شيء لا يجب أن ننساه ويجب أن نغرسه في أبنائنا وبناتنا ـ سواء في المنزل أو المدرسة أو حتي علي المستوي الجامعي ـ فهناك من لم يستطع أن يتعلم في حياته بأن احترام ذاته ـ هو المكون الأساسي لكرامته!! وأن الاحترام لا يتجزأ عن الشخصية وكيفية بنائها ـ وتركيبتها النفسية ـ فاحترام الذات هي صفة في الجينات ـ ولكن يجب تنميتها مثل تنمية المهارات لدي الإنسان.. الاحترام للذات ـ ليس تعاليا علي الآخرين ـ أو انكماش عن المجتمع وليس أيضا ـ الإحساس بالتميز أو العنصرية الذاتية ـ ولكن احترام الذات في رأيي أن يكون الشاب أو الشابة ـ مقدرا لدوره في مجتمعه ومحاولا ألا يستدعي الرغبات الشخصية قبل العامة ـ ومراعيا لحقوق الغير كحقوقه ولا يفضل لغيره ما لا يفضله لنفسه!!
الإحساس بالاندماج في المجتمع ـ والعمل علي رقيه ـ والسعي للمساعدة وتقديم الخدمات للغير ـ وبالخاصة لغير القادر ـ ومراعاة مشاعر الآخرين وعدم التزايد في إظهار ما نمتلكه أمام من لا يمتلكون شيئا!!
هناك حياة تحتاج لاحترام الذات من الفرد ـ ومن الجماعة ـ ومن الوطن نفسه ـ هناك مجموعات تحترم ذاتها وتحترم نفسها ـ ولا تقبل الإهانة أو أن تهين أحدا ـ وتتعامل برفق ومودة مع جماعات أخري تعيش معها… أما علي مستوي أسرة أو مؤسسة أو حتي تجمعات وبنية مختلفة العقائد والمذاهب!!
الاحترام المتبادل ـ هو احترام للذات وما ينطبق علي الجماعة ينطبق علي الأوطان ـ فلا يوجد وطن لا يحترم ذاته إلا وهانت عليه الأمور ـ وصعبت له سبل الحياة بين الأمم ـ بل تجد شعوبا فقيرة ـ مذلولة ـ مسكينة ـ تظهر أحوالها السيئة علي شاشات الفضائيات ـ تعاني من حروب أهلية ـ مجاعات ـ وفساد وضياع الحقوق بين أفرادها وجماعاتها ويتناحر سادتها علي حكمها ـ وعلي تولي السلطة فيها ـ وتعاني أوصال تلك الأوطان من ضعف علي شكل فقر في البنية الأساسية للوطن!! ورغم أن الله يحبو أهل الأرض بأرزاق متنوعة ـ من حياة أو أراض أو مناخ أو مناجم أو ثروات حيوانية أو زراعية أو جيولوجية.
فقد قسم الله الرزق بين البشر بالعدل ـ وهذا من تحليلات علمية في مؤسسات عالمية ومتحضرة ـ إلا أن احترام الذات هو المنبع للتقدم ـ احترام الذات يولد قدرة علي قوة الإدارة والإرادة لدي الشعوب ـ احترام الذات هو المثبت لقواعد العدل ـ والعدالة الاجتماعية ـ احترام الذات ـ هو التصدي للعيب في مهده والقضاء علي الفساد ـ والرخوة في إتخاذ القرارات المصيرية!!
احترام الذات واجب أسري ومجتمعي ووطني ـ احترام الذات ـ يجب أن يكون نواة صغيرة تنشأ مع الطفل في تربيته في المنزل وفي تعليمه بالمدرسة ـ وتنمية الاحترام في المراحل العليا من التعليم سواء المتوسط أو الجامعي, واحترام الذات ـ مكون أساسي للشخصية المعتدلة المحترمة المتقدمة ـ المتقدة ـ المتميزة ـ السوية ـ نحن نفتقد كثيرا خاصة احترام الذات!!
[email protected]