سألته ماذا تعرف عن الله؟
قال الله روح قوى جبار خالق السماء والارض ازلى ابدى لا يتغير فهو امس واليوم والى الابد حى ولن يموت. قلت له كل ده لايهمنى. ماذا تعرف عنه هل عاملته؟ هل رأيته؟ وهل تتحدث معه كما تتحدث مع والدك؟ بالعربى يعنى هل تحبه وهل تشعر انه يحبك وكيف ترضيه او كيف تشعر انك احزنت قلبه؟
قال لا ادرى ولا اعرف ان اجاوبك.
قلت له لذلك نحن نؤمن بعقيدة التجسد – وهى ان الله رغم جبروته وسلطانه الا انه يحبك فصار انساناً مثلك لكى يعيش جميع ضيقاتك ويصف لك العلاج.
صار انساناًً لكى حينما يعطينا تعليمات او وصايا نستطيع ان ننفذها وننال بركاتها. فهو ليس سيداً يعيش فى عالم آخر غير عالمنا بل صار انساناًً ليعيش عالمنا بكل نقائصه ويكملها ويعطينا اسرار الحياة وكيف نعيش سعداء بلا عطش ولا جوع.
شابهنا فى كل شئ ما عدا الخطية .. والخطية هى النقائص التى تدخل حياتنا بسبب الشهوه .. الخطية هى سر امراضنا ومتاعبنا.
من اسرار الحياة ان نعيش فى العالم ولا يعيش العالم فينا لأننا لسنا من هذا العالم. من اسرار الحياة ان لا نقتنى او نشتهي شيئا من هذا العالم لأن كل ما فى العالم باطل. نعم هو خلق لنا جسداً تسكن فيه نسمه الحياة التى وهبنا اياها – وواجبنا ان نحفظ هذه النسمة لميراث الملكوت.
عقيده التجسد حيرت التلاميذ فسألوه لماذا ونحن نؤمن ان الله روح صار انساناً؟
1- قال لكى تتعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب ..
2- لكى اعطيكم اسرار ملكوت الله
3- لكى تكون لكم الحياه الابدية
فسألوه كيف ؟ – فأجاب يسوع المسيح وقال كيف للمحكوم عليه بالإعدام ( آدم وكل نسله ) ان يرثوا الملكوت؟ لذلك جئت ليكون لهم—للمؤمنين به—الحياه الابدية حينما يأكلون جسدى ويشربون دمي. جسدي ودمي هما كلمة السر التى تنالون بها المواعيد الالهيه – فان كان فى الحروب بين الجنود تنتشر كلمة سر الليل، وبهذه الكلمة ينجو صاحبها من الموت اما من لا يعرفها فموته مؤكد، فكلمة سر النجاة من الهلاك الابدى هى جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق فمن يأكلنى يحيا بى.
هكذا فعقيدة التجسد ان اهبكم جسدى ودمى للحياة الابدية.
صار الله فى المسيحيه انساناً ليكون قريبا من البشر “اذ عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد” الذين يحبهم – لذلك ولد من اسرة فقيرة ليعيش كالفقراء ودعاهم اخوته ووعدنا بأن كل ما فعلتموه باخوتى الاصاغر فبى قد فعلتم – ومن سقى احد اخوتي الاصاغر كأس ماء بارد فلن يضيع اجره – عالج مرضانا وردد لم آتى لادعو الاصحاء بل المرضى – علمنا ان لاتقاوم الشر بالشر لذلك هرب من هيرودس وهو طفل الى ارض مصر – علمنا ان رئيس هذا العالم هو الشيطان وليس بيننا وبينه اى الشيطان شركة– وعلمنا ان السماء والارض تزولان لكن كلام الله لن يزول ولا يتغير. هناك من صدقه كالتلاميذ والكنيسة الآن، اما رؤساءالشعب فقاوموه وعاندوه.
فالانسان هو الانسان منذ ان خلقه الرب.
والسؤال هو: هل الله حينما صار انسانا تغيرت طبيعته من اله الي انسان كما يظن بعض المتشككين او انصاف المتعلمين ؟
عزيزي حينما نقول ان الماء صار ثلجا هل تغيرت طبيعته .. وحينما نقول ان الماء صار بخارا بالغليان هل تغيرت طبيعته ..طبعا لا ..لذلك فمع انه صار انسانا الا انه الخالق فيخلق للأعمى عينين من تراب الارض ومع انه في الهيئة انسان الا انه يقرأ فكر الناس(فكر سمعان الفريسي الذى ادان المرأة الخاطئة _ والمفلوج المدلي من السقف – حينما تساءل الناس كيف لهذا (الانسان ان يغفرالخطايا ) ومع انه في الهيئة كانسان الا انه كشف اسرار المرأة السامرية – وكشف فكر نثنائيل مع فيليبس التلميذ – وقرأ فكر التلاميذ حينما تساءلوا من فيهم الأعظم ؟ – وقال بصريح العبارة عن ازليته – قبل ان يكون ابراهيم انا كائن – وحيثما اجتمع اثنان او ثلاثه باسمي فانى اكون في وسطهم – واظهر لنا سلطانه علي الموت انه لا يسود عليه لذلك قام بذاته في اليوم الثالث مرددا اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية.