرى لما كنا نبحث عنه.
بدأنا نعتمد على قصص ما تبقى من الناس الكبار والمتقدمين في السن ليرووا لنا تاريخ الإيبارشيات، وما تيسر من معلومات في كتيبات بسيطة، مثلما وجدنا كتاب عن المسيحية في النوبة، وكتاب آخر عن الخمس مدن الغربية، فقمنا بطباعتهم بأسماء مؤلفيهم الأصليين.
ومن هذا العمل المضني طبعنا كتب عن البحيرة والخمس مدن الغربية، وأسوان والنوبة، سوهاج وأخميم، نقادة وقوس واصدرنا اخيراً كتابًا عن إيبارشية أسيوط وجاري العمل على كتاب الإسكندرية.
إليزابيث بولمان
من ضمن الحضور في المؤتمرات الأولى لمؤسسة مارمرقس، سيدة أجنبية اسمها إليزابيث بولمان – استاذة تاريخ في مدينة كليفلاند بأوهايو، ,بصفتها عضوًا في مؤسسة مارمرقس تواصلت مع مؤسسة أجنبية تتكلم عن “المواقع المنسية أو المهملة” من أجل الترويج لها أو ترميمها أو تسليط الضوء عليها.
وتشاورنا معهم على دير الأنبا شنودة (الدير الأبيض ) ودير الأنبا بيجول (الدير الأحمر) كمواقع تحتاج إلى ترميم وعناية.. نتيجة ذلك استطاعت السيدة بولمان جمع بعض التبرعات وتم ترميم الدير الأحمر ليظهر به روائع كانت مهملة.
تصوير احترافي
بعد كل هذا العمل رجعت لأصل الفكرة التي نبعت من كلمة المهندس الأوكراني الذي قال: محدش يصور حاجة قبل ما يذاكر تاريخها.
وهنا بدأنا فكرة التصوير الاحترافي لتوثيق أماكن تاريخية قبطية بمصر، بواسطة مصورين محترفين أمريكان، فبدأنا من عند الأنبا بيمن في نقادة وقوس حيث تم تصوير بعض الأديرة. وقامت المؤسسة باصدار ٤٠ كتابًا مصورًا ل٤٠ مكانًا تاريخيًا قبطيًا.
ومن ضمن أعمال التصوير كان الدير الأبيض والدير الأحمر، والكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وأديرة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، ومن الأعمال التي تم تصويرها حديثاً، كنيسة مارمرقس بالجيزة، وكذلك الكاتدرائية بكلوت بك.
اللغة القبطية
في جلسات نقاشية كثيرة بيني وبين الدكتور جودت كانت تخرج أفكار نتاج عصف ذهني عن التاريخ القبطي والمسيحي القديم. ومن ثمار هذا الفكر صدر كتاب من ضمن اصدارات مؤسسة مارمرقس عن تاريخ الأدب القبطي ويحتوي جزءاً كبيرًا جداً عن تاريخ اللغة القبطية، وصدر منه طبعتان.
الموسوعة القبطية
من ضمن الأفكار التي لاقت استحسان الجميع، كانت ترجمة الموسوعة القبطية إلى اللغة العربية حتى تكون في متناول كل الباحثين المصريين والعرب، وتصل إلى الشعوب الناطقة باللغة العربية. هذا المشروع استغرق وقت كبير جداً للترجمة والمراجعة العلمية وإضافة بعض المعلومات إليه، ولم ينتهي حتى يومنا، واستغرق العمل فيه حوالي أربع سنوات ومازال في طور الترجمة والمراجعة بالتوازي.
مولد مارمرقس
وسط هذا العمل المضني، حاولنا نعمل شئ مختلف ومبهج، بما اننا مؤسسة تابعة لاسم مارمرقس، تقدمنا لقداسة البابا تواضروس الثاني بطلب عمل مولد لمارمرقس مثل الموالد الشعبية التي تقام للعذراء وبعض القديسين. وكان اسم الاحتفال “مولد” للقديس مارمرقس غريب على مسمع قداسته، لكن بعد نقاش نجحت في اقناعه لإتمام مولد مارمرقس.. فطلب من أبونا بولس حليم أن يقوم بالتنسيق معنا.
ومن عدة سنوات قمنا بعمل أول مولد للقديس مرقس بالكاترائية المرقسية بالعباسية. بفضل أبونا بولس حليم، كان هذا المولد مدته ٤٨ ساعة، أول يوم تم استدعاء كل كورالات وفرق الشمامسة من أنحاء مصر كلها، ووقفوا في أرض الكاتدرائية يقدمون أعمالهم المختلفة من ترانيم، وتسبحات ومسرحيات. وكنا نمر عليهم مع قداسة البابا ونشاهد ما يقدمونه من ابداع احتفالاً بالقديس مارمرقس مؤسس المسيحية في مصر. أما ثاني يوم فأقيم مؤتمر كبير عن القديس مرقس، وبعدها أصدرت مؤسسة مارمرقس كتاب عن حياة القديس مرقس وخدمته.
مخطوطات قبطية لمكتبة الاسكندرية
قمنا بالتنسيق مع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية سابقاً، حيث كانت مكتبة الاسكندرية عندها رصيد كبير من المخطوطات الاسلامية ويفتقر رصيدها من المخطوطات القبطية. وقتها قام الدكتور سراج بدعوة قداسة البابا شنودة الثالث لزيارة مكتبة الإسكندرية وقمنا باعداد ١٨ قرص مدموج (سي دي) فيها ٢٥٠ ألف مخطوطة قبطية كهدية لمكتبة الاسكندرية.
مؤسسة مارمرقس حالياً
ومرت الأيام وتقدم بنا جميعاً العمر، فبدأنا نقيم عمل المؤسسة وندرس مستقبلها. وأرشدنا الله إلى الدكتور أشرف ناجح ليكون مديراً للمؤسسة ويساعده مجلس أمناء لإدارة المؤسسة، ومعهم فريق عمل من العلماء يعمل بمنتهى التفاني لاستمرار رسالة المؤسسة وعطاءها. وأصبح لدينا مكتب ومقر بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
روى الدكتور فوزي اسطفانوس لنا حكاية الحلم الذي تحقق بمنتهى الفخر ، آملاً أن يزيد فريق العمل الذي يؤمن بنفس رسالته ويكمل المسيرة للحفاظ على التراث المسيحي المتوارث من جيل إلى جيل.
ونحن نودعه
ونحن نودع الدكتور فوزي اسطفانوس، تفتح “وطني” سجلاً ليكون شاهداً من الذين عايشوه وأبنائه، فكم تعب هذا الأرخن في حياته وخدمته حتى نهاية سيرته العطرة، ليكون مثلاً نتمثل به في حياتنا..
ليتنا نتعلم منه
دكتور فوزي اسطفانوس من عائلة عريقة، عرفته من 15 عامًا وهو يتحلى بفضائل كثيرة منها: عمل الخير من أجل الله وإنكار الذات والاتضاع. ليتنا نتعلم منه.. رحل عنا بالجسد لكنه أصبح الأن بالروح له امكانيات أعظم. الرب ينيح نفسه ويعزي أسرته وكل محبيه.
الأنبا أشعياء – مطران طهطا وجهينة وتوابعها
الخادم الأمين
أقدم خالص التعازي في انتقال الخادم الأمين والمحب لله والكنيسة، الأرخن الكريم الدكتور فوزي اسطفانوس. الرب ينيح نفسه الطاهرة في فردوس النعيم.
أنبا سرابيون – مطران لوس أنجلوس وتوابعها
نجم محبوب
يعد الدكتور فوزي استيفانوس نجمًا محبوبًا في التاريخ القبطي الحديث. نشكر الله عليه وعلى كل هذه الأشياء الرائعة التي تركها ورائه. إنه مثال حي للحب والتواضع والمعرفة والإبداع والرعاية والمبادئ والاستقامة والجهود المبذولة لخدمة الكنيسة وكل شخص. أتمنى أن تعطينا هذه الذكريات نشوة لمواصلة ما بدأه. وبينما نحن في حداد على فقدان الدكتور استيفانوس، فرح البعض لمقابلته في الحياة الأخرى. أشكر الله أني قابلت الدكتور إسطفانوس وكل ما علمني إياه ، وأصلي لكي يريح الرب روحه.
أنبا توماس – أسقف القوسية ومير وتوابعها ومؤسس مركز الأنافورا
عبقرية طبية وحداثة كنسية
أقدم التعزية لأسرة الدكتور فوزي اسطفانوس في انتقاله للسماء بعد أن خدم جيله بعبقريته الطبية وحداثته الكنسية وترك للتاريخ تراثاً علمياً يسجل لمجد كنيستنا القبطية. أرجو له راحة في الفردوس ولتمتد صلواته في السماء من أجل أبديتنا
الأنبا دانيال – سكرتير المجمع المقدس وأسقف المعادي وتوابعها
وبعد إلى مجد تأخذني
وداعاً أيها الحبيب الغالي جداً، الأستاذ الدكتور فوزي اسطفانوس، كنت تقياً وكمل فيك قول القديس بولس: “التقوى نافعة لكل شئ، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.” كم كان نجاحك في عملك متميز، وكنت بسيطا كالأطفال، كم كانت خدمتك لكنيستك وخاصة مؤسسة مارمرقس، كم كان اخلاصك وخدمتك لطيب الذكر المتنيح قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث، كم كانت خدمتك للكثيرين من شباب الأطباء أقباطاً ومسلمين، كم كان احترامك للكل الصغير قبل الكبير في أدب جم ودماثة الخلق. نهنئك يا دكتور فوزي بسلامة الوصول إلى بيتك الأبدي، نهنئك بسلامة الوصول من تعب الأرض إلى راحة السماء، من أحزان الأرض لأفراح السماء، نهنئك بسلامة الوصول إلى مجد السماء كما يقول المرنم: وبعد إلى مجد تأخذني.
أنبا يؤانس – أسقف أسيوط وتوابعها
سمعة طيبة بين الناس
لا أحد يستطيع أن ينكر خدمة هذا الارخن الفاضل، على مدى عشرات السنين، ودوره المميز في كليفلاند كلينيك حتى صارت على نحو ما نراه اليوم. واتذكر أن المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث قد انتدبني بحضور حفل تكريم الدكتور فوزي اسطفانوس ووقتها عرفت مدى جهاده ونشاطه وسمعته الطيبة بين الجميع. وكيف ساعد كثيرين في فترة خدمته المهنية.. الرب يعوضه على كل هذه الخدمة والأتعاب في أورشليم السمائية.
أنبا ديفيد – أسقف نيويورك وتوابعها
انشاء المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
تنيح الدكتور فوزي اسطفانوس، كان مدرسة من نوع خاص، تراث مميز بما له من كفاءة فائقة في الإداريات، كما تميز بسلوكه الديبلوماسي الذي اتسم بالحكمة والجلد والصبر. كان رجلاً محباً عالماً خادماً وأسس مؤسسة القديس مرقس الرسول، وكان له دوراً هاماً في انشاء المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي. ليكافئه الله عن كل أعماله.
أنبا أرميا – أسقف عام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
أخ وصديق عمري
علاقتي بالدكتور فوزي اسطفانوس، تعود إلى 46 عام مضت عندما وصلت إلى كليفلاند بالولايات المتحدة. فوزي اسطفانوس ليس صديق عرفته من سنوات بل أخ أكبر لي.
أبونا ميخائيل إدوارد – كنيسة كليفلاند بالولايت المتحدة
عمل دؤوب بكل تواضع
كان الدكتور اسطفانوس رجلاً عظيماً سيتذكره الكثيرون الذين بدأ معهم حياتهم المهنية.. والنهضة القبطية في مصر من خلال عمله الدؤوب مع مؤسسة القديس مرقس للتاريخ القبطي. لقد شاركت معه من خلال عملي في جمعية القديس شنودة الأرشمندريت القبطية منذ عام 1997.. وأذكر مدى تواضعه الشديد على الرغم من إنجازه في جميع مساعيه.. كان الدافع الأول في حياته خدمة كنيسته المحبوبة، كنيستنا القبطية، وكان يتقبل النقد وحتى الإهانات دون الرد بالمثل، لم يتفاخر أبداً بنجاحاته بل كان يلاقي التكريم والتقدير بكل تواضع.
هاني تكلا – العضو المؤسس لجمعية القديس شنودة، الأرشمندريت القبطي والمحاضر في مدرسة القديس أثناسيوس وسانت كيرلس اللاهوتية
المكافأة السماوية
يحزنني خبر أن رجل الله العظيم، ولكن إرادة الله أن يستقبل هذا الخادم العملاق الصالح مكافأته السماوية.
إلى جانب مسيرته الطبية الرائعة كرئيس لقسم التخدير في مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، كان الدكتور اسطفانوس صاحب رؤية وتميز غير عادي في تعزيز الدراسات القبطية.
سعد ميخائيل سعد – رئيس مجلس الدراسات القبطية بجامعة كليرمونت
عبقرية البساطة
عرفت الدكتور فوزي خلال السنوات العشر الأخيرة عندما طلب مني الاشتراك في خدمة مؤسسة مارمرقس، كنت اسمع عنه كطبيب مشهور في مؤسسة كليفلاند كلينيك وكان صديق لوالدى، وعندما حاولت الاعتذار لجهلي بمجال نشاط المؤسسة عرفت فيه من المناقشة الأولى عبقرية البساطة، فقد بسط لي المهمة والهدف والمطلوب بالرغم من عظم الرؤية.
في السنوات التي اقتربت فيها من الدكتور فوزي تعرفت على شخص نادر الوجود، عميق الفكر، ثاقب الرؤية، مخطط طموح، وبالرغم من ذلك لا يعبأ بالظهور ولا بالمتكأ الأول بل بالإنجاز وتقدير كل إضافة والاعتماد على المتخصصين من الشباب.
بالرغم من ممارسته لكل مهام الإدارة بإحترافية وبساطة عبقرية فلم يخلو من إيمان عميق بقدسية مهمة الحفاظ على التاريخ والتراث القبطى والاعتماد الكامل على البركة الإلهية وشفاعة مارمرقس التي كانت ولازالت تحقق الكثير بالقليل الذي يقدمه المشتغلين من وقت وجهد.
انا على يقين ان الدكتور فوزي سيشفع للمؤسسة من موضع راحته الذي طالما عمل من أجله في حضن القديس مرقس.
كريم سامي سعد – عضو مجلس أمناء مؤسسة مارمرقس
رجل عظيم ذو انجازات مهمة
سمعت عن الدكتور فوزي اسطفانوس كثيراً وعن أنشطته في كليفلاند وفي الكنيسة القبطية في مصر، قبل أن تتاح أول فرصة للتعرف عليه شخصياً في لقاء خاص قبل أول اجتماع لمجلس أمناء مؤسسة “سانت مارك لتوثيق التراث” برئاسة قداسة البابا.
وكان لنا عدة لقاءات أخرى لاحقة مهمة جداً لترسيخ مبادئ العمل في سان مارك ولي شخصياً، حيث أن دكتور فوزي بالإضافة لتميزه العلمي والمهني الكبير وانجازاته المختلفة في مجالات كثيرة، كان يعتبر سان مارك هي الجوهرة الحقيقية في حياته، وكرس لها جهوده في العقدين الأخيرين من حياته. وكان دور الدكتور فوزي حيوياً في كل أنشطة المؤسسة.
نأمل أن تستمر المؤسسة في أداء دورها الريادي برئاسة قداسة البابا، حتى تكون جديرة بالثقة التي تتمتع بها والتي كرس لها دكتور فوزي الكثير من جهده، وسوف نذكره جميعاً كرجل عظيم ذو انجازات هامة في مختلف المجالات.
م. لبيب حنا – عضو مجلس أمناء مؤسسة سان مارك
المؤتمر الدولي للقبطيات في مصر
الدكتور فوزي إسطفانوس أيقونة مُضيئة عالم متميز وشخصية مُتفردة، تحمل كل معاني التواضع والحب، وتعمل بكل تفانٍ وإتقانٍ لمجد الله، عينيه مُثبَّتة على هدفه، وقدَّم إسهامات طبِّية واقتصادية وكنسيّة وثقافية على المستوى العالمي عامةً والمحلي خاصةً في كلٍ من مصر وأمريكا.
قام بتأسيس “مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطيّ” مع كل من أ.د. يونان لبيب رزق، أ.د. وليم سليمان قلادة ، أ.د. سليمان نسيم، أ.د. جودت جبره عام 1998م، ورغم تلك البداية القوية مع هؤلاء الأساتذة الأجلاء إلّا أنه في غضون سنوات قليلة من تلك البداية القوية رحل كل من يونان رزق، ووليم قلادة وسليمان نسيم. كان دائمًا ما يحكي لي تلك الأحداث السريعة والمؤسفة في السنوات الأولى للمؤسسة.
وكيفما كان طبيبًا مُتميزًا في تخصصه، استطاع مع جودت جبرة أن يجعل المؤسسة مُتميزة في الدراسات القبطية على المتسوى العالمي والمحلي على السواء.
كانت بداية معرفتي به في المؤتمر الدولي السادس للقبطيات الذي أُقيم في جامعة لايدن بهولندا عام 2000م، والجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي للقبطيات يُقام كل أربع سنوات، وقد عُقِد المؤتمر الأول في مصر عام 1976م ومنذ ذلك الوقت لم يعقد ثانيةً داخل مصر. استطاع الدكتور فوزي أقناع مجلس الجمعية العالمية للدراسات القبطية باستضافة المؤتمر الدولي الثامن للقبطيات في مصر وذلك عام 2008م، وذلك بعد مرور 32 عامًا. كان هذا حدثًا هامًا وفريدًا لجميع الباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية وذلك لمشاركة علماء متخصصين في شتى فروع الدراسات القبطية من مختلف أرجاء العالم في ذلك المؤتمر، ورغم حصولي على دعوة خاصة لحضور فعاليات المؤتمر، إلّا أنه يحضرني موقف لم أستطع نسيانه طوال تلك السنوات، حيث تصادف وجود مجموعة من المُتخصصين العاملين بالمتحف القبطي لحضور المؤتمر وطُلِب منهم دفع الاشتراك، وعندما علمت بذلك من الزملاء ذهبت مُباشرة إلى الدكتور فوزي وطلبت منه السماح للعاملين المتخصصين بالمتحف القبطي بحضور جميع فعاليات المؤتمر مجانًا موضحًا أهميته لهؤلاء الباحثين الذين قد لاتسنح لهم فرصة حضور مثل هذه النوعية من المؤتمرات خاصةً في حال انعقادها خارج مصر. ما أدهشني ليس موافقته على مُقترحي ولكن بالأحرى تشجيعه وتعضيده للفكرة مع تقديمه دعوات خاصة لكل فعاليات المؤتمر لجميع الحضور من المتخصصين العاملين بالمتحف القبطي بكل ترحاب وسعادة.
أخيرًا لم يكن الدكتور فوزي إسطفانوس داعمًا للمؤسسة فحسب ولكن أيضًا للباحثين في الدراسات القبطية صغارًا وكبارًا. ذكراك لن تُمحى فلقد غمرتنا باهتمامك ، وأثبتّ لنا أن التواضع هو سر النجاح، ونحن نرى لطفك يشمل الصغير قبل الكبير.
الدكتور أشرف ناجح – مدير مؤسسة مارمرقس لدراسات التاريخ القبطي
استمرار الرسالة
كان الدكتور فوزى إبنا أمينا للكنيسة القبطية، وضعها فى قلبه، ولم يفصله عنها أمجاد النجاح المهنى أو أبعاد الحياة فى قارة أخرى. وإنما اهتم بحفظ تراث الكنيسة وأسس لها مؤسسة مارمرقس لتوثيق وحفظ ونشرالتراث القبطى.
وكان له نظرة مستقبلية للمؤسسة، واهتم باختيار مجلس أمناء وإعداد صف ثان من القيادات والعلماء، قادر على مواصلة المسيرة. اهتم أيضا بأن يرتب للمؤسسة كل ما يضمن استمرارها فى أداء رسالتها بعد انتقاله عن عالمنا. وكان حتى فى وقت تعبه الصحى مهتم دائما بمتابعة العمل وتشجيع المشروعات الجديدة بحماسة وفرحة قلب بسيط نقى. ونحن أعضاء المؤسسة اذ نستكمل الآن العمل بعد غيابه عنا بالجسد، نتذكر دائما قول الكتاب ” آخرون تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم”، شاعرين بجسامة الأمانة التى استودعنا إياها، وليعيننا الرب كما أعانه لنرعى النبتة التي غرسها الدكتور فوزى لتصير شجرة كبيرة وتأتى بثمار كثيرة.
مهندسة فيرا سعد – عضو مؤسسة مارمرقس للتراث القبطى
شب على الكشافة وتعلم العطاء
أتذكر الدكتور فوزي يوم الجمعة العظيمة في كنيسة كليفلاند بأوهايو، كان يأتي مبكرًا ويأخذ هذا اليوم إجازة من عمله.. ويشتري للكنيسة الكثير من الزهور الحمراء، والتي كنا نستخدمها لتزيين أيقونة الصلبوت ثم لاحقًا في خدمة الدفنة. استمر هذا الوضع مدة 46 عاماً. يوم الجمعة العظيمة كان دائما يقرأ كل عام نفس القراءة وهي نبوءة الساعة الحادية عشرة من الخروج التي تصف وجبة عيد الفصح، وطريقة تحضيرها وكيفية تناولها، وهذا يأخذني أيضا إلى عيد الفصح في منزل عم فوزي، حيث كنا مجتمعًا أصغر بكثير، وتمت دعوة الجميع إلى عيد الفصح في منزله، كل عام و الكل يأكل شرائح اللحم التي كان يعدها بنفسه، فيأكل الجميع ويعودون إلى منازلهم ممتلئين.
وكان يجلس في مهرجان الكنيسة كان يحضر بطيخ ويقطعها ويبيعها لجمع المال من أجل الكنيسة. وأخبرنا عندما كان فتى في الكشافة بسوهاج، هذا ما كانوا يفعلوه ، لجمع الأموال للكنيسة.
هذا الرجل البسيط، كان رجل دولة، ليس بالمعنى الرسمي، لكنه دائمًا ما استفاد من علاقاته للنهوض بمجتمعنا، سواء كانت علاقات بالرئاسة المصرية أو بأشخاص في مجلس الوزراء، وتمكن من خلال علاقاته من إعادة فتح كنيسة في سوهاج كانت مغلقة لسنوات عديدة.
أبونا بيشوي ميخائيل إدوارد – كنيسة كليفلاند أوهايو
مليون أسرة مصرية
رجل في الثمانينات من عمره، كان المفترض أن يتقاعد ويستريح عن سنوات خدمته الطويلة، لكن لم يكن هذا حال الدكتور فوزي.. أحد أحلامه كان إعالة مليون أسرة فقيرة في مصر، عن طريق شراء بوالص التأمين على الحياة لكل الأسرة حتى إذا توفى رب الأسرة ، تجد الأسرة الدعم من تلك الأموال. تحدث كثيراً مع كل من حوله لجمع الأموال للمليون أسرة الواقعة تحت خط الفقر في مصر. هذه الشخصية التي لم تسترح إلا براحة الأخرين.
أبونا مرقص – كنيسة كليفلاند أوهايو
أعمل الخير وارميه البحر
أخي مارك ذكرني مؤخرًا أن أبي كان يقول: إن الحياة كلها يجب أن تكون احتفالًا مع أحبائنا وأنه لا ينبغي علينا انتظار لحظات كهذه لنكون معًا، لنكون سعداء ونعيش في سلام.
أبي دكتور فوزي جورج إستيفانوس، يا لك من رجل رائع. في مجال التكنولوجيا والأعمال هناك قول مأثور: بناء شيء يضع بصمة مؤثرة في الكون .. في عالم الطب يمكن أن يكون ذلك من خلال علاجًا لمرض أو إطلاق جهاز جديد أو إجراء جديد ينقذ الأرواح. بالنسبة لي، هذا يعني أننا نحاول بناء أشياء تؤثر بالإيجاب على حياة كثيرين كل يوم. وعندما يتحدث الناس عن إحداث تأثير في الكون، فإننا نتحدث عادةً عن شيء ما أو منتج أو اختراع أو طريقة جديدة لفعل شيء ما. فوزي اسطفانوس كان إنسانًا وأحدث بصمة مؤثره في الكون من حوله.
كان إبنًا وزوجًا وأخًا وأبًا وجدًا وعمًا.. لقد أحب عائلته بكل طاقته، كان طبيبًا ومعالجًا وأظهر التعاطف والحب لكل مرضاه. كان أستاذًا وباحثًا ومبتكرًا ومعلمًا، وقدم علمه وحكمته بسخاء للجميع وشجع كل من ساعده لسلوك نفس النهج.
نعلم أنه كان قائداً ومؤسسًا، وأنه قاد الأقسام والإدارات والمؤسسات، ولكن الأهم من ذلك أننا نعلم أن الدكتور فوزي أحب الله وأحب الكنيسة وأحب المجتمع القبطي.
لقد كان رجلاً عظيماً متواضعاً، لأنه فعل كل ما فعله في حب الله ومحبة الآخرين، ونال الفرح بخدمة الله وخدمة الآخرين. كثيرًا ما قال لي قولًا علمه إياه والده: أعمل الخير وارميه البحر، ولا تتوقع عودته إليك.. وأنا أعلم أن أبي ساعد في ملء البحر كل يوم.
سألت والدي يوماً، كيف حقق كل ما وصل إليه وكونه مجرد شاب من سوهاج ، هز رأسه وقال: لم أشعر بالخوف قط ، ولم أكن خائفًا أبدًا من أي شخص. لكن عدم خوفه لم يكن بسبب غروره، أو ذكائه الخارق أو مكانته التي اكتسبها عن جدارة، لكن افتقاره للخوف جاء من إيمان وطول أناة ورجاء دائم في حياته من حب الله له.
جون فوزي اسطفانوس
دكتور فوزي إسطفانوس
زوجاً مخلصاً
أب عظيم – ومثل أعلى لأولاده
وجد مأثور بكلام أحفاده الخمس ويداعبهم ويصادقهم