انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم.. لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة
(عب13:7-9)
ذكرت المصادر التاريخية أنه ابن شقيقة البابا ثاؤفيلس الثالث والعشرين في عداد بطاركة الكنيسة القبطية, اهتم بنشأته في رحاب الكنيسة وتعاليمها المستقيمة ثم أودعه دير الأنبا مقار.. شاءت العناية الإلهية أن يصبح البابا الرابع والعشرين, وهو الملقب بعامود الدين وأثناسيوس الثاني, إضافة إلي ألقاب أخري جدير بها وفي مقدمتها أنه بطل مجمع أفسس, المجمع المسكوني الثالث. ذلك أنه حطم بدعة نسطور وأتباعه الذين يزعمون مذهب الطبيعتين مما دعاهم أن ينكروا أن القديسة مريم العذراء هي والدة الإله فأطلقوا عليها أم يسوع فقط, فكان من أهم قرارات هذا المجمع تأكيد الطبيعة الواحدة وأن اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين, ومن هنا أضيفت مقدمة قانون الإيمان نعظمك يا أم النور.. العذراء والدة الإله.
شرف هذا المجمع بحضور الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بناء علي دعوته من البابا كيرلس وكانت المرة الأولي لخروجه من الدير, وحينما اعترض البعض أنه لا يحمل رتبة كهنوتية بين هؤلاء المجتمعين من الإكليروس, قام الأنبا كيرلس بسيامته كاهنا وذكر البعض أنه سيم أسقفا. فوقف أسدا في هذا المجمع ضد بدعة نسطور مؤكدا أنه لا مساس ولا مساومة في العقيدة, مما دعي الأنبا كيرلس أن يلقبه بأنه موسي واضع الناموس, كما دعاه إيليا الجديد, ذلك أنه رأي سحابة تنقله من مدينة أفسس إلي ديره في أخميم بصعيد مصر.
عودة إلي الأنبا كيرلس قديسنا صاحب هذا التذكار الذي حل في الثالث من الشهر القبطي أبيب لكي أشير إلي أن له العديد من المؤلفات من أهمها تفاسير الأناجيل وسفر إشعياء النبي الإنجيلي, هذا إضافة إلي أنه أدخل بعض الأواشي والصلوات علي قداس القديس مرقس الرسول, ولذلك أصبح ينسب له ويعرف باسم القداس الكيرلسي ولازال يستخدم في كنيستنا القبطية حتي يومنا هذا.
e.mail: [email protected]