“أم الدبادب” عين بالوادي الجديد تبعد شمال الخارجة بأكثر من 65 كم، شُيد فيها – أثناء حقبة مصر الرومانية – حصنا منيعا أسفل جرف، أنشئ من الطوب اللبن، ومدينة سكنية كبيرة ومقابر منحوتة في بطن الجبل وتضم نظام ري قديم وبها أشجار واحاتية وتحيط بها هضبة من الشمال، ويرتفع النصب مائتي مترا عن سطح الصحراء، وتتناثر الأواني الخزفية من حوله ..
منطقة الدبادب الأثرية.. “عين ام الدبادب” وتعرف ايضا باسم منطقة أم الدبادب أو أم الدباديب أو عين أم الدباديب .. كلها مسميات لتلك المنطقة الأثرية الرائعة فى الجمال …. ويرجع أصل تلك التسمية إلى اكثر من رأى… فاحد تلك الاراء يذهب الى كثرة ما بها من زواحف حيث كان يطلق على تلك الزواحف اسم دبيب وعند جمعها تصبح دباديب .. كناية عن كثرة عدد الزواحف المنتشرة بها لأن المنطقة المحيطة بها هى منطقة صحراوية شاسعة وتكثر بها تلك الزواحف من ثعابين وخلافه ….
أما الرائ الثانى وهو الاقوى ،أن أصل التسمية جاء من خلال الدواب الكثيرة والجمال والبعير التى كانت تستخدم وترى كثيرا فى تلك المنطقة…
حيث كان يطلق على الجمال والبعير كلمة دواب ونظرا لكثرة العدد يطلق عليها بالجمع دبادب …. حيث ان وظيفة تلك المنطقة هى عبارة عن ملتقى الطرق الصحراوية والدروب للقوافل التجارية التى تعبر خلال هذه المنطقة قادمه من شمال الخارجة ومنطقة اللبخة الى الغرب وصولا الى واحة الداخلة وعين أمور عبر درب عين أمور .. والعكس …
ويتم استخدام الدواب بشكل كبير فى هذه القوافل حيث أنها وسيلة المواصلات الرئيسية بها .
أما بالنسبة لكلمة عين فهى ترجع الى نتشار العيون المائية والتى تروى الاراضى الزراعية المنتشرة والشاسعه بشكل ممتد وكبير فى المنطقة عن طريق المناور والتى تتكون من أكثر من خط للمياة ….
ومنطقة ام الدبادب الأثرية تقع على بعد حوالى 65 كيلو متر من مدينة الخارجة فى قلب الصحراء …. ولها طريقان عبارة عن طرق ” شبه مدقات او مسارب ” يعلمها اهالى الواحة والادلاء جيدا … ويتم الوصول اليها باستخدام عربات الدفع الرباعى المجهزة جيدا والمزودة باحدث التقنيات ” من جهاز جى بى اس وكذلك هاتف ثريا “..
احدى هذه الطرق من منطقة اللبخة وهو الاقرب ولكنه غير متاح حاليا بسبب الغرود والتلال الرملية التى اغلقته تقريبا ولكنه يصلح عن طريق المشى على الاقدام والتسلق للهضاب الرملية ….. والثانى من الكيلو 17 من طريق الخارجة الداخلة ” درب الغبارى ” ثم نتجه شمالا الى الشرق قليلا حوالى 40 كيلو متر فى الجبل . المنطقة الاثرية فى عين ام الدبادب “كعناصر اثرية ” ترجع الى العصر الرومانى وظلت مستخدمة على الارجح لفترات كبيرة بعدها ….
وان كان النشاط البشرى بهذه المنطقة قديما جدا يرجع الى انسان عصور ماقبل التاريخ فى فترات ما قبل الاسرات المصرية حيث يلاحظ وجود عناصر وادوات ظرانية وبقايا من عصور ماقبل التاريخ .
كذلك يتم اكتشاف لوجود مخربشات قديمة لتلك الفترات من عصور ماقبل التاريخ منتشره فى المنطقة فضلا عن بقايا الادوات وخلافه مما يدل على انها مستخدمه فى الفترات القديمة بشكل كبير جدا .
وتحتوى المنطقة الاثرية على قلعة “حصن ” كبيرة جدا وضخمة من العصر الرومانى تحتوى على اكثر من طابق وهى نفس فكرة القلاع الحربية والحصون بها مسار للجنود فى الاعلى وكذلك فتحات لصب الماء الملغى والزيت على رؤس الاعداء من اعلى ورمى السهام والرماح عليهم ..
كذلك بها سلالم للصعود وحجرات للجنود وللاختباء بها من الداخل عند المهاجمه والشعور بالخطر فضلا عن التزود بالغذاء والماء ووجود اماكن مخصصه لهم …
وتنتشر حولها المنشات التجارية والادارية أو المخازن وخلافه لانها نقطة تزود وبيع للقوافل المارة بهذا الطريق … كذلك وجود معبد رومانى وكنيسة ترجع الى العصر القبطى وكذلك الجبانة والمدينة السكنية فضلا عن وجود المناور العديدة وخطوط المياة الكثيرة والمنتشرة فى المنطقة والتى مازالت يرى بعضها باقى حتى الآن والتى كانت الدعامة الاساسية والوسيلة الكبرى فى الرى وزراعة المساحات الشاسعة من الأراضى الزراعية فى المنطقة ..
حيث كانت الزراعة هى الوظيفة والحرفة الرئيسية فى تلك الفترة والتى كانت تغذى القوافل التجارية من خلال البيع بالمقايضة وتزويد القوافل بالمنتجات الزراعية والاكل والماء ” التزود بالمؤن ”
وفى المقابل يأخذو خيرات تلك البلاد من منتجات يحتاجون اليها فى الملابس وخلافه مثل الكتان والمستلزمات الاخرى من حلى وغيره … ” نفس فكرة منطقة اللبخة الاثرية ” .
والمدهش فى تلك المنطقة هو بعد السير مسافة كبيرة جدا فى الصحراء الخالية من اى ملامح للحياة ” كلها اصفر *فى اصفر ” فجاة نلاقى الدنيا رجعت خضراء وبدت بها الحياة من جديد .. حيث الاشجار ” مخيط — ودوم ” وخلافه .. ويرى وجود لغزال بالمنطقة فضلا عن الطيور ونقاء الجو ونظافته كذلك الهدوء والراحة العجيبة فى وسط تلك المناظر الخلابه مع وجود العناصر الاثرية الجميلة من القلعة وخلافه ..
كل هذا يجعلها تحفه نادرة وكنز حقيقى فى قلب الصحراء . ومن المميزات الفريدة ايضا بتلك المنطقة هو ووجود ظاهرة فلكية اثرية خاصة بها تتم كل عام وياتى احد الاصدقاء الايطالين بنفسه ويدعى ” زليانو ” لرصد هذه الظاهرة فى شهر فبراير من كل عام ..
وتتمثل هذه الظاهرة فى ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر اعلى صرحى البرج مباشرة وفى المنتصف ” اول ظهور للقمر بعد الغروب يكون اعلى الصرحين للقلعة مباشرة فى وسطهما تقريبا ” مثل علامة الاخت الافق تقريبا ”
وكل ذلك فى ميعاد ثابت فى وقت محدد بالدقائق والثوانى يتم معرفته وحسابه بالبرامج الفكية الحديثة من على الانترنت وبرامج الكمبيوتر المتطورة فى الفلك والحسابات الفلكية .
وقد كانت هذه المنطقة مستغلة قديما والى وقت قريب فى الزراعة والرعى من قبل اهالى الواحة الخارجة قديما ..الى ان جفت المياة فتركوها …
ومن المعرف ايضا عن تلك المنطقة ان اراضيها الزراعية خصبه جدا وجيده للزراعة ويرى حتى الان اثار للبقايا الزراعية وحدود الاماكن والاراضى الزراعية المنزرعة قديما فى العصور السابقة …
وقد عملت فى تلك المنطقة العديد من البعثات الاحنبية مثل البعثة الامريكية ” الجامعة الامريكية ” بقيادة دكتورة / سليمه اكرام …
وكذلك البعثة الايطالية بجامعة ميلانو بقيادة / كورينا روسى … وكل ماتقوم به البعثات هناك هو عمل مسح اثرى للمنطقة وماحولها وعلى امتداد الطرق والدروب الصحراوية الموصله لها وهذا لمحاولة معرفة طرق الزراعة والرى فى هذه الفترات ونوعية النباتات المزروعة والكيات او المساحات وخلافه ..
وكل هذا قيد الدراسه والبحث العلمى لاستخراج النتائج