واقعة مأساوية شهدتها مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، عقب العثور علي جثة فتاة في العقد الثاني من العمر داخل مكان عملها بعيادة أسنان في أحد المولات الشهيرة بشارع بورسعيد وسط المدينة، حيث أثبتت التحريات تورط صديقة المجني عليها في قتلها عقب الاستعانة بشخصين آخرين.
وقالت والدة “نجلاء”: حسبي الله ونعم الوكيل، لم أتخيل أن تكون صديقتها هي وراء قتلها، دي كانت شبه مقيمه معانا وواكله معانا عيش وملح وبإيدي كنت بقدملها الأكل والشرب والحلويات، حتى بنتي “نجلاء” كانت لا تتأخر عليها في أي شئ، فكانت تعطيها ملابسها واكسسوارتها، ولو شوفتها هـ”أكلها بأسناني”، وأناشد النائب العام بالقصاص العادل لبنتي.
وعن اللحظات الأولي فور تلقي خبر مقتل “نجلاء”، تقول والدتها، “كنت في حالة صدمة شديدة واستغربت كثيرا، خصوصا وان بنتي محبوبه للغاية وتقوم بأعمال خيرية من مساعدات للأيتام والأرامل، وليس لها أي عداوات مع أحد، حتى أيام امتحاناتها كانت مشغولة بالعمل الخيري والتطوعي، ياريت القاتلة كانت طلبت منها تسيبلها الشغل بدل ماتقتلها “والله بنتي ماكانت هتتأخر عنها وكانت سابتهولها”.
وأضافت “ثرية” صديقة المجني عليها، قائله: في يوم لقيت نجلاء جايالي الشغل ومعاها واحده معرفهاش، لما سألتها بعد ما بقينا لوحدنا، قالتلي دي واحده اتعرفت عليها اسمها نورهان، فرديت عليها وقولتها “ليه يا نجلاء ماينفعش نصاحب حد مانعرفهوش” فقالت لي “دي طيبة وكويسة ولازم نعرف ونعاشر الناس عشان نحكم عليهم” وكانت لا تستخسر فيها أي شئ ولم تتركها أثناء خطوبتها ووقفت بجانبها.
وأوضحت صديقة المجني عليها أنه عندنا تم عرض الفيديو الذي تم تحريزه مع المحضر وأمام النيابة العامة، للتعرف علي الموجودين به، “لم أتخيل أنها “نورهان” صديقتها فاستطاعت تحديدها من حذائها وملابسها التي تعرفهم جيدا، كما شاهدت بالفيديو أنها عندنا اكتشفت قيام صديقتها بالاستعانة بشخصين آخرين لسرقة الأموال من مكتبها، فقاموا بتقيدها، ورغم استغاثتها بصديقتها، إلا أنها خذلتها حتى قاموا بخنقها وقتلها لعدم اكتشاف أمرهم.
وأشار “محمد نعمة الله” شقيق المجني عليها، أنه لم يتوقع أن تكون صديقتها وراء قتلها، قائلا: كلنا افتكرنا إن الأمر حادث سرقة عادي وبعد اكتشافها للواقعة، قاموا بقتلها خشية من افتضاح أمرهم، لكن لم نتخيل أن تقوم صديقتها بتدبير كل هذه التفاصيل والاستعانة بشخصين لمساعدتها علي تنفيذ تلك الجريمة البشعة، وكل ده عشان تأخذ مكانها في شغلها، دا أختي بتتعامل مع الكل بحسن نية، لكن صاحبتها طلعت غدارة وخاينة، وأطالب بالإعدام من أول جلسة علي جميع المتهمين.
وأكد الحاج “نعمة الله بدوي” والد المجني عليه، أن الجانية كانت علي دراية كاملة بأسرار نجلته وكذلك مواعيد عملها والدليل علي ذلك أنها اختارت أنسب وقت للاستعانة بشركائها لتنفيذ جريمتها، كما أنها كانت تتردد دائما على منزلهم ولم يكن هناك أي خلاف بينها وبين نجلته، كما ان نجلته حضرت حفل خطوبة المتهمة وكانت تساعدها دائما وتعطيها ملابسها وولا تبخل عليها بشئ.
وأشار “نعمة الله” أنه تلقى خبر قتل نجلته من خلال اتصال تليفوني، وعقب ذلك توجه إلى مكان عملها ووجدها ملقاة على الأرض جثة هامدة، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى للعرض علي الطب الشرعي، وأنه عقب انتهاء التحقيقات وتحديد الجناة، لم يتوقع أن من بينهم أقرب أصدقائها، مطالبا بالقصاص العاجل.
وفي ذات السياق، قال أحمد فؤاد الجميل، خطيب “نورهان” المتهمة بقتل صديقتها “نجلاء” إنه ليس له علاقة بهذه الجريمة من قريب أو بعيد، وأوضح خلال بث مباشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: أنا بكلمكم وأنا قاعد في بيتي، عشان فيه ناس جابت سيرتي في الموضوع ده، وأنا الحمد لله مليش علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد وبشكر كل الناس اللي سألت عليه وأنا آه موجود وسط أهلى”.
وقالت مي أشرف الشيخ، صديقة المجنى عليها “نجلاء” التي تم العثور علي جثتها داهل عيادة عيون بـ”مول” شهير بمدينة كفرالدوار بالبحيرة، أن صديقتها كانت مثالًا للأخلاق الحميدة التى يصعب تكرارها ونموذج للكفاح من أجل معيشة أفضل، وأن المجنى عليها كانت أكثر الفتيات دعما لأعمال الخير، مطالبة بسرعة كشف ملابسات الواقعة وضبط الجناه.
وأضاف هيثم عبد العزيز، أحد أصدقاء المجنى عليها، أن المجنى عليها كانت مسالمة للغاية وليس لها أى أعداء وكانت تشارك بفاعلية كبيرة فى العمل التطوعى وأعمال الخير، مشيرا أن هناك أسبابا خفية لدوافع القتل وما يتردد علي صفحات التواصل الاجتماعى هو محض شائعات لا يجب الانتباه إليها، خاصة وأن هناك جهودا واضحة من قبل الأجهزة الأمنية لملاحقة الجناة وكشف أسباب الجريمة الشنيعة.
كان مدير أمن البحيرة، تلقي بلاغا من مأمور قسم شرطة كفرالدوار يفيد تلقى بلاغ بالعثور علي جثة فتاة داخل عيادة بمول شهير بشارع بورسعيد بمدينه كفرالدوار، وانتقل ضباط المباحث بقسم شرطة كفرالدوار لمكان الواقعة، بالفحص تبين العثور على جثة فتاة تدعى “نجلاء ن.ا”، تعمل داخل عيادة عيون بمول بمدينة كفرالدوار، وتحرر المحضر اللازم تمهيدًا للعرض علي النيابة العامة لمباشرة التحقيق في الواقعة.
وأمرت النيابة العامة بقسم شرطة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة الفتاة، حيث جاء في تقرير الطبي المبدئي، أن الوفاة تمت بسبب الخنق حيث استخدم الجناة الإيشارب التي كانت ترتدية المجني عليها وقت الحادث، وعقب ذلك أصدرت النيابة العامة التصريح بدفن الجثة.
وكشفت تحريات فريق البحث الجنائي مفاجأة في قضية مقتل نجلاء، المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة المول”، داخل عيادة عيون تعمل بها في مول شهير بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وتوصلت التحريات إلى أن صديقة الضحية خططت لقتلها بالاتفاق مع اثنين من أصدقائها داخل العيادة.
وبينت التحريات أن صديقة المجني عليها دخلت العيادة لمغافلتها حتى يتمكن صديقاها من سرقة الإيراد اليومي للعيادة وهاتفها المحمول، ولكن المجني عليها اكتشفت الواقعة، فحاولت الصراخ، فأقدم المتهما على خنقها.
وقالت التحريات إن الأجهزة الأمنية فحصت أكثر من 12 شخصًا من المشتبه فيهم من المناطق المجاورة لمكان الحادث، كما جرى تفريغ كاميرات المراقبة في الطرقات الموجودة في المول، بالإضافة إلى فحص المترددين على العيادة التي تعمل بها المجني عليها.
وأشارت التحريات إلى أن مقطع فيديو مدته 130 ثانية وثق لحظة قتل الضحية وهروب المتهمين من مكان الحادث، وأن وراء ارتكاب الواقعة 3 متهمين أقدموا على خنق الفتاة، وفروا هاربين، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكاب الواقعة.
وذكر مصدر بالطب الشرعي أن التقرير المبدئي يشير إلى أن الوفاة تمت بسبب اسفكسيا الخنق، واستخدم الجناة الايشارب الذي كانت ترتديه المجني عليها وقت الحادث، كما تبين وجود كدمات متفرقة بالجسم، وتهتك بالرأس، ما يشير إلى قيام الجناة بالاعتداء عليها بالضرب على الرأس قبل خنقها.
وتبين خلال التحقيقات أن “فتاة المول” عندما اكتشفت سرقة إيراد مكتبها من العيادة، حاولت الصراخ، فقاموا الثلاث متهمين بتكميم فمها وحاولت تستغيث بصديقتها قائلة : “حرام عليكي .. حوشي عني” لكنها أشارت إلى أحد المتهمين الذى قام بخنق المجنى عليها بيديه بعد ان قاموا بضربها على رأسها عدة ضربات حتى اودت بحياتها فى الحال وفروا هاربين.
كما كشفت التحقيقات قيام صديقتها نورهان وشهرتها نور 26 سنة بعقد النية والعزم على التخلص من المجنى عليها للعمل بدلا منها بالعيادة حيث سبق لها العمل فى العيادة أثناء أداء المجنى عليها امتحانات السنة النهائية بكلية تجارة دمنهور وفى طريقها لتنفيذ ما انتوت علية اتفقت مع أحد أقاربها “محمد” 27 سنة وصديقة “أحمد” 30 سنة على قتلها مقابل مبلغ مالى وذهبت الى العيادة عصر يوم الواقعة للتمهيد لجريمتها.
وعقب ذلك جلست القتيلة مع صديقتها 20 دقيقة مع المجنى عليها مستغلة وقت فراغ العيادة من المرضى والتى أحضرت لها كوبا من العصير وجلستا تتبادلان الحديث ثم أرسلت لصديقيها رسالة على هاتفيهما بسرعة الحضور لخلو العيادة من المرضي فتوجها إليها بعد دقائق معدودة، حيث كانا فى القرب منها فى انتظار اشارتها وقامت صديقة المجني عليها بمغافلتها بحجة أنها ستتحدث معها في أمر خاص بينما قام المتهمان اللذان أدعيا أنهما مرضى بمحاولة سرقة الإيراد، من درج مكتبها.