اليوم نروى قصة شاب .. أصبح قدوة ومثل أعلى يقتضى به معظم أبنائنا المسيحيين، ولكن الغريب والغير متداول أن يصبح قدوة أيضا لشبابنا الغير مسيحى.. نرى فيه صورة ابن المسيح الحقيقى على الأرض.. فهو صاحب صوت عذب وجميل يلمس القلوب بترانيمه وتهاليله التى جذبت العشرات والمئات لسماعها..ولاننسى كتاباته التى تظلل على قلب كل مجروح وتداويه ..ولم يتوقف عند ذلك ولكنه أخذنا في رحلة البحث عن جوهر المسيحية في روايته المعروفة بأسم “هيبوستاسيس” ..وله ٤
ألبومات ، كما شارك في العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية ومسارح الكنائس كما شارك في الخدمات الكنسية بالعديد من محافظات مصر، ومن النادر أنه ذهب للسودان ليرنم بإحدى حفلات الزفاف حيث طلب العريسين أن يكون احتفالهم عن طريق الترانيم بدلا من الأغاني والرقص وقد اعجبته الفكرة بل وتمنى أن تكون بداية لتشجيع الشباب في مصر للاحتفال على نفس الطريقة…وفي السطور التالية نتعرف أكثر على المرنم المهندس الشاب “ماركو ممدوح” ابن الأقصر …
_ ترنيمة “رجل الأوجاع” لمست قلوب كل اللى سمعوها ومن الواضح أنها اتصورت في صحراء..ممكن تحكيلنا عن كواليس الترنيمة دى شوية؟
ترنيمة “رجل الأوجاع” ظروف تسجيلها كانت غريبة جدا، ربنا بعتلى الكلمات واللحن من فترة طويلة، وكنا بنخدم بيها في الأوبرا بس ماسجلنهاش في ستديو، وقبل العيد بفترة قصيرة طلب منى صديق أروح معاه زيارة لشخص حابب يقابلنى.
المفاجأة كانت لما فتحلنا الباب الشخص دة وفهمت أنه ضرير كان اسمه رامى وهو دكتور في كلية تربية موسيقية، قمة الذهول كانت جوا الاستديو بتاعه لما وجدته كأى انسان اخر بيستخدم أيده في مستوى أى مهندس صوت عادى نشيط جدا وسريع جدا وودانه فيها مزيكا ، فقال يلا ياماركو عندك حاجة نقولها فقلتله فيه ترنيمة بس الصيام خلاص هيخلص واحنا مش هنلحق نعملها فقال طيب سمعنى، بالصدفة الترنيمة فيها مقطع ” أين العمى والسقمى ومن تبعوك”، أتأثر جدا وبدأ يلمس مفاتيح البيانو ويعزف قالى ماتيجى تقول “guide ” بصوتك حتى بدون مزيكا كدة، وبالفعل سجلتها ومشيت بعد ماكان لعب شوية كوردات على البيانو.
اللى حصل زود حماسى وكلمت الفريق عازفى الفريق اللى فرق معاهم كلامى لدرجة تخلى كل واحد فيهم يسجل على الآلة بتاعته من البيت واللى احتاج يروح الاستديو راح وسجل، ويوم التصوير صورنا عند محمية وادى دجلة من الساعة ٥ الفجر للساعة ٥ المغرب، وبعدها حكينا المزيكا على صوتى اللى سجلته لوحده عند رامى وكان فارق معايا تحطه باحساسه اللى اعتقال بيه عند رامى أول مرة يوم ماعرفت ازاى ربنا استخدم الكلام وأثر في شخص لا أعرفه ولا يعرفنى وإيمانه غير إيماني بس إنسانيا تواصل معايا وحس بالكلام، ووصله إحساس الترنيمة وفرقت معاه.
_أكتر ترنيمة لقيت ليها رد فعل من الجمهور؟
أكبر رد فعل كان على ترنيمة ” رحمته كبيرة” ، والترنيمة دى كان ليها قصة، قبل حادثتى ٢٠٠٨ كنت الشاب اللى بيمسك جيتار ويروح الجامعة يلم الناس حواليه وعايش دور النجم ففى الفترة دى وصلت لشركات إنتاج وبدأ صاحب الشركة ياخد منى حاجات ففى نفس الوقت دة كان المطرب تامر حسنى بيدور على أفكار وكان فيه لحن من الألحان كان معمول عشان يروحله، وانا في الحادثة كنت مش عارف أقول لربنا إيه فقولتله اقولك حاجة انا احلى حاجة كنت عاملها الشهر دة لحن وكانت هتبقى أغنية بعنوان” مابقيتش عيشة” اوعدك انى اعملها ترنيمة وفعلا بس المصادفة أنها لما نزلت كان فيها من روح الاغانى وروح الفنان تامر حسنى والناس سمعتها وقالت انى تامر اللى مرنمها، وقابلت تامر في فرح أحد الاصدقاء وسألته عن خبر انتشر عنه أنه عمل ترنيمة مسيحية اسمها “رحمته كبيرة” ولدهشة تامر لما عرف انى صاحب الترنيمة قالى أنه على استعداد يسمع لو عندى ألحان تناسبه، ودى كانت صدفة جميلة، ويمكن دة كان سبب في شهرة الترنيمة لقربها من الاغانى فأنا بعتبر انى ربنا استخدمنى في الجزء دة.
_عارفين انى ورا كل ترنيمة لماركو حكاية..بس ياترى ايه حكاية أخر ترنيمة ” لما ضعفت”؟
مكنتش هتنزل في ألبوم “شباب عجوز”، الترنيمة لصديقة اسمها سوزي زكريا وهى مرنمة بعتتلى الكلام عشان الحنه ولما أتأثرت بالترنيمة دى وانا بقولها قالتلى ” مااستكترهاش عليك”.
الترنيمة دى مكانتش جاهزة ولامزيكا ولا توزيع، لكن اتفقت انا وصديقى عازف الجيتار ندخل الاستديو ونقف قدام المايك ونقول اللى هيطلع مننا لربنا، وكل حاجة جات كدة حتى الهمهمة والصلاة اللى في اخر الترنيمة، وعلى الرغم انى كل ترنيمة بتحتاج مذاكرة وإعادة اكتر من مرة لكن دة محصلش مع الترنيمة دى.
واللى فرق معايا كمان في الترنيمة دى “تيتا ” من دار مسنين كنا بنخدم فيه وبنرنم ومعانا الالات كتير قالتلى انا مش سامع منكم حاجة مكنتش عايزة مزيكا عايزة حاجة بسيطة ودة إللى حصل في الترنيمة دى، تمام بالظبط زى ماكان صوت باباى المرنم ” ممدوح وليم” بيوصلى كل مشاعر ترانيمه مع نغمات عوده الحنين.
_بيتابعك على صفحتك ناس من ديانات غير مسيحية…تفتكر ايه اللى بيشدهم في صفحة مرنم مسيحى؟ ولو فيه انتقاد اتوجهلك بتفضل ترد ولا لا؟
انا ليا اصدقاء مسلمين كتير ، وفى ناس كمان مسلمين بيحبوا يشجعونى ويحضروا الخدمات في الاوبرا وغيرها، ربنا استخدمنى لترانيم توصل لأشخاص وخلفيات مختلفة لانها بتكون حوار بين الانسان وربنا وأوقات بعض المتابعين على صفحتى بيسألوا لو كنت مطرب فبرد وأقول انى مرنم يعنى بقول ترانيم ” أعانى مسيحية بسبح بيها ربنا وأعرفهم قناتى على اليوتيوب عشان يشوفوها، زى مثلا ترنيمة ” عجوز ” لما بقول وشبابى يفوت وانا عنه بعيد” اى حد هيفهم الكلام دة وشاعر بيه.
ولكن لو الانتقادات على مستوى الناس اللى بتتكلم في العقيدة لو فيه رد برد بس مش بشكل مباشر يعنى بيكون الرد في “بوست” بس بعد فترة عشان اكون عرفت أقرأ كويس وافهمه كويس عشان اتكلم صح، ودة اتعلمته من البابا شنودة اللى كان بيرد على كل شخص حسب خلفيته.
_أغلب ترانيمك باللغة العربية الفصحى مش شايف كدة انك تخاطب بترانيمك طبقة معينة من الجمهور وهى فئة المثقفين؟
بحب الترانيم اللى باللغة العربية الفصحى لأنها بتدى مساحة لاقتباس كلام الانجيل، زى مثلا ” تأديبا أدبنى الرب”.
وفيه ترانيم باللغة العربية اتأثرت بيها من صغرى زى” ياسيدى كم كان قاسيا” وغيرها من الترانيم التراثية، وكمان قصائد البابا شنودة اللى كبرت وانا بسمع ماما طول النهار بترنم بيها في البيت.
وعلى الرغم من كدة مش هتكسف انى أقول ارتكبت أخطاء لغوية في بداية مؤلفاتى، لكن اتصلحتلى بعد كدة من ناس متخصصين، ولما كتبت الجزء الأول من روايتى كان فيه أخطاء ولجأت لأخويا دكتور ماثيو ممدوح أنه يساعدنى في تصحيحها والجدير بالذكر ان اخى من يشجعنى دائما على تقديم ماهو مميز ومختلف وإحترافى.
_ماركو دارس هندسة…فهل لك أعمال أخرى الأن بجانب الترانيم؟
ربنا ادانى نعمة أنى اكون امسك إدارة شركات مقاولات واحيانا مراكز سيارات لكن الحقيقة انى بحب اشتغل فى مجال التصميم والديكور لانى مهندس معمارى، لكن لما بيبقي عندى ضغط خدمات أو تأليف رواية أو مشغول في تصوير أو تسجيل يلجأ انى اشتغل من البيت.
_ ايه أخبار حفلات الترانيم والصلاة اللايف في ظل كورونا؟ وهل ممكن تعمل حفلة لايف مع إتباع الإجراءات الاحترازية؟
في بداية كورونا كنا بنعمل صلاة لايف بالجيتار أو اى آلة موسيقية تانية، وبعد فترة ابتدأ الدنيا ترجع تتفتح تانى، عملنا بروفات على أساس نعمل خدمات في أماكن حكومية أو الاوبرا أو مسارح بس رجعوا قفلوا تانى.
وبروح بيوت معينة بصلى مع أفراد الأسرة وبناخد الإجراءات الاحترازية ولتكون اسر معروفة ودة أمن، لكن بعتذر الفترة دى عن اى تجمع وبفضل أنه يكون لايف أو على السوشيال ميديا ودى وسائل أمنة للجميع.
_بتحضر لترانيم جديدة الفترة الجاية؟
فيه كليب هينزل الشهر دة لترنيمة قديمة بعنوان ” حلم رسام مشهور”، وايضا هناك ترنيمة جديدة خلال الفترة القادمة .
متى فكرت في كتابة الرواية؟
في البداية مكنتش متخيل انى اكتب حاجة خارج إطار الترانيم والشعر، لكن بسبب ظروف معينة كان نتيجتها انى اقعد في البيت فترة طويلة فكرت في كتابة رواية اوصل من خلالها رسالة للشباب، على الرغم انى لست قارئ جيد للروايات والرواية الوحيدة اللى قرأتها في طفولتي كانت “هارى بوتر”.
كيف رأيت رد فعل القراء ؟…وهل هناك اجزاء اخرى؟
لم اكن أتوقع هذا النجاح ولم احلم أن تصل الرواية بهذا الشكل للقراء، فكثير من الشباب والأطفال كان يهتم بأدق التفاصيل ويضع علامات عند بعض الاجزاء التى لا يفهمها حتى يسأل عنها، وقد اسعدنى ذلك.
وهناك بالفعل اجزاء اخرى، وعلى الرغم انى كتبت الجزء الأول في ٤ سنين إلا انني قد انهيت كتابة الجزء الثانى منها هذا العام خلال ٢٩ يوم فقط، وسوف يطرح هذا الجزء في العام المقبل بمعرض الكتاب، وقد أخذ الجزء الأول وقتا طويلا لترتيب الأحداث والشخصيات خلال جميع الاجزاء اللاحقة.
ما الهدف الأساسى للرواية؟ وهل تخشى أن يتم ربط البطل بقصتك؟
الرواية تحث كل شخص على أن تكون عينه على يسوع “العلي: في الرواية” وليس على الطائفة التى ينتمى لها، فكل طائفة تعبده بطريقتها .. اما ما يحدث من نزاعات فهو من تدبير الشيطان “ديابولوس: في الرواية” بإستخدام فئة مندسة.
وردًا على سؤالك عن ربط شخصية البطل بي، في اغلب الاحيان يضيف كاتب الرواية جزء ولو صغير من روحه داخل حياة الابطال وأحيانًا بعض الحقائق تفرض نفسها على قلمه، فبالتأكيد هناك بعض التفاصيل التى أشرت إليها في شخصية البطل “شادي” تخصني ولايعرفها عني الجميع.
هل هناك عمل آخر خلال الفترة القادمة؟
كما أشرت مسبقا أن الجزء الثانى تم الانتهاء منه وسوف يطرح في معرض الكتاب العام القادم.
والآن نعمل على دوبلاج للجزء الاول من الرواية ليعرض علي شكل “فيديو جرافيك” مرئي ومسموع بالشخصيات ليصل إلى فاقدي البصر ، ومعه فيديو توضيحي للصم والبكم أيضًا.