كنت مع مجموعة بنصلي مع بعض على زووم ولإن كان فينا كذا حد تعبان ومحبط بسبب معاناة شديدة الأيام اللي فاتت، فرق معايا قوي مشاركة من واحد مراته بتشتغل مدرسة. قالت له في فرق كبير لو الإمتحان جه صعب على التلاميذ، بين إنك تنهرهم وتقول لهم ده ولا حاجة. ده امتحان بسيط وفي مستواكم على فكرة وبين إنك تقول لهم أنا عارف إن الإمتحان صعب ومقدر جداً مشاعركم وتتعاطف معاهم. الطاقة اللي هتتولد جواهم والحماس إنهم يستمروا ويحاولوا ويكملوا هيكون مختلف. دي المدرسة شخصياً فاهمة وعارفة ومُقررة إنه فعلاً صعب. الإحساس اللي بيوصل لهم إنك معاهم وحاسس بيهم بيكون حاجة تانية خالص.
لو سألت أي أم أو أب إيه أكتر شعور مزعج بالنسبة لك، هتلاقي رده إنه يشوف ابنه أو بنته تعبان أو موجوع أو في زنقة شديدة. وذاكرتي فيها مواقف كده أنا نفسي كأم مش ناسياها لأوقات شفت فيها ولادي موجوعين وأنا مش في إيدي حاجة أعملها. وشعور العرفان لربنا إن الوقت ده عدَّى وفات هو الحاجة الوحيدة اللي عاملة زي المرهم السحري اللي بيخفف الذكريات دي. ويمكن في حاجات منها بتكون إنت مريت بيها زي مثلاً الوجع اللي بعد عملية ما، فتقعد تطيب خاطره بإن ده وقت وهيعدي وتوصل له تقديرك للي بيمر بيه وأد إيه هو صعب، وهو في وسط دموعه وألمه بيبص لك كده بصَّات إنه مش قادر بس إنت بعينيك تِرُد إنك حاسس بيه. وفي حاجات تاني إنت بتعيشها معاه بس ماجربتهاش قبل كده شخصياً بس بالاحظ إنه في كل الحالات وجودك جنبه بيعمل فرق. ياما سمعنا صرخات أطفال بتقول “أنا عايز ماما” أو “أنا عايز بابا” وهو بيتنتش من إيدهم علشان يدخل عملية مثلاً ماينفعش هُمَّا يدخلوا فيها معاه ومنظر الباب اللي بيتقفل في وشك يفصلك عنه مابيتنسيش لإنك مش عارف تكون معاه في اللحظات دي. بس الوضع مختلف مع الأب السماوي. لإنه مش بس معانا لكنه مجرب قوي كل حاجة بنمر بيها. إشعياء ٥٣ اتواجهت بكلمتين ثبتوني عن الرب يسوع: «مُختَبِر الحَزَنِ». واللي ثبتني أكتر إن الكلمتين دول في ترجمة مبسطة هُمَّ «خبيرٌ بالمُعاناة». يعني داق كله. كله.
يارب .. يابابا ساعدنا نُدرك الحقيقة دي إنك مش سايبنا لحظة ولا طرفة عين. إملا قلوبنا بإدراك معيتك والإحساس إننا متحاوطين بدراعاتك ومزروعين في حضنك وإنك مقدر معاناتنا. إنقلنا بقى من موقع “أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟».” (مرقس ٣٨:٤)، لموقع “جَعَلْتُ ٱلرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ ، لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ.” (مزمور ٨:١٦). انشلنا من وضع “اليويو” اللي بيخلينا شايفينك والدنيا وردي ومعاتبينك ولايمينك ومخاصمينك وظروفنا صعبة ومُرة. فكرنا دايماً دايماً بكلمات الكتاب اللي بتقول: “فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلَاكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ ٱلْقَدِيمَةِ.” (إشعياء ٩:٦٣).