قال خبراء الاقتصاد والاستثمار، إن قمة بغداد تخلق تقاربًا اقتصاديًا كبيرًا، وذلك في ظل التعاون
بين الدول الثلاث في عدد من الملفات على رأسها حركة تجارة السلع والخدمات وخامات الإنتاج، فضلاً عن أنها تعزز قوة مصر الإقليمية ودورها المهم في العراق في ظل المصالح الاقتصادية المشتركة، والتي تتمثل في استيراد مصر للنفط العراقي، والذي سيقابله مشاركة في إعادة الإعمار من جانب مصر، والعراق والأردن.
وتناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث خاصة تلك التي تتعلق بالطاقة والربط الكهربائي والبنية الأساسية والغذاء، وتناول الزعماء الثلاثة تناولوا أوجه تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وذلك بهدف تأسيس مرحلة قادمة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة.
الشام الجديد
قال السفير الدكتور أحمد نايف الدليمي سفير جمهورية العراق في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية: إن التعاون بين العراق ومصر، في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ضوء الإعداد والتنسيق الحثيث لعقد اللجنة العراقية – المصرية العليا المشتركة خلال الفترة القريبة المقبلة، والمقرر عقدها في بغداد بين رئيسي وزراء البلدين.
وأكد السفير الدليمي، أن العراق أصبح الآن ساحة جاذبة للشركات والاستثمارات الخارجية بعد تحقيق النصر الناجز على عصابات داعش الإرهابية واستقراره أمنياً وانفتاحه سياسياً على محيطه الإقليمي والدولي، مُشدداً على أهمية توافق استراتيجية التعاون بين البلدين الشقيقين، موضحاً أنه جار التنسيق مع بغداد لدراسة مسودات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المقترحة من الجانب المصري، للوصول إلى الموعد النهائي لانعقاد اللجنة العليا المقررة في بغد.
وأوضح “الدليمي”، أن القمة التي عقدت بين الزعماء الثلاثة تناقش آخر المستجدات للدخول في مشروع جديد، تحت مسمى “الشام الجديد”، وهو مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمان مؤخرًا، لتكوين تكتل إقليمي جديد قادر على مواجهة التحديات.
وقال إن المشروع العملاق يقوم على التفاهمات الاقتصادية بين مصر والعراق، ودخلت الأردن مؤخرًا على نفس الخط، مشيرًا إلى أن المشروع قائم على أن مصر تمثل، كتلة بشرية والعراق كتلة نفطية، والأردن للاستفادة من خدمات تعاون القاهرة مع بغداد
قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن تقاربًا اقتصاديًا كبيرًا، وذلك في ظل التعاون بين الدول الثلاث في عدد من الملفات على رأسها حركة تجارة السلع والخدمات وخامات الإنتاج، وأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التوسع في العلاقات الاقتصادية بين الأشقاء الثلاثة.
وأكد “الشافعي”، أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون الاقتصادي بينهما، خاصة في إطار التقارب بوجهات النظر فيما يتعلق بالربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق، وهو من الملفات ذات الأهمية الكبرى، وكذلك التعاون بين القاهرة والأردن وبغداد فيما يتعلق بملف تحول مصر لمركز إقليمي للطاقة واستقبال الغاز المصري في الأردن، وهذا سيؤدي إلى مزيد من التقارب أيضًا.
وأوضح “الشافعي”، أن توجهات مصر الاقتصادية تؤكد النظرة المستقبلية لصانعي القرار الاقتصادي في مصر، للتوجه نحو الاقتصاديات الكبرى.
وأشار “الشافعي”، إلى أن مصر تسعى بكل قوة منذ تولي الرئيس السيسي، إلى تقوية كافة العلاقات الاقتصادية مع الأشقاء العرب من أجل خلق تكامل اقتصادي ناجز وناجح يعود على الدول العربية جميعًا ولابد من التأكيد على أهمية تعزيز التعاون التجاري، لأن العلاقات التجارية البينية بين مصر ودولتي العراق والأردن تحتاج دفعة واستفادة أكبر من العلاقات المتميزة بين حكومات وشعوب الدول الثلاث.
وأكد “الشافعي”، أن هناك تقارب اقتصادي كبير بين مصر وكافة الدول العربية، خاصة الأردن والعراق، وذلك في ظل التعاون بين الدول الثلاث في عدد من الملفات على رأسها حركة تجارة السلع والخدمات وخامات الإنتاج، والفترة القادمة ستشهد مزيد من التوسع في العلاقات الاقتصادية بين البلاد الثلاثة.
وأضاف “الشافعي”، فكرة الربط الكهربائي بين مصر والعراق أو مد أنبوب نفطي من العراق إلى مصر عبر الأردن كلها مشروعات جيدة وستكون ذات عوائد وفوائد اقتصادية ضخمة، لكن هناك تحديات كبيرة وصعوبات قد يواجهها هذا الطرح ومن بينها التغيرات السياسية المستمرة في العراق.
وأشار إلى أن الأعوام القادمة سيكون هناك مزيد من التعاون فيما يتعلق بالربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق، وهذا الملف غاية الأهمية، وكذلك التعاون بين القاهرة والأردن وبغداد فيما يتعلق بملف تحول مصر لمركز إقليمي للطاقة واستقبال الغاز المصري في الأردن وهذا سيؤدي إلى مزيد من التقارب أيضا.
وأوضح “الشافعي”، أن توجهات مصر الاقتصادية تؤكد على النظرة المستقبلية لصانعي القرار الاقتصادي في مصر، للتوجه نحو الاقتصاديات الكبرى، وكذلك يشير إلى مساعي مصر للاستفادة من تجارب كافة الدول الناجحة ومحاولة انتهاج الأفكار الاقتصادية التي تخدم الاقتصاد المصري، وعدم اقتصار التعاون الاقتصادي على دولة دون غيرها.
قال السفير جمال بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن مصر بدأت في الظهور الإقليمي من خلال تعزيز علاقاتها مع الأشقاء العرب.
ويأتي دورها الهام في الاتجاه إلى العراق في ظل المصالح الاقتصادية المشتركة، والتي تتمثل في استيراد مصر للنفط العراقي والذي سيقابله مشاركة في إعادة الإعمار من جانب مصر.
وأوضح “بيومي”، أن الاقتصاد يمثل اللاعب الأكبر في المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد عملية التطبيع التي بدأتها عدد من الدول العربية مع إسرائيل، ما يترتب عليه إنشاء السوق الشرق أوسطي، والذي سيدار بواسطة القوى الإقليمية، ولذلك يجب أن تعزز مصر من تواجدها في البلدان العربية، حتى تضمن دورًا بارزًا خلال المرحلة المقبلة.
وأكد “بيومي”، مشروع الشام الجديد الاقتصادي الذي بحثته القمة الثلاثية وكان بمثابة عنوان لها يكشف أن بغداد تسعى لدور محوري في العالم العربي، وذلك عبر السعي لبلورة مظلات تعاون عربية متعددة، تبعا للقرب الجغرافي.
كما قال الدكتور تامر أبوبكر رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات، إن أنبوب النفط لتصدير النفط العراقي عبر البحر الأحمر إلى دول آسيا يجب أن يمر عبر الأردن إلى ميناء العقبة، ويمكن إيصاله أيضا إلى مصر، كما أن أنابيب الغاز المصرية يجب أن تمر بالأردن، بالإضافة إلى سكك الحديد والنقل.
وأوضح أبوبكر يمكن أن يؤدي هذه العلاقات إلى أنابيب نفط وتكامل كهربائي وإنشاء مدن تجارية على الحدود وتصنع ما يسمى بالترابط الاقتصادي وهذا مهم جدا لك من هذه البلدان.
وأكد “أبو بكر”، أن مصر تريد فتح آفاق جديدة للتعاون مع العراق والأردن ولا سّيما في مجالات النفط والغاز، ضمن استراتيجية مصر لتكون مركًزا إقليمًيا لتجارة وتداول الغاز والبترول، والتي وقع في شأنها اتفاق مع عمان وبغداد على إنشاء خط بترول يبدأ من البصرة جنوب العراق مروًرا بمدينة الزرقاء الأردنية ثم إلى مدينة العقبة، يتم عن طريقه نقل النفط الخام إلى مصر عن طريق أنابيب مجهزة ضمن مشروع خط الغاز العربي .