00 صباح الأربعاء الماضي كان موعدنا مع جراحةإصلاح الفتق لصديقتنا المتألمةسالي التي حدثتكم عنها الأسبوع الماضي بعد أن عاشت 6 سنوات كاملة تتحمل في صمت عجيب قسوة الألم, ودعوتكم للصلاة من أجلها.. لم تكن دعوتي لخطورة الجراحة ولا لصعوبتها,فعملياتالفتق السري صارت مع تقدم الطب وتوفر الإمكانيات الحديثة واحدة من العمليات السهلة التي يطلق عليهاعمليات اليوم الواحد ومعظمها يجري الآن بالمنظار بعيدا عن التدخل الجراحي.. لكن قلقنا كان للخوف غير العادي الذي يتملك صديقتنا,فمع أنها شابة في الخامسة والثلاثين من عمرها,وأم لطفلتين إلا أن تخوفها كان كتخوف الأطفال.
00 عندما اقتربنا منها اكتشفنا أن هذا التخوف يرجع لتحذيرات الكثيرين ممن حولها, واكتشفنا أنه قد يكون لهم بعض الحق, فصديقتنا وزنها 100 كيلو جرام, ولكم أن تتصوروا حجم الترهلات التي أحاطت بعضلات البطن بعد الحمل الأول, وما تبعه مع الحمل الثاني.. ومع هذا ظلتسالي تدفن الألم داخلها, ليس لأنه محتمل وليس أيضا لضيق ذات اليد فقط وعدم القدرة علي توفير تكاليف الجراحة فحتي عندما قدمها لنا أحد الآباء لمساعدتها في إجراء الجراحة ظلت مترددة ومتخوفة.
00 أصارحكم أن هذا التخوف بدأ ينتقل لنا شيئا فشيئا وما كشفته لكم في حديثي الأحد الماضي من ترددها المستمر بدأت أسبابه تتضح لنا.. لكن ثقتنا الكبيرة في يد الرب التي تصحبنا في كل رحلاتنا مع إخوتنا المرضي لم تجعلنا نتردد شجعتنا أيضا ثقتنا في الطبيب النابغة دكتور طلعت حلمي والطاقم الطبي بمستشفي مارمرقس الذي نجح في إجراء جراحات عديدة لأصدقائنا, ومازلنا نذكر صديقتناحنان التي أجريت لها منذ عامين ثلاث جراحات معا, كان من بينهم بالمصادفة فتق سري, ومعه استئصال حصوات بالمرارة, والتهاب الزائدة الدودية.
00 مع كل هذا نقلنا تخوفنا إلي الدكتور طلعت لكنه بادرنا ببشاشته المعهودة مطمئنا وحتي يطمئنا أكثر أطلعنا علي كل خطوة يخطوها قبل العملية بدءا من عمل أشعة موجات صوتية علي البطن, وإجراء رسم قلب, ومجموعات من التحاليل المعملية لوظائف الكلي والكبد والسكر وسرعة النزيف والتجلط وصورة دم كاملة والعرض علي أخصائي الباطنة, وأخصائي القلب, وطبيب التخدير.. وعندما اطمأن لسلامة كل الإجراءات اصطحبسالي إلي حجرة العمليات يرافقه الفريق الطبي والدكتور سمير زكريا استشاري التخدير.
00 ساعتان أمضيناها في قلق وعيوننا أمام حجرة العمليات معلقة بالسماء, بعدها خرج علينا دكتور طلعت كملاك من السماء يحمل رسالة طمأنينة وفرح, رغم صعوبة التفاصيل لكن كل الأشياء تعمل عنده للخير, لشد عضلات البطن استأصل كمية من الدهون لا نعرف لها وزنا ولكن مجرد مشاهدتها صدمني ولتقليل نسبة الارتجاع قام بتركيب شبكة لتقوية جدار البطن.. وهنا أدركت لماذا فضل الجراحة التقليدية عوضا عن المنظار.. وأدركت أن الرب استجاب لصلواتكم, مرة أخري أدعوكم لتواصلوا الصلوات فبعد أسبوع موعد سالي مع فك الغرز ورفع الدرنقة.. واثقين أن الرب معها بدعواتكم, وليبقي لها ما لاسمهاسالي الغافلة عن آلامها والناسية لهمومها.
تسهيلا للتواصل مع أصدقائنا صناع الخير وأحبائنا المرضي والمتألمين الاتصال بنا: 01223123394- 01224976769