تسويق الأماكن يتضمن ليس فقط تسويقها كوجهات جذابة للسياحة ولكن أيضا كمواقع جذابة ووجهات جغرافية مميزة للاستثمار الأجنبي, والتنمية الاقتصادية. مع إبراز توافق المكان مع ظروف السوق, للإجابة علي أسئلة متعلقة بانتشار أخبار المكان رغم المنافسة المتزايدة, ومدي استجابته لتحديات السوق المتنوعة.
وهو ما تسعي الدولة المصرية لتنفيذه, فخلال السنوات الماضية ظهر دور مصر الرائد في كل الاتجاهات بداية من الصناعة إلي الاقتصاد إلي السياحة إلي الثقافة كل هذا بغرض جذب الزوار والمستثمرين والمواهب.
ففي ظل خطة متكاملة تسير نحو التنمية المستدامة لتلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة قامت الدولة بدعم النمو والتقدم, وعمدت لتتبني مبادئ الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية, وهو أمر بالغ الأهمية في الحفاظ علي جاذبية المكان.
فقد أصبح المكان أكثر شبها بالعمل التجاري وموجها نحو السوق في أنشطة التنمية الاقتصادية, وبرز تسويق المكان كعملية متكاملة تربط الميزة التنافسية المحتملة للمكان بأهداف التنمية الاقتصادية الشاملة, يتم فيه مراعاة جوانب إنتاج الموارد, ومجموعة من التدابير التسويقية (مثل الممارسات الترويجية, والمكانية/ الوظيفية, والتنظيمية) للسوق. ويحتاج المكان إلي عناصر رئيسية ـ مجموعة التخطيط, عوامل التسويق (البنية التحتية, عوامل الجذب, الصورة ونوعية الحياة, والأشخاص) والأسواق المستهدفة.
ويتمثل تحدي تسويق المكان في تعزيز قدرة الأماكن علي التكيف مع السوق المتغيرة, واغتنام الفرص, والحفاظ علي حيويتها, ويهدف التخطيط الاستراتيجي للسوق في إعداد الخطط والإجراءات التي تدمج أهداف وموارد المكان مع فرصه المتغيرة.
ويعتبر تسويق المكان أحد مكونات العلامة الوطنية, التي تتضمن أيضا عوامل أخري مثل.. تحفيز الاستثمار الداخلي والمساعدات, وتشجيع كل من العمال المهرة وغير المهرة علي الهجرة, وتعزيز الصادرات ذات العلامات التجارية وغير المسجلة في البلاد علي المستوي الدولي, وزيادة الأعمال الدولية لشركة الطيران.
وحينما تكمن الحاجة إلي جذب السياح والمصانع والشركات والأشخاص الموهوبين وإيجاد أسواق لصادراتهم. وهذا يعني أن تسويق المكان الاستراتيجي يتعلق في المقام الأول بتعزيز مكانة الدولة في السوق العالمية, وبالتالي, وعندما يتمكن مكان ما من إنشاء ارتباطات مع العلامة الوطنية في أذهان العملاء المستهدفين, تكون قد ولدت علامة للمكان, وهي فرصة للعميل كي يختار المكان الذي يستهلكه.
وتتطلب العملية خلق منفعة لعملاء المكان وتطوير نظام جيد للمنتج المكاني بحيث يمكن جعل القيمة المضافة الموجهة للمكان مرئية. وفيما يتعلق بتسويق المكان, يتم تمييز إدارة الصور الاستراتيجية علي أنها العملية المستمرة للبحث عن صورة مكان ما بين جماهيره المختلفة, وتقسيم واستهداف جماهير محددة, وتحديد أماكن الجذب في المكان لدعم صورته المرغوبة وإيصال هذه عوامل الجذب إلي الهدف لقد أثبتت مصر استجابتها لتحديات السوق, من خلال رؤية استراتيجية لمواجهة هذه التحديات, مع الاهتمام بعملية الجودة وخدمات للتنافس مع أماكن أخري وكذلك مهارة التواصل بشكل فعال وتعزيز ميزته التنافسية وتنويع قاعدته الاقتصادية وتطوير آليات للتكيف بمرونة مع الظروف المتغيرة, مع الاهتمام بتطوير خصائص ريادة الأعمال.