كاهن كنيسة الشهيد فيلوثيؤس بالمطيعة التابعة لإيبارسية أسيوط
لماذا يشعر الكثير من الناس بالقلق والخوف من فيروس كورونا!!
يرجع ذلك لفقدان الشعور بالسلام الذى أعطاه لنا الله «سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.” (يو 14: 27).
أحبائى لماذا لا نعتبر أن تلك الفترة هى فرصة ذهبية لكى نختبر ونعيش ثالث ثمرة من ثمار الروح وهي ثمرة “السلام”.
فالسلام يا أحبائي هو صفة من صفات الله؛ وعطية يجب أن نستخدمها في حياتنا وبالأخص في ظل هذه الظروف.
– السلام هو حياه نعيشها داخل القداس؛ فيقول الكاهن أكثر من مرة “إيريني باسي” أي “السلام لجميعكم”؛ كما أن أول أوشية هي “أوشيه السلام”.
فهلم نعيش بالسلام ؛ نعيشه مع الله ومع النفس ومع الناس.
* أنواع السلام
+ سلام مع الله
– الإنسان الذي يعيش في البر، له سلام مع الله، وإذا سلك بالخطية فهو سيفقد سلامه مع الله كما قال الكتاب “لا سلام قال الرب للأشرار” (١ أش ٤٨).
– السلام الصادر من الله يحفظ الانسان من الأشرار.
* أمثلة للسلام الذي أعطاه الله لبعض شخصيات الكتاب المقدس
– أليشع وغلامه جيحزي حينما قال له” لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا(ملوك الثاني ٦: ١٦)
– وفى قصة داود النبي وجليات الجبار:
“قَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ.” (1 صم 17: 45).
* السلام الداخلى للإنسان:
السلام داخل النفس يعني أن يكون في داخلك سلام في القلب وفي الفكر؛ مهما قامت عواصف ورياح لا تؤثر فيك أى إضطرابات على الإطلاق كمثال ” فلك نوح التى واجهت الطوفان” .
أبنائي هيا نردد معاً تلك الأيات في وسط هذه المحنه “إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ.” (مز 27: 3).
“أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي.” (مز 23: 4).
* السلام مع الناس:
هيا نطبق السلام فى معاملاتنا مع الناس وفي الحياة الإجتماعية
– يقول القديس بولس الرسول “إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ.” (رو 12: 18).
– يقول البابا شنودة الثالث “الذي لا تستطيع مصادقته لا تجعله عدواً لك”
– “كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ.” (مت 5: 25
*وعود الله لنا بالسلام:
“ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر” (مت28: 20)
“قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».” (يو 16: 33).
إذن لا داعى للخوف والقلق فقط عيشوا وتمتعوا بثمر الروح وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ،” (غل 5: 22).
ويجب أن نتذكر قول المزمور ٩١ “لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير في النهار، ولا من وباء يسلك في الدجى، ولا من هلاك يفسد في الظهيرة”
“لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.” (رو 14: 8).