هو شاعر ومُعد برامج ومُنتِج فني، ارتبط اسمه بأشهر الترانيم وأكثرها انتشارًا ..ما تعولش الهم وماتخافشي ربنا موجود- تختفي الأحزان في قُربك- اتصرف انت يا رب فيَّ- أنا اللي عارف أعمالك- بتتصرف ما باعرفشي الطريقة إزاي- نور وملح- بتسندني- عايش في العالم والعالَم مش عايش فيَّ- وأشعار أفلام نسر البرية و49 شهيد. ألخ. كل ذلك التراث من كلماته، كما أنه أصدر مؤخرًا ديوانه الأوَّل بالعامية المصرية بعنوان: “الكسرة والضمة- ثبت أن بالضمة بتتشفي الكسرة”، وشاهدنا له برنامج “المفكراتي” الذي حقق ملايين المشاهدات، إنه الشاعر رمزي بشارة.. التقينا معه وحول كواليس أعماله وأهم أخباره وأكثر ما يشغل باله من أحلام.. كان “لوطني” معه هذا الحوار..
* تفاصيل الأغنية التي ستشارك بها خلال أسبوع التراث القبطي في كندا؟
يقوم مجموعة من المصريون الوطنيون بكندا بتنظيم أسبوعًا للتراث القبطي للتعريف بالكنيسة القبطية وتراثها العظيم،بقيادة صديقي المصري الكندي كريم منير الذي شرفني بطلب المُشاركة في هذه الاحتفالية كما قمنا بتجهيز أغنية تليق بهذا الحدث،غنَّتها المطربة ريهام نسيم ولحَّنها يوحنا فيكتور ووزعها الموزع الكندي أندريه وسجلها روبيرت كمال والصولو لعازف الكمان عزمي مجدي عزمي، وهي أغنية تتحدث عن عظمة وأصالة الأقباط “المصريين” ودورهم الوطني عبر التاريخ وأننا يجب أن نفتخر بكوننا أقباط فكلمة قبطي تُعني مَصري. كما نعكف حاليًا على تجهيز حفلات غنائية وشعرية وموسيقية وفقرات أخرى مُتنوعة على هامش هذه الاحتفالية، وجديرًا بالذكر أن الكنيسة القبطية بكندا قد أشادت بهذه الاحتفالية كما رحب بهذا الأسبوع قداسة البابا تواضروس وسفارة مصر بكندا.
* رمزي بشارة واحد من فريق المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” ..حدثنا عن مشاركتك بها؟
تشرفت بالمشاركة في المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” برعاية السيد الرئيس وبإشراف مباشر من معالي الوزيرة نبيل مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج وهي مبادرة هدفها ربط مصريو الخارج بجذورهم ولغتهم وتراثهم المصري العريق، سواء المهاجرين أو أبنائهم من الجيل الثاني والثالث.
* ما هي مشروعاتك القادمة؟
أشكر الله هناك أخبارًا كثيرة سيُعلَن عنها تباعًا سأتحدث عن المشروعات التي نُفِّذَت فحسب،في البداية هناك مجموعة كبيرة من الترانيم سُجِّلَت وصُوِّرَت لمجموعة من المرنمين تشرفت بأنهم سيترنمون بكلماتي في مصر والعالَم، كما أنني انتهيت من كتابة عدة أغانٍ لمجموعة من نجوم الصف الأول بعضها صُوِّر وبعضها سُجِّل،كما انتهيت من كتابة أشعار فيلم درامي مسيحي كبير سيُعلَن عنه قريبًا .
وفي حديثي عن “المشروعات” القادمة لا يمكن أن أنسى ما اعتبره أهم مشروع لاكتشاف الموهوبين في الترنيم وهو “مشروع الخمسين موهوب” ففي هذا المشروع أُقَدِّم للكنيسة في العالَم مجموعة رائعة من الأصوات وقد تحملت تكلفة إنتاج هذه الترانيم الـ 50 بالكامل ولم يتحمل أي موهوب أي تكلفة، ولم يكن هناك أي رسوم نظير الاشتراك بل كان الموضوع مجانًا تمامًا من الألف إلى الياء بكل تفاصيله، ولا أعتقد أن أي جهة أو شخص قام بهذا المشروع من قَبل وبالطبع أشعر بالفخر أن الله شرفني بالقيام بهذا المشروع وقد انتهيت من تسجيل معظم الترانيم، يتبقى عدد قليل لم يتم تسجيله نظرًا لظروف انتشار وباء كورونا وبعض التعثر المادي فإنتاج هذا الكم الهائل من الترانيم ليس بالأمر الهَيِّن، وأحب أن أزف هذا الخبر حصريًّا لجريدة “وطني”، فهذا المشروع سيكون منهجًا لمدارس الأحد يُعَوِّض غياب مدارس الأحد وغياب حضور أطفالنا في الكنائس، وسيتميز المنهج بأنه سيكون كتابي كنسي وسيُعرَض في عدة قنوات فضائية كما سيكون متاحًا على الإنترنت. وأود أن أشكر أساتذتي الذين شاركوا في اختيار أصوات الخمسين موهوب فقد شَكَّلت لجنة مكوَّنة من سبعة متخصصين في مجالات موسيقية مختلفة وتركت لهم مسئولية الاختيار حيث استمع كل واحد منهم لكل الأصوات وقمنا بأخذ المتوسط الحسابي لمجموع التقيِمات. وأتشرف بذكرهم بالاسم.. وهم؛ الدكتور عماد عادل “كندا”_ المدرس بكلية التربية الموسيقية ويعمل بالأوبرا الكندية، والدكتور ماجد سليمان_ المدرس بالمعهد العالي للموسيقى العربية، والأستاذ يوحنا فيكتور _ المعيد بالمعهد العالي للموسيقى العربية، والمرنمة مريم شوقي “أستراليا”_ صاحبة ألبوم ملء الزمان، والموزع الموسيقي بيتر فرح، والموزع الموسيقي ومهندس الصوت روماني ميشيل، والدكتورة ماريا نظمي “مرنمة”، تقدم لهذا المشروع حوالي 1200 صوت، استُبعِد منهم حوالي 500 صوت وتم اختيار الخمسين من 700 صوت.
وكما قلت قبل الآن، كل الترانيم كُتِبَت ولُحِّنتَ ووُزِّعَت وسُجل مُعظمها وسيظهر المشروع للنور قريبًا بإذن ربنا. كما أشكر الصديق والأستاذ المهندس إيهاب عازر لحرصه الشديد على أن نُقدم ترانيمًا كتابية تشرح العقيدة والإيمان المُستقيم بشكل سهل وممتع في آنٍ واحد.
وفي الحقيقة أنا لم أحلم يومًا أن أكون مليونيرًا، لكن بسبب العدد الهائل من الموهوبين الذين لا يجدون فرصة لرعاية مواهبهم تمنيتَ أن تتوفَّر لديَّ الإمكانيات حتى أضعها في خدمتهم، ففي بدايتي لم أجد من يقف إلى جواري ويكون سندًا وعونًا لي، وأعلم جيدًا مقدار ما يحتاجه شخص موهوب من دعم، وأشهد أنني مهما فعلت سأظل مديونًا ليد الله الكريمة ونعمتِهِ الجزيلة.
* فيلم البداية كانت فكرته خارج الصندوق … فكيف بلورتها لتقدم بهذا الشكل؟
أبحث عن الأفكار الجيدة سواء خارج الصندوق أو داخله، وكما أهتم بالفكرة أهتم بطريقة تقديمها،فالشكل هو المائدة التي سيُقَدَّم عليها المحتوى لذلك يجب أن تكون مائدة شهية “عشان تِفتَح النِّفس”،من هُنا جاءت فكرة فيلم الدوكيودراما “البداية” وهو فيلم قصير يتحدث عن تاريخ إحدى الكنائس العريقة،حيث يبحث أحد الأشخاص عن فكرة جديدة يُقدم عن طريقها الفيلم، إلى أن يعثر على عروسة قديمة ويتفاجَأ أنها تتكلَّم وتتحرَّك وتقرر هذه العروسة التَّعَرُّف على تطور الخدمات والأنشطة بنفسها وفي نهاية الفيلم يكتشف أن كل ذلك كان يدور في خياله فقط وعندما يعرض فكرته هذه على المسئولين يرفضونها ويقررون عمل كتابًا بدلًا من الفيلم، وداخل هذا الإطار نقدم كل ما نود تقديمه كما يتخلل الفيلم مشاهد درامية تحكي بعض المواقف والأحداث الهامة، فكرة الفيلم والسيناريو والإعداد.. لي، وإخراج الدكتور مرقس عادل.
* استطعت خلال مشوارك أن تكتب العديد من الترانيم والمدائح ….ما هي الأعمال التي تعتبرها محطات في حياتك وما هي أقربها إلى قلبك؟
إن اعتبرت كتاباتي هي “بنات أفكاري” فلا استطيع أن أميز بينهنَّ فجميعهنَّ لَهُنَّ نفس الغلاوة،وليست أعمالي التي انتشرت جدًا هي القريبة من قلبي فَحَسب، بل أن هناكً ترانيمًا جديدة أثق أنها ستحقق نفس النجاح وينقصها فقط بعض الانتشار،مثل؛ “هوِّنت عليَّ كتير”، و”ماشفتش منك إلا الخير”، و”جيتلك” لرشا جميل، و”ما باعولش الهم” لمريم حلمي، وهي تُعَد الجزء الثاني من “ما تعولش الهم”.
كما أن هناك أعمالًا انتشرت لدرجة أن الناس اعتبروها تراثًا مثل: “اسمحي لي يا إكليسيا”، و”المسيح هيسألك ناسياني ليه!، و”أم المسيح شغلت عقول”.. “أم بصحيح لكن بتول”- و”م ر ي م مريم اسمك غالي عليَّ”،و”مريم يا ابنة يواقيم” وهي من كلماتي وألحاني وغيرهم الكثير.
* معروف أن رمزي بشارة “شاعرًا” لقبه مُحبيه بـ “بحر الكلام” لغزارة كتاباته وتنوعها، لكن الجديد أن نعرف عن رمزي بشارة أنه “مُلَحِّن” فمريم حلمي ومينا عطا ومحمود عبادة وعماد كمال وعلي الألفي وأميرة رضا ومارفي صموئيل ومايكل رضا ومؤخرًا النَّجم هشام عباس… كل هؤلاء غنوا من ألحانك!
أنا لستُ ملحنًا وأعتز بكوني “شاعر عامية” لكن أحيانًا بعض الكلمات تولَد بلحنها وأحيانًا أحتاج لتفصيل لحن مُعَيَّن على صوت مُعيَّن وأعتقد أنني أُجيد ذلك، ورغم ذلك فقد قُمتُ بتلحين أكثر من مئة عمل متنوع ما بين إعلانات وأغانٍ وترانيم.
* تحقق الأعمال التي من أشعارك مشاهدات عالية، عرفت أن ترضي بها جميع الأذواق.. فما السر من وجهة نظرك؟
أنا لا أعتقد أنني أستطيع إرضاء جميع الأذواق، بَل أن لا أحد يستطيع إرضاء جميع الأذواق، أنا أكتب ما يُرضيني أنا، ما أحبه وما يوافق ذوقي الشخصي، أقوم بطهي الوجبة التي أحب أن أتناولها وعندما يتناولها معي آخرين أجد الله قد وَفَّقني وأحبوها هم أيضًا، “وأنا سايب إيدي ومن غير أي مجهود مني” أما عن المُشاهدات، فهي ليست المِقياس الوحيد للنجاح بالنسبةِ لي، فإن كان النجاح بالمشاهدات فقط فجميعنا فاشلون ولم ينجح أحد سوى مُطربي المهرجانات، فبعض المهرجانات تُحقق مئات الملايين، أفعل ما أستطيع فعله بل أكثر مما أستطيع فِعله وأثق أنني سأحصد الثمر حتى لو لم يكن حصادًا لحظيًّا، وأقول إن كان هناكَ أي نجاح فالسر هو التَّعب والاجتهاد والمُذاكرة وتوفيق الله ونعمته العاملة معي قبل كل شيء.
* ما رأيك في فكرة استخدام ألحان تراثية ووضع كلمات جديدة عليها؟ هل دائمًا الألحان المعروفة تسهم في نجاح العمل الجديد؟
كثيرون قاموا بوضع كلمات على ألحان تراثية ولكن أعمال قليلة هي التي أحبها الناس، الألحان التراثية محفورة في وجدان الناس “بكلماتها” فإن كانت الكلمات الجديدة التي ستوضع على اللحن التراثي “كلمات عادية” أو أقل من مستوى الكلمات الأصلية فسيرفض الناس الموضوع وسيعتبرونه اعتداءً على التراث.
في ذات مرة حكى لي الأرشيدياكون إبراهيم عياد أنه في إحدى زياراته لدير الست دميانة وجد أن كل الراهبات يحفظون عن ظهر قلب ترنيمة “مين غيرك نترجاه” وقد كتبتها على لحن “بي أويك” الذي يُقال أثناء التوزيع السنوي ورنَّمَتها نعمة إسحاق، وكذلك ترنيمة “نجينا” على لحن إفلوجيمينوس وترنيمة سِتر العلي التي شارك بها قداسة البابا تواضروس والمكتوبة على لحن “آبتجيك إيفول” ورنمهما أبونا موسى رشدي، وألخ وأجد أن السر في نجاح ترنيمة “أي ترنيمة” يتلخص في اختيار جيد لعناصر العمل ولمن يقومون بتنفيذ هذه العناصر، وعن نَفسي أفعل ذلك وأقوم وأبني وأترك النجاح لله الذي يعطي بسخاء ولا يُعَيِّر، فعن نَفسي أقول أن نجاحي لا يكمن في اختياراتي العبقرية أو شطارتي اللي ما حَصَلِتش أو خبرتي اللي مش عند حد أو موهبتي الكبيرة أو إبداعي الذي لا يُوصَف، أو أي عبارة من هذه العبارات الرَّنَّانة المليئة بالغرور والكبرياء، ولكن في نعمة الله وتوفيقه وقوته التي تسند ضعفي وتُعَوِّض تَقصيري.
* ما نصيحتك للقائمين على صناعة الترانيم في عصرنا الحالي؟
لا توجد “صناعة ترانيم” حاليًا، ما يحدث الآن مجرد مجهودات فردية،يُستَثنَى من ذلك بعض فِرَق الترانيم التي تعمل بشكلٍ مؤسسي مثل فريق الحياة الأفضل، والأستاذ فيكتور فاروق صاحب شركة بافلي فون، الذي يحاول جاهدًا استكمال ما بدأه من سنوات عديدة. ونصيحتي التي أقدمها دائمًا لكل من يريد الإنتاج، من فضلك فَكِّر جيدًا وصلِّ قبل أن تُقدم على هذه الخُطوة، فالكتاب يقول: “أمسرور أحد فليُرَتِّل” لا أن “يُسَجِّل” فأحيانًا أجد أُناسًا رائعين من كثرة محبتهم للترانيم لا يتأخرون في أن يضغطوا أنفسهم مادِّيًا في سبيل أن يحققوا حُلمهم، وأقول لهؤلاء إن الله يُفَضِّل الاستماع إلى مشاعرهم الصَّادقة لا إلى أصواتهم الجميلة، وعندما أعرف أن أحدهم مُقدم على الإنتاج وهو غير قادر أرفض تمامًا وأدعوه إلى إلغاء أو تأجيل هذا المشروع، مع العِلم أن الإنتاج كما هو مُكلف ويحتاج لإمكانيات مادية، قَد يكون مُربحًا أيضًا، ربما نتحدث عن هذا الأمر في المُستقبل بتفصيلٍ أكثر.
* تعشق الكتابة للعذراء لأنها شفيعة الشريحة الأعرض من الشعب القبطي أم لأنها شفعيتك؟
أمي وحبيبتي وأتشرف بمدحها ومدح فضائلها فقد أوصانا الكتاب بذلك:”انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم” وهي نفسها قد قالت: هوذا منذُ الآن جميع الأجيال ستطوبني”،فأنا أفتخر بأنني أكثر من طَوَّب السيدة العذراء بترانيم ومدائح وأشعار.
* هل لديك ما يعرف عند الشعراء “بالوحي”.. أم أنك تستطيع أن تأمر عقلك في أي وقت أن يكتب فيكتب؟
كلما قررت أن أختصر في الكلام أجدني مدفوعًا لاستكماله لجمال الأسئلة…نعم لديَّ هذا واستطيع فعل ذاكَ،فطبعًا أستطيع أن أمسك القلم “أو الكيبورد” وأكتب حينما أُقرر ذلك.. في أي وقت، ويحدث ذلك أغلب الوقت، فحين أُكَلَّف بكتابة تتر مسلسل أو برنامج أو أغنية لاحتفالية ما، بمجرد أن أحصل على الخطوط العريضة للموضوع أو “قد تكون تفاصيل الموضوع مهمة جدًا في بعض الأحيان” أستطيع الكتابة فورًا،وذلك يعود لاستعداد الشاعر المُستمر بالقراءة، فمن لا يقرأ لا يستطيع أن يكتب، وإن كتب ستكون كتاباته نُسَخًا مُشَوَّهة من كتابات أخرى قرأها وما زالت عالقة في ذهنه، أو ربما إعادات لما قام بكتابته بالفعل لكن لكي يكون الكاتب مُبدعًا ويأتي بالجديد يجب أن يكون قارئًا نَهِمًا.
أما عن الوحي، فبعد ما قلته نكتشف أن إبداع الكاتب ينضُب ويذبل سريعًا إن توقف عن القراءة،فلذلك يجب أن يكون في حالة “شحن” مُستمرة، يقرأ ليقرأ ولا يقرأ فقط ليكتب.
* ديوان “الكسرة والضمة” طريقة عرضه مميزة..لماذا اخترت هذه الطريقة؟ ولماذا اخترت له هذا الاسم؟
“الكسرة والضمة” هو ديواني الأوَّل والذي أجلت إصداره سنواتٍ عديدة، لا أعرف لماذا عرضت القصائد فيه بهذا الشكل لكن الطريقة أعجبتني ووجدتها جذابة وشَيِّقَة ومُعَبِّرَة أيضًا، حيث أقوم بعرض فصول الديون في شكل محطات مثل الملك الصالح وخان الخليلي وشارع الثورة وشارع الوحدة..إلخ، أما الاسم فهو اسم “رمزي” يكتمل معناه بالعبارة التي تُكتَب أسفله: “ثبت ان بالضَّمة بتتشفي الكَسرة”
* حدثنا عن كواليس لا تُنسى أثناء تنفيذ أعمالك..
أثناء تنفيذ ألبوم “إحنا مش وحدينا” وهو ألبوم لأبونا فلتاؤس السرياني من إنتاج دير السريان، كان لزامًا عليَّ أن أنتهي من الألبوم في وقتٍ محدد وقمت بتنفيذ الألبوم كله في حوالي أسبوعان فقط، وكنتُ أواصل الليل بالنهار لإنجاز العمل لدرجة أنني كنتُ أقوم بالتسجيل في أكثر من استوديو في نَفس الوقت، وفي أحد الأيام كانت مارينا زوجتي وابني إيسوس بصحبتي ووقتها كنتُ مستيقظًا لِما يقرب من 48 ساعة.
فسيطر عليَّ النُّعاس أثناء قيادة سيارتي على الطريق الدائري فاصطدمت بالحاجز الحديدي لإحدى لجان الشرطة على الطريق، لكن ربنا ستر ولم نُصاب بأي أذى والسيارة فقط هي التي تضررت من أثر الاصطدام.
ومن الكواليس أيضًا أن أشعار برنامج “قومي استنيري” كُتِبَت بطريقة عجيبة أحكيها لأوَّل مرة ،فقد كنا مُلتزمين بموعد للتصوير وكانت فقرتي مُوَزَّعة على أربعة أيام تصوير،ولم أكن قد انتهيت من كتابة أشعار الحلقات “26 حلقة بـ 26 قصيدة”،لذلك فقد كنتُ أقوم بتأليف بعض القصائد أثناء قيادتي للسيارة وفي كل حلقة كان يُصاحبني أحد العازفين بالعَزف وكُنتُ أصطحب العازف بسيارتي، للوكيشن التصوير وكنت أطلب من صديقي العازف أن يقوم بكتابة ما أُمليه عليه من أبيات إلى أن أصل إلى اللوكيشن، وأحيانًا أستمر في كتابة القصيدة أثناء ارتدائي للملابس التي سأظهر بها في البرنامج ولا أنتهي من الكتابة إلا قبل التصوير بدقيقة،وبرنامج “قومي استنيري” كان من إخراج جوزيف نبيل وتقديم الدكتورة دينا عبد الكريم.
ومما أثار تعجب الناس بعد نياحة قداسة البابا شنودة كيف أصدرنا “اشتقنا ليك” بهذه السرعة،وأذكر أنه في ذلك اليوم هاتفتني المرنمة هايدي مُنتصر، وهي مُتأثرة للغاية من خبر نياحة البابا شنودة، وقررنا أن نؤرِّخ لهذا الحدث بترنيمة، فشرفتني هايدي ووالدها في المنزل وقمت بكتابة الكلمات على “ترابيزة السفرة” في أقل من عشر دقائق، ثم ذهبنا لتسجيلها في نَفس اليوم وفي فجر اليوم التالي كانت جاهزة تمامًا.
* ماذا عن كواليس برنامج “المفكراتي”..
برنامج “المفكراتي” حقق مشاهدات مليونية وكان محل إعجاب الكثيرين، وأريد هنا أن أُشير إلى رعاية الله واهتمامه بالمُتَّكلين عليه،فقد أرسلت هذا البرنامج لسات 7 بِناءً على طلب من مديرها “وقتذاك” وكنت أفعل ذلك وأنا أشعر بالإحباط، ولكن أجدني في مكتب “فريد سمير، مدير سات 7 وقتها” أشكره على الموافقة على “أربعة برامج” لا برنامج واحد! ووجدته في منتهى الاتضاع يرفض أن أقدِّم له أي شكر! شارحًا لي أن لجنة مُكَوَّنة من أشخاص مُتَعَدِّدي الجنسيات “لا يعرفون أحدًا ويُقيِّمون الأفكار بناءً على جودتها لا بِناءً على مُقَدِّميها”، عُرِض عليها ما يقرب من سبعين برنامج ووافقت هذه اللجنة على سبعة برامج فقط منهم أربعة برامج لي!،لكنه بهذا التصرف ازداد قدرًا في عينيَّ، وجعلني أشعر أن الله أراد أن يُشعرني ببعض “الطبطبة” ويقول لي “كَمِّل” .
* متى سنرى الموسم الثاني من برنامج المفكراتي؟
انتهيت من اختيار موضوعات الموسم الثاني وشاركت بها صديقي “جورج مكين” وهو شخص مثقف للغاية وداعِم لكل الأفكار البَنَّاءة والمُغايرة والمُغَيِّرَة، لكن تَعَطل المشروع بسبب بعض التغييرات في إدارة سات 7 مصر.
* أغنية “راعي مصر” كانت التعاون الثاني بينك وبين ياسمين علي.. هل تخبرنا أيضًا عن كواليس هذه الأغنية؟
عندما قابلت ياسمين علي لأول مرة قبل تسجيل أغنية “فرصة تتغير” قالت لي: “أنا وافقت على الأغنية دي بمجرد ما قريت كلامها” وفي الاستوديو قبل تسجيل “راعي مصر” قالت لي: “أنا لما سمعت الأغنية دي دعيت ربنا إن أنت تكون المؤلف من كُتر ما حبيت الكلام”، نادرًا ما نجد أشخاص مشجعون مثل ياسمين علي،وهي إنسانة في قمة الرُّقي والتَّهَذُّب كما أنها في قمة الموهبة والشطارة، وأنا أراها نجمة كبيرة ضمن نجوم الصَّف الأوَّل ولا ينقصها شيء لتكون في هذه المكانة، بل أنها تتفوق على مطربات كثيرات بأنها “ممثلة جيدة جِدًّا”، تتمتَّع بحضور طاغي وكاريزما في الصوت والشكل أيضًا، وقد أسعدني غنائها لأغنية “راعي مصر” التي تحمل اسم المؤسسة التنموية “راعي مصر” والتي يشغل منصب رئيس مجلس أمنائها الخادم الأمين المُستشار أمير رمزي وقد قام بتلحينها يوحنا فيكتور والميوزك بروديسور لها كان رفيق عدلي، والفيديو إشراف عام دينا صمويل وإخراج جوزيف نبيل، وكانت من كلماتي، كما قمت بدور الأوديو بروديسور لهذه الأغنية، وأيضًا لأغنية فرصة تتغير والتي كانت من ألحان يوحنا فيكتور وتوزيع روميو وإخراج يوسف رفعت.
* ماذا عن “هنصلي” لهايدي منتصر وما أثارته من ضجة؟
أحببت “هنصلي” وأحُب جدًّا صوت “هايدي منتصر” وعندما طلبت من الملحن “يوحنا ” أن يقوم بعمل لحن هنصلي سألني: “مين هيغني”؟ فقلت له بعد الانتهاء من اللحن سأخبرك، حتى تقوده الكلمات للحن المناسب بغض النظر عن الصوت، وكذلك طلبت من الموزع الموسيقي “رفيق عدلي” أن نسير على نَفس نَهج أغنية إليسا “هنغني” فأخذنا نفس السرعة نَفس الطبقة نَفس الشكل الموسيقي، استخدمنا نَفس الآلات الموسيقية، لدرجة أننا استخدمنا نَفس العازف فنفس عازف الصاز في أغنية إليسا هو من قام بالعزف في أغنية هايدي، وهذه التركيبة هي من أعطت الناس انطباعًا أن هناك تشابهًا، وفي الحقيقة نعم هناك تشابهًا وتشابهًا مقصودًا، لكنه ليس جريمة، فهل إن كانت سرعة أغنية ما 90 مثلًا وقمت بعمل أغنية بنفس السرعة يُعَد هذا الأمر سرقة! استخدام الجيتارات والصاز والأوكورديون في المقسوم مسموح به لأي شخص، لا يوجد أحد يستطيع أن يحتكر طبقة الـ E Miner مثلًا أو الـ Tempo 120 أو المقسوم أو الملفوف أو… ألخ
هذا التشابه “المقصود” هو ما جعل غير الفاهمين أو المُتربصين يقولون أن هناك “سرقة موسيقية” في حين أن الجمهور العادي البسيط توَصَّل إلى أن التشابه “في الروح” فقط نَفس البهجة ونَفس الحماس مع اختلاف اللحن والكلمات والتوزيع، وقد تَوَّجَت هايدي كلماتي بصوتها الجميل، ونقوم حاليًا بالإعداد لمجموعة من الأعمال أعدكم أنها ستحقق نجاحًا أكبر من هنصلي.
* أوبريت سيبني أعيش كان أشبه بملحمة.. كيف كانت تجربة الكتابة بلهجات مختلفة؟
شكرًا لأنك ذكرتي هذا العمل الملحمي، الذي أعتز به لأن مجموعة كبيرة من الأصوات الجميلة شاركوا في غنائه، وقام بتلحينه وتوزيعه المهندس جورج رمزي، وهو موزع موسيقي ومهندس صوت صاحب خبرة كبيرة، وبالفعل كل صوت كان يغني بلهجة بلده فنجد اللهجة اللبنانية والعراقية والسودانية والمصرية،كانت تجربة ممتعة، وأود من خلال هذا الحوار أن أعتذر لصديقي جورج رمزي فقد طلب مني أكثر من مرة أن نقوم بعمل أجزاء أخرى أو أعمالًا أخرى مثل هذا الأوبريت، لكنني أعده أنني سأفعل ذلك سريعًا بإذن الله.
* احكي لنا عن رباعياتك لفاديا بَزي..وهل هناكَ أعمالًا أخرى تتعاونا فيها سويًّا؟
كانت تجربة جديدة، لم تكن “رباعيات” وإن أُطلِق عليها هذا العنوان، لكنها أغانٍ قصيرة مُحَمَّلة بـ “تليغرافات” سريعة، وضع لها الألحان فاديا بَزي وجورج رمزي، وأقول بهذه المناسبة أن جورج ملحنًا مميزًا له لون خاص به وحده، فكلما استمعت إلى “إنتي اللي قلبي حَبَّها” التي قام بتلحينها لفاديا وقمت بكتابتها أتصل به وأطلب منه ألا يتوقف عن التلحين، أما عن فاديا بَزِّي فهي صاحبة صوت جميل لا مثيل له، وقد انتهينا من تسجيل عمل جديد سيظهر للنور قريبًا.
* تشجيع تلقيته من أحدهم وفَرَق ..
هو مش من “أحدهم” لكنه كان من الفنان الكبير “ماجد الكِدواني” أثناء تسجيل التعليق الصوتي الخاص بفيلم 49 شهيد.. فعند قراءته لأول فقرة في الكلمات قال: “الله” ثم كَمِّل قراية وتوقف فجأة وقال: “أنا مبسوط”،ثم أكمل قراءة وقال: “أنا طاير” ثم أكمل قراءة وقال: “الكلام ده زي اللي انا قلته في هيبتا” ثم أنهى القراءة وقال: “الكلام ده أحلى من اللي انا قلته في هيبتا” وعندما أسمع هذه الكلمات المُشَجِّعة من النجم ماجد الكِدواني يجب أن يعطيني ذلك مخزونًا من التأثير الإيجابي والطاقة الإيجابية يكفيني لسنوات، وكان هذا الموقف أمام مجموعة من أصدقائي فريق عمل الفيلم.