افتتح سفير الاتحاد الأوروبي ومدير الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية ومدير برنامج الحوكمة البيئية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا )سيداري( اول وحدة يتم إنشاؤها بمصر لإنتاج الكهرباء من المخلفات الصلبة والزراعية بقرية قلهانة بمحافظة الفيوم، وذلك في حضور وزيرة البيئة ومحافظ الفيوم .
تم تنفيذ الوحدة في إطار “مشروع الاستثمار المستدام في المخلفات الصلبة والزراعية” والذي عمل على تحقيق الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية من خلال المساهمة في تحسين إدارة المخلفات الصلبة والزراعية وتحسين الدخل من خلال أنشطة توفير فرص عمل ناتجة عن تحسين ممارسات إدارة المخلفات.
قام مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا ( سيداري) بتنفيذ المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي ودعم من التعاون الايطالي وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة ومحافظة الفيوم والإدارات التابعة لها.
يعد المشروع جزء من برنامج أكبر وهو برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية وهو مبادرة منفذة في محافظات محددة هي الفيوم والمنيا ومطروح في الفترة من ٢٠١٤ الى ٢٠٢٠. برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية تم تنفيذه من قبل وزارة الخارجية والتعاون والتنمية الإيطالية من خلال سفارة إيطاليا بمصر بالدعم الفني من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي ودعم مالي قدره ١١ مليون يورو بالإضافة لمنحة من الاتحاد الأوروبي قدرها ٢١.٩ مليون يورو.
تم تنفيذ وحدة للتغويز اللاهوائي بقرية قلهانة بمحافظة الفيوم ضمن أنشطة المشروع ، وهى عبارة عن مرفق مكون من منظومة التغويز اللاهوائي الذي يحول جميع انواع المخلفات ( مخلفات المنازل والمخلفات البلدية – المخلفات الزراعية وغيرها من المخلفات ما عدا الحديد) إلى غاز حيوي يستخدم في إنتاج طاقة نظيفة و أسمدة عضوية. و تساهم الوحدة في تحقيق الزراعة النظيفة وحماية البيئة من التلوث والهدف من إنشاء الوحدة هو التخلص الآمن من المخلفات بجميع أنواعها باستخدام نظام تكنولوجي متطور ذو عائد مادي يضمن استمرارية واستدامة عملية التخلص من المخلفات ، للحفاظ على البيئة والحد من انتشار الأمراض المعدية من تراكم المخلفات و انتشار البعوض بالإضافة إلى الحرق العشوائي للمخلفات و ما ينتج عنه من تلوث للهواء. بالإضافة إلى خفض تصاعد غاز الميثان وهو أحد غازات الإحتباس الحرارى المتولد عن التخمر اللاهوائي للمخلفات العضوية المتراكمة.
وقال كريستيان برجر؛ سفير الاتحاد الأوروبي بمصر، إن وحدة التغويز اللاهوائي تطبق للمرة الأولى في مصر هذه التكنولوجيا المتطورة لتحويل المخلفات لطاقة وأسمدة؛ حيث جاء ذلك استجابة للتحديات الناتجة عن المخلفات البلاستيكية في المناطق الريفية. وأشار إلى أن هذا المشروع يعد نموذجا للتعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر لدعم الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والذي سيؤدي إلى نتائج ملموسة ليس فقط في مواجهة التغيرات المناخية ولكن أيضا في توفير فرص عمل كريمة.
و قال الدكتور عمرو عبدالمجيد مدير برنامج الحوكمة البيئية بسيداري إن الأهمية الاقتصادية لوحدة التغويز تكمن في أنها تحول١٠٠ كيلوجرام / ساعة من المخلفات إلي ١٠٠ كيلو واط / ساعة من الطاقة الكهربائية (بحد أدنى) عن طريق استخدام الغاز المتولد من عملية التغويز اللاهوائي في تشغيل مولد كهرباء ، و يتم ربط الكهرباء المنتجة على شبكة الكهرباء. بالإضافة إلى إنتاج الكربون الحيوي الذي يعتبر من أحسن المخصبات الزراعية ، و يحول النظام حوالي من ٢٥ – ٣٠ ٪ من مدخلات النظام إلى كربون حيوي يستخدم كسماد للأراضي الزراعية. وتخدم الوحدة حوالي 5000 فرد من أهالي قرية قلهانة.
وأضاف أن المشروع قد عمل أيضا على تدريب وتمكين 100 شاب وفتاة وتنمية مهاراتهم ليكونوا مؤهلين لريادة الأعمال في مجال الاستثمار في المخلفات. كما وفر المشروع أيضا 30 فرصة عمل للشباب والفتيات من الفيوم والمنيا للعمل في مجال الاستثمار في المخلفات.