نظمت سفارة فنزويلا البوليفارية لقاءً جمع ويلمر أومار بارينتوس، السفير الفنزويلي، بأصدقاء فنزويلا البوليفارية بمصر، وذلك احتفالًا بمرور 200 عام على معركة كارابوبو. وهي المعركة التي بفضلها تم حسم مسألة استقلال فنزويلا بشكل نهائي.
وأوضح سفير فنزويلا البوليفارية بمصر أن معركة كارابوبو هي نتاج مسيرة طويلة من العمل من أجل الاستقلال، مشيرًا إلى إنه لمعرفة كارابوبو يجب معرفة تلك المسيرة الطويلة.
ثم تطرق إلى معركة 1731 والتي خاضها ضد الاستعمار الإسباني مواطنين فنزويليين من ذوي البشرة السمراء والأصول الإفريقية الذين تم جلبهم كعبيد إلى أمريكا اللاتينية. ولفت إلى أن أحفاد هؤلاء الأفارقة كان لهم دور كبير في استقلال فنزويلا. قائلًا: “وهذا ما يوحدنا نحن الفنزويليين وشعوب إفريقيا.”
وأشار ويلمر إلى معركة أخرى فى 1810 ثم إعلان الاستقلال في 5 يوليو وإنشاء أول جمهورية والتي سقطت في 1812، ثم إنشاء الجمهورية الثانية في 1813 والتي سقطت في 1814. ثم في 1819 استطاع بوليفار في معركة بوياكا تحرير نويفا جرنادا أو غرناطة الجديدة (وهي حاليًا دولة كولومبيا) وكوّن كولومبيا العظمى التي تضم نويفا جرنادا وفنزويلا وبيرو وبنما والإكوادور. وأسس في كولومبيا العظمى الكونجرس، والذي كان بداية المؤسسية في فنزويلا.
وأكمل قائلًا: “وفي 1820 تم إطلاق وثيقة “حرب حتى الموت” والتي كانت بالرغم من أنها مؤلمة لكنها مهمة. وكتب فيها سيمون بوليفار؛ ياأيها الأسبان سيتم قتلكم، ويا أمريكيين ستحيون. وقام بوليفار في تلك الوثيقة بتنظيم شئون وقوانين الحرب. وهي بذلك تعتبر أول مبادرة لقانون الحرب والذي يُعْرف أيضًا بالقانون الإنساني الدولي. وبموجب تلك الوثيقة تم تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر، قام سيمون بوليفار خلالها بتنظيم حملاته التي ستنطلق بعد ذلك.”
ثم تأتي معركة كارابوبو والتي دارت رحاها عام 1821 وقد شارك فيها رجال ونساء عديدين. وألمح بارينتوس إلى أن معظم النساء المحاربات في تلك المعركة كن من ذوي الأصول الإفريقية. موضحًا أنهم لم تكن تعرفن أحد أنهم نساء، إلا عند نزع بدل (زيّ) الحرب عن المصابين والشهداء فيكتشفون أن من هؤلاء المحاربين نساء، و كانت هناك نساء عديدات.
وأفاد سفير فنزويلا بمصر أن تلك المعركة كانت شديدة جدًا، حيث كان هناك تفوق عددي للجيش الوطني على جيش الملك، بينما تفوق جيش الملك بسيطرته على أفضل المواقع بالأماكن المرتفعة والسهول، كما تفوق في عنصر المدفعية.
وكان الجيش الوطني مكون من 6000 جندي منهم 4000 مشاه و2000 فرسان، بينما تكون جيش الملك من 4000 جندي مقسم إلى 2500 مشاه و1500 فرسان.
وفي تلك المعركة –والحديث لازال لويلمر أومار بارينتوس- قسّم بوليفار الجيش إلى ثلاث أقسام، الأول بقيادته في الغرب، والثاني بقيادة جايس في سانتنا، والثالث بقيادة برمودا في كاراكس، وذلك بهدف تفريق جيش الملك بهدف إضعافه لإعلاء عنصر التفوق العددي لدى الجيش الوطني.
وانتهت المعركة بعد 45 دقيقة بتحرير فنزويلا بشكل نهائي. وخسر جيش الملك في تلك المعركة 2876 فرد، بينما استشهد من الجيش الوطني 200 فرد فقط.
وأشار بارينتوس إلى أن المعارك لم تنتهي بعد ذلك، فاستمر الجزء الموجود في الغرب من الجيش الوطني بمحاربة ماتبقى من جيوب القوات الإسبانية. واستمر بوليفار في تحرير العديد من دول أمريكا اللاتينية فحرر الإكوادور وبوليفيا، وانتقل إلى الشمال بعد ذلك لتحرير جبال الإنديز، كما حرر أيضًا سانتا مارتا.
وأفاد أن في عام 1835 مضت فنزويلا وإسبانيا، معاهدة سلام واعتراف بتحرير فنزويلا، وهي المرة الأولى التي تعترف بها إسبانيا بفنزويلا.
وألمح ويلمر أومار بارينتوس أن نار كارابوبو المقدسة استمرت في صدور الفنزويليين، فقاموا بإشعال الحرب الفيدرالية عام 1859 ضد حكّام البلاد الذين انشغلوا بالسلطة عنهم. وفي 4 فبراير 1992 قام الجيش بثورة لتطهير البلاد لكنها لم تنجح. ثم دخل هوجو تشافيز الانتخابات وتولى مقاليد السلطة عام 1999، ثم أعلن الثورة البوليفارية.
وقال بارينتوس: “نحن نحتفل الآن بمرور 200 على معركة كارابوبو، في وقت هناك دول عظمى تحاول السيطرة مجددًا على فنزويلا، ويعملون على تجريع المواطن الفنزويلي الفقر والجوع عبر الحصار المفروض على فنزويلا.”
وأضاف: “نحن نستلهم من معركة كارابوبو، ومن مسيرتنا الطويلة نحو الاستقلال، القوة للاستمرار والدفاع عن فنزويلا وعن حريتنا ووحدتنا.”
وختم حديثه قائلًا: “نحن مستمرون في معركة كارابوبو، مثل داود ضد جوليات. وستظل نار كارابوبو وقوة سكننا الأصليين داخلنا للاستمرار في طريق النصر.”