كل الشكر و التقدير لكل انسان كان حريصا في هذه الأيام العصيبة .. التي ينتشر فيها وباء كوفيد 19 .. أن يخرج من بيته و يذهب للتبرع بالدم داخل المستشفيات لإنقاذ المرضي الذين هم في أشد الاحتياج لنقل الدم ، و كل التقدير لكل من صادف أمامه حملة للتبرع بالدم في الأماكن العامة مثل محطات مترو الأنفاق و لم يتردد في التبرع بدمه ، و كل الشكر لجميع الأطباء الذين يسقط منهم شهداء بسبب العدوي و نذكر منهم في هذا الصدد الدكتور الراحل إيهاب سراج الدين .. مدير خدمات نقل الدم القومية .. الذي رحل في السادس من شهر مايو 2021 عن عمر يناهز 40 عاما ، اثر إصابته بفيروس كورونا ، وكان له دور بارز في مواجهة الجائحة من خلال الإشراف علي خدمات حقن بلازما المتعافين للحالات الحرجة من مصابي فيروس كورونا . و كان قد ساهم في ميكنة بنوك الدم الاقليمية في جميع محافظات مصر الـ27 و ربطها بالمركز القومي لنقل الدم . و يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم هذا العام والذي يوافق 14 يونيو .. يشوبه مسحة من الحزن علي فقدان الدكتور الراحل ايهاب سراج الدين ، لكن وزارة الصحة قامت بلفتة لتكريمه و تخليد اسمه من خلال تغيير اسم بنك الدم القومي بالعجوزة الي ” مركز الدكتور ايهاب سراج الدين لنقل الدم و جمع البلازما .
علينا أن نضع في أذهاننا الحافز المهم و الملح ، و هو انقاذ روح انسان تتوقف حياته علي بضع قطرات من الدم ، و لنتصور كم عدد الحالات الحرجة التي تحتاج لنقل الدم ، فكم امرأة تتعرض للنزيف أثناء الولادة ؟ كم طفل يعاني من حالات فقر الدم الحاد ؟ كم شخص مصاب بأحد أنواع الأورام الخبيثة الصلبة ؟ اسألوا أطباء جراحات القلب المفتوح و الأوعية الدموية و جراحات نقل الأعضاء .. كم يحتاج مرضاهم الي نقل الدم ؟ اسألوا أقسام الاستقبال كم عدد المصابين في حوادث السير و المشاجرات و المصابين بأعيرة نارية و غيرها .
لكن الأمر المثير للدهشة مع أنه معروف منذ أمد بعيد .. أن هناك بعض الأشخاص يتبرعون بالدم بمقابل مادي و يكررون ذلك عدة مرات علي فترات متعاقبة ، و لعل ذلك دليل علي الاحتياج المادي الشديد الذي قادهم لذلك و أتمني أن ينظر اليهم من قبل وزارة التضامن الاجتماعي لتوفير الحد الأدنى من المساعدة لهم ، و المعروف أن عددا كبيرا من المتبرعين يسرع لإنقاذ أحد أقاربه أو أحد أصدقائه مندفعا بدافع العاطفة لشخص ما ، و لكن يجب أن تكون لدينا نفس العاطفة و نفس الحماس لانقاذ اي انسان يحتاج الي هذا الدم حتي لو لا تربطنا به أية قرابة أو أية معرفة . لعلنا نتعلم البذل من جيش الأطباء المصريين و طواقم التمريض الذين ضربوا أروع مثل للبذل و العطاء بدون مقابل ، فالكثير منهم تبرعوا بدمائهم للمرضي عندما علموا بعدم توافر الدم بالمستشفيات التي يعملون بها .
علينا أن نتذكر أن يوم 14 يونيو .. هو اليوم العالمي للمتبرعين بالدمالذي تم الإحتفال به لأول مرة عام 2005 ، و هو يوم ميلاد الطبيب و عالم الأحياء النمساوي كارل لاندشتاير ( 14 يونيو 1868 – 26 يونيو 1943 ) ، و هو الذي قام بعمل نظام حديث لتقسيم فصائل نقل الدم ، و لذلك حصل علي جائزة نوبل للطب ، و قد قام بتقسيم فصائل الدم معتمدا علي التعرف علي عوامل التراص الموجودة في الدم ، و اشترك مع الطبيب الأمريكي الكسندر فينر في اكتشاف عامل ريزوس سنة 1937 . كما اشترك مع د. ارفين بوير في اكتشاف فيروس شلل الأطفال ، و قد منح اسمه جائزة لاسكر بعد وفاته عام 1946 للأبحاث الطبية السريرية .
أخيرا . . عزيزي القاريء عزيزتي القارئة لاداعي للخوف من التبرع بالدم مادام وزنك يزيد عن 50 كيلوجرام و سنك ما بين 18 – 65 عاما ، و لا تعاني من أية أمراض فيروسية معدية ، و لم تخضع لتوك لإجراء عملية جراحية .. و لا تعاني من أنيميا حادة . إذا كنت تتمتع بصحة جيدة فلا تتردد في التبرع بالدم .