نظمت خدمة اللاهوت الدفاعي بأسقفية الشباب تحت أشراف القس متى بديع ، حفل خريجى دفعات مركز خدمة اللاهوت الدفاعي لعام 2020 ، بحضور الأسقف أشود مناتسكانيان، مطران الأرمن الأرثوذكس بجمهورية مصر العربية والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط البلد ، ولفيف من الاباء الكهنة.
فى البداية تحدث الأسقف أشود مناتسكانيان، مطران الأرمن الأرثوذكس بجمهورية مصر العربية ، أن المخلص عندما جاء العالم ليخلص البشرية جاء وسلم الإيمان للرسل ،وان كل شخص يولد في العالم يبدأ بالتعليم أولا من العالم المحيط به ، وكل هذه الأشياء عندما ندخل بها ونتعمق فيها نتحمل مسؤولية ذلك ويبدأ ثمار ذلك في عمله .
كما جاء السيد المسيح الى الارض ، الان تكون مسؤوليتك هو وضع النور في المكان العالي لكى ينير للاخرين ايضا ، و المخدومين على مثال الله وشبهه ليس بالجسم فقط بل بالفكر ايضا ، فنشبهه في العمل والمحبة والتسامح وان كنا نحتاج الى معونة الرب ولكن كل ذلك يبدأ بالتعليم ونترك الله يعمل بطريقتنا نحن لنكون ورثة للملكوت .
نحن موجودين لكل نجعل إيماننا منذ بداية ميلادنا المرتبط بالعالم حولنا ولكن رغم ذلك ان ارتباطنا بالعالم سنكون ضعفا ولكن ان ارتباطنا بالله نحتاج الى ان نربط كل خيوط ارتباطنا بالعالم وناخد الحرية من الله ولا يوجد حاجة للأرض حتى الموت لنا فيه حرية من خلال . الخلاص والقيامة ، فنحن موجودين لكى نحمى إيماننا من خلال تعلمنا من المسيح وتطبيق وصاياه على الأرض .
ولكن السؤال ، هل نحن ندافع عن الله أم الله هو من يدافع عنا ؟ ، يشبه ذلك بالسلاح في الحرب ، ان لم نستطع استعمال السلاح لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا ، فلو لم نعرف الله لن نستطيع ان ندافع عن ربنا وربنا يدافع عنا ، لان ربنا يعمل في الارض من خلالنا وبنا وما يعمله الله من أجلنا لذلك كل ما تتعلموه اعملوه .
وبدأ الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط البلد كلمته بالترحيب بالمطران أشود مناتسكانيان موضحا أن الكنيسة الأرمينية هى كنيسة شقيقة ، مشتركة فى الايمان ، و سيدنا المطران حضر معنا هذا الاحتفال لان هناك آباء درسوا فى مركز دراسات اللاهوت الدفاعي ويتخرجون اليوم ، وهم أصدقائي ومعهم ماجستير ودكتوراه من مركز الدراسات القبطية .
وأوضح الأنبا رفائيل ان الارمن حافظوا على ديانتهم ولغتهم بإيمان عنيف فننظر لهم بانبهار لاننا لم نتعرض لظروفهم ورغم ذلك لم نحتفظ بلغتنا القبطية ، اننا نشكر ربنا ان مازال يوجد ارمن فى العالم ويحفظوا الإيمان معنا .
وأكد نيافته أن وجودهم فى هذا المركز يعبر عن جهاد مشترك لأننا فى مركز اللاهوت الدفاعي نرد على الالحاد وهى قضية تشترك فيها فى الأديان وليس المسيحيين فقط ، ولكننا فى المسيحية نواجه مشاكل اخرى مثل مشكلة اللادينين ممن يقولون انهم يؤمنون بوجود الله ولكن لا يؤمنوا بالديانات لانها من صنع البشر ، وهذا تحدى لان كلامهم له براهين يمكن أن تضلل الشباب .
وفى دائرة أخرى داخل المسيحية هناك طوائف ايضا تحتاج الى دفاع عن ايماننا الارثوذكسى ضد التشكك فى اساسيات ايمانيا ، وهناك جهاد مشترك بينا لكل القضايا التى تواجه الايمان.
وأن التحديات مازالت موجودة وكما قال سيدنا المطران ان الله يعمل بنا ونحن نعمل بالله ، بمعنى أن الله يعمل بنا فى زرع الإيمان رغم أنه يستطيع أن ينشر الإيمان فى العالم كله ولكنه اختار التلاميذ والرسل لنشر الإيمان وكما قال السيد المسيح فى إنجيل يوحنا الرسول ” من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها ” ماذا كان يقصد بأعظم منها ، هنا يقصد نشر المسيحية ، والسيد المسيح لم يقم بذلك بس اعتمد على الرسل لكى يرسخ فكرة ان الله يعمل بنا ومن خلالنا ، فالله يستخدمنا كأدوات حتى وان كنا ضعفاء ونقول ايضا للرب ان كنا ونحن ضعفاء تستخدمنا فيجب ايضا ان ادرس واتعلم ، والله يستخدم خدمتنا الصغيرة ليصنع اثمارا تليق به .
بعد ذلك قدم الخدام أنشطة الخدمة مثل مجلة خدمة اللاهوت الدفاعي وعمل مناهج لتدريس اللاهوت الدفاعي لكافة المراحل العمرية .
ثم قام المطران أشود مناتسكانيان والانبا رفائيل والقس متى بديع بتسليم شهادات التخرج للدارسين بمركز دراسات اللاهوت الدفاعى الخريجين ، وهم دارسي عام ٢٠٢٠ وهما اربعة دفعات ، منهم دفعتين للآباء الكهنة تحت إسم البابا كيرلس عمود الدين والقديس بولس الرسول ، ودفعتين للدارسين العلمانيين تحت إسم القديس إكليمنضس السكندرى و البابا ديوسقورس ، كما حصل الخريجين على دبلومة المركز فى اللاهوت الدفاعى وعددهم حوالى ١٥٠ كاهن وعلمانى .
فى النهاية أعلن القس متى عن استكمال الخدمة لتطوير الدراسة بها من خلال الدراسات العليا بالمركز ، والتى تنقسم الى اربعة اقسام وهى قسم اللاهوت الدفاعي و قسم الفلسفة و قسم التاريخ وقسم لدراسة الكتاب المقدس ، حيث يطرح الدارس القسم الذى يرغب فى استكمال الدراسة به ويقدم موضوع المناقشة وبعد الموافقة على الموضوع وخطة البحث والكتب الالزامية والاختيارية يتم مناقشة البحث بعد عام بحضور أحد الاباء الاساقفة والخادم المتخصص لهذا القسم ، على ان يحصل الدارس على شهادة بذلك .