نظم مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية بكنيسة السيدة العذراء مريم بمهمشة، برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، اللقاء الشهري المعتاد، وذلك بمحاضرة للقمص يوسف تادرس الحومي استاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات بالمعاهد اللاهوتية وعضو لجنة التاريخ القبطي للكنيسة القبطية الارثوذكسية تحت عنوان ” المصادر التاريخية لدخول لعائلة المقدسة ارض مصر”،وذلك بحضور العديد من الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام.
حيث بدء اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيرس ثم رحب نيافته بالقمص يوسف الحومى و بالحضور الكريم، متمنياً أقصي استفادة بنشاط مركز بى لماس ومحاضراته القيمة، ثم قام الاستاذ اشرف موريس منسق اللقاءات بتقديم الاب القمص يوسف الحومى فى نبذة مختصرة.
وفى بداية المحاضرة أوضح القمص يوسف الحومى أهمية زيارة العائلة المقدسة لأرض مصر بقوله، تشكل هذه الزيارة أهمية كبري في الوجدان المصري عامة والقبطي خاصة من خلال ثلاث زوايا وهي :
+ الزاوية الدينية : حيث توجد نبوات في الاسفار المقدسة تتنبأ عنها ما ورد في سفر أشعياء (19 : 1) : “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها “.
ومنها ماورد في سفر هوشع (11: 1 ): “من مصر دعوت ابني”، ولايخفى علينا جميعاً أهمية مصر في كل الكتب المقدسة فقد ذكرت في الكتاب المقدس 584 مرة.
+ الزاوية الأثرية والحضارية : معظم الأماكن التي مرت عليها بنيت فيها الكنائس والاديرة ابتداء من القرن الرابع ومع الزمن تحولت لمزارات اثرية وسجلتها الدولة في عداد التراث المصري منها ماهو قائم ومنها.
ماهو اندثر ومع اتساع المعرفة بها عالميا تحول لتراث حضاري انساني عالمي .
+ الزاوية السياحية: وهي ناحية ظهرت متأخرة بعض الشيئ , وخصصت لها الدولة مسارات وبرامج حيث تعود بمنافع اقتصادية للدولة والشعب , ثم أخذت اهمية دولية بتشجيع دولة الفاتيكان لحج مسار العائلة المقدسة .
وأشار القمص يوسف الحومى لخمسة مصادر تاريخية موثوق بها تُشكل أهم وأدق الكتابات التاريخية لهذه الرحلة التي تركت أهميتها عند الشعوب وهي:
المصدر الأول من القرن الرابع وهوميمر البابا ثاوفيلس :
البابا ثاوفيلس هو البابا البطريرك رقم 23 من بابوات الكرسي الاسكندري , جلس على الكرسي يوم 16 أغسطس سنة 385م , ولمدة 27 سنة وشهرين حتى تنيح يوم 15 اكتوبر سنة 412م( ) ويعد الميمر الذي وضعه عن زيارة العائلة المقدسة لمصر هو أقدم مصدر تاريخي كنسي لهذه الزيارة , وكلمة ميمر كلمة سريانية تعني مقالة , قصة , عظة , سيرة.
ويذكر البابا في ميمره مصدر معلوماته التي أخذها من السيدة العذراء مريم حينما ظهرت له وأخبرته بكل ما جرى فى رحلة الهروب وهو في جبل قسقام حيث يوجد دير المحرق الآن ، ومنعته من تدشين المكان ؛ لأن ابنها الحبيب قد دشنه.
وقد سجل البابا ثاوفيلس ما سمعه من السيدة العذراء فى هذه الرؤيا فى ميمر خاص ، ذكر فيه : ” … ولما كان فى بعض الأيام عند الغروب أضطجع أخوتى الأساقفة نيام ، أما أنا ثاوفيلس فقد صعدت إلى المقصورة التى كانت تسكنها السيدة العذراء .. وأبتدأت أصلى بحرارة … رأيت نورا يفوق الشمس أضعافآ ومركبة نورانية عظيمة تحمل السيدة العذراء بوجهها النورانى الذى لم أقدر أن أنطق بمجده … فعندما سقطت على وجهي مذعورآ فأشارت العذراء إلى الملاك الجليل ميخائيل الذى أقامنى ورشمنى بمثال الصليب ونزع عنى الرعب وبعدها قامت السيدة العذراء وقالت يا ثاوفيلس ..إذ بملاك الله ظهر ليوسف فى الحلم فى الليلة نفسها وقال له قم وخذ الصبى وأمه وأهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أخبرك فقمنا للحال مسرعين وأخذنا سالومه (سالومى) معنا حتى وصلنا إلى أرض مصر … وأستأنفنا المسير إلى جهات الوجه القبلى إلى بلدة تدعى الأشمونين حتى جبل قسقام الذى أنت فيه الآن يا ثاوفيلس … قم وأعلم شعبك بما رأيته وسمعته منى وأكتبه وأرسله إلى كل أقطار المسكونة تذكارا أبدآ لإسمى وحضورى إلى هذا المكان المقدس وأنهض مسرعا وأهتم بالقداس لجماعة الرهبان القديسين المجتمعين ههنا وها أنا أبارك الجميع قبل مبارحتى هذا المكان”.
وربما كتب النص الأصلي لهذا الميمر باللغة اليونانية – ثم ترجم للغة القبطية وقد اكتشفت قصاصة من النص القبطي للميمر بالدير الأبيض بسوهاج، ومحفوظة الآن بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقم 131 قبطي . وسنة 2013م.
أما النص العربي فتمت ترجمته من اللغة القبطيه الي اللغة العربية في مدة رئاسة القمص يعقوب رئيس الدير المحرق في يوم السبت 22 هاتور 1001 للشهداء (الموافق 18 نوفمبر1284م ) وهي معلومة هامة وصلتنا من خلال نص مكتوب في مخطوط الفاتيكان 698 عربي .
وأضاف القمص يوسف الحومى بانة يوجد في المخطوطات العربية الموجودة بأيدينا ثلاث صياغات لهذا الميمر وهى:
+ الصياغة الأولي مطولة وتعتبر هي الأقدم , وقامت الكنيسة بترتيبها ترتيباً طقسياُ لتقرأ يوم 21 طوبة وهو عيد نياحة السيدة العذراء حسب الطقس القبطي وأقدم نسخه منه موجود في دير الانبا بيشوي بوادي النطرون نسخت سنة 1352م رقمها 503 ميامر, ثم يليها.
مخطوط 698 عربي بمكتبة الفاتيكان وتاريخ نسخه سنة 1371م، والنص العربي الطويل والقصير قام بنشره مايكل أنجلو جويدي في روما سنة 1917 عن نسخة الفاتيكان بإعتبارها الأقدم حسب اعتقاده .
+ الصياغة الثانية قصيرة وهي مرتبة لتقرأ طقسياً يوم 6 هاتور حسب الطقس القبطي وهو عيد “حلول السيدة العذراء بجبل قسقام ” وأقدم نسخه منه موجودة بمخطوط رقم 57 عربي بمكتبة الفاتيكان وترجع للقرن الرابع عشر وفي دير أبومقار نسخه ترجع للقرن الرابع عشر سير 15 / 381 عام.
+ الصياغة الثالثة وهي بحسب كتب الميامر المطبوعة , وأقدم كتاب مطبوع يرجع لسنة 1902م , طبع بنفقة الخواجه جرجس حنين التاجر بالزقازيق بتقديم انبا تيموثاؤس مطران القدس باسم : ” كتاب ميامر وعجائب السيدة العذراء مريم – مجموع من أقوال أباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية” ثم طبع سنة 1927م على نفقة القمص عبدالمسيح سليمان وتوالت الطبعات.
المصدر الثاني من القرن الخامس وهو ميمر البابا تيموثاوس السكندري:
البابا تيموثاوس الثاني هو البابا البطريرك رقم 26 من بابوات الإسكندرية وجلس على الكرسي يوم اول اكتوبر 455 م , وظل لمدة 21 سنة وعشرة اشهر وتنيح يوم 31 يولية 477م.
وله نص عن: موعظة الصخرة قالها عند تكريس كنيسة منطقة فاو على اسم القديس انبا باخوميوس , والنص باللغة القبطية , لاتزال توجد منه أجزاء محفوظة بثلاث اماكن : المكتبة الوطنية بباريس و متحف بوشكين بموسكو , ومجموعة بيير بون مورجان . والنسخ الموجودة تعود نساختها مابين القرن العاشر والثاني عشر تم العثور عليها بمنطقة الفيوم ومنطقة الدير الأبيض بسوهاج .
المصدر الثالث من القرن السابع وهو ميمر انبا هرياقوص أسقف البهنسا :
الأنبا هرياقص (وتنطق قرياقوص) أسقف البهنسا و عاش في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي, وكان معاصرا للقديس انبا صموئيل القلموني (الذي تنيح عام 695م ) وكتب سيرة تلميذه انبا يسطس , وكتب ايضا ميمران عن العائلة المقدسه.
الأول ميمر أنبا هرياقوس أسقف مدينة البهنسا، “ميمر وضعه الأب القديس الفاضل أنبا هرياقوس أسقف مدينة البهنسا يشرح فيه كرامة يسوع ووالدته مرتمريم البتول وصعودها الى مصر والسيد المسيح وحلولها في هذا المكان المقدس بجبل القوصيه , المعروف الان بالدير المحرق , يقرأ في السابع من شهر برموده ” وفي النص لايرد أبداً أي ذكر للقوصية او المحرق ونلاحظ ان أول طبعة للميامر سنة 1902م، قال عنها ناشرها: “… التزمت طبعه على عهدتي بعد مراجعته وتصحيحه بمعرفة احد الادباء مع المحافظة على الاصل تماماً ..”، وأقدم نسخة مخطوطة منه باللغة العربية موجوده برقم 263 عربي بالمكتبة الوطنيه بباريس الميمر [11] وتاريخ نسخه القرن 15/ 16 .
والثاني ميمر بعنوان: ” حلول السيده العذراء وابنها الحبيب بالدير المقدس المعروف الآن بباي ايسوس أي بيت يسوع الكائن بمدينة البهنسا ” . (ومنطقة باي ايسوس تدعي الان باسم قرية دير الجرنوس مركز مغاغه بالمنيا ) يقرأ في 25 بشنس . وأقدم نسخه منه باللغه العربيه موجوده برقم 107 عام / 4 لاهوت بكنيسة ابوسرحه بمصر القديمه الميمر [9ٍ] وتاريخ نسخه الاحد 7 بشنس 1144للشهداء (1428م ).
المصدر الرابع من القرن الثامن وهو ميمر انبا زخارياس أسقف سخا :
وكان زكريا ( زخارياس ) ابن كاهن , وقبل كهنوته عمل كاتباً في الادارة البيزنطية , وورث زكريا وظيفة أبيه , ثم ترك الوظيفة وترهب بدير يوحنا القصير (اندثر) في عهد القديسين ابرآم وجاورجي , ورسمه البابا سيمون الأول (689 – 701م) اسقفا لكرسي سخا , وظل على كرسيه لمدة تقارب ثلاثين سنه وله تذكار يوم 21 أمشير / 15 فبراير .
وقد وضع انبا زخارياس ميمر عن العائلة المقدسة يقرأ يوم 24 بشنس , وميمر انبا زخارياس هو الأغنى بذكر المحطات التى مرت بها العائلة المقدسة و ويلاحظ ان النص المطبوع في كتب الميامر فيه إختلافات عن النص المخطوط , وهذا راجع الى محاولة تنقيح النص واضافة المسميات الحديثة علي المسمي القديم لإسم المحطة و وعلى سبيل المثال عندما يرد ذكر اسم [الفرما ], يُضيف المطبوع [التابعة للعريش ] و [منية جناح بقرب سمنود ] يضيف [وتعرف بمنية سمنود] وهكذا يرد كثير من الاضافات …. الخ.
وقد اعتمد كثيرون من الباحثين المحدثين على هذا الميمر في نصه المطبوع عند نشرهم لمحطات العائلة المقدسة .
ومن أقدم النسخ المخطوطة لهذا الميمر مخطوط 20 لاهوت بكنيسة ابوسرجة القاهرة تاريخ نسخه 1372م , ومخطوط لندن شرقي رقم 4723 ونسخ في القرن الخامس عشر وغيرها الكثير . وهناك نسخ بمكتبة البطريركية القبطية ترجع للقرن السابع عشر .
المصدر الخامس من القرن الحادي عشر وهو تاريخ البطاركة :
وكتب في الاساس ليؤرخ سير بطاركة الإسكندرية وينسب للانبا ساويرس ابن المقفع في القرن العاشر . ولكن في القرن الحادي عشر اهتم المؤرخ موهوب بن منصور بتكملة سير البطاركة وذكر عرضا مزارت الشهداء في عهده وأماكن من زيارات العائلة المقدسة المشهورة في عهده … وكان اول من اشار لحلول العائلة في منطقة المرتوتي اي المعادي
المصدر الخامس من القرن الثاني عشر وهو كتاب ابوالمكارم :
وقد وضع في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر , وهو خاص بتاريخ الكنائس والأديرة في عصره , وهو مصدر مهم جداً في تاريخ الكنائس المصرية , أما أهميته من جهة زيارة العائلة المقدسة لمصر تكمن في أنه كان أول من أشار لبعض المناطق التي زارتها العائلة المقدسة ولم ترد في المصادر الأقدم منها , وعلى سبيل المثال وليس الحصر كان أبو المكارم من أقدم من أشار الى تقليد قديم يشير لزيارة العائلة لكنيسة السيدة العذراء بالمرتوتي المعروفة الآن بمنطقة المعادي ولايخفي علينا أهمية الكنيسة وموقعها في زيارة العائلة المقدسة , وفي مركزها السياحي وقد اختارتها الدولة للاحتفال الالفي الثاني لهده الزيارة.
وأكد القمص يوسف الحومى بانة يوجد هناك مصادر تاريخية أخري قديمة وهذه المصادر تُشير فقط الى الحدث وتؤكده ولاتعطي تفاصيل كما أعطت الميامر القبطية ومنها :
“يوسابيوس القيصري” الملقب بأبو التاريخ الكنسي والذي كان مابين سنتي 263 – 339م أي بدايات القرن الرابع ويشير في كتابه المعروف والمترجم الي اللغة العربية بمعرفة المرحوم القمص مرقس داود باسم ” تاريخ الكنيسة ” ونشر في عدة طبعات .
يشير في الفصل (1 : 8 ) الى هروب العائلة المقدسة لمصر وقسوة هيرودس في قتل أطفال بيت لحم , وان الله عاقبه بالأمراض الشديدة أواخر أيامه.
و كتاب “هستوريا موناخورم ان آيجيبتو”، وقد كتبه سبعة رهبان من فلسطين زاروا مصر أواخر القرن الرابع نحو سنة 394م وقد ترجم للغة العربية بمعرفة الدكتور الأب بولا ساويرس وبه فقرة ( 8 :1 ) تفيد بوجود مكان في الاشمونيين ( عند ملوي ) به تذكار لزيارة العائلة المقدسة.
وقد كتب عن الاشمونيين وزيارة العائلة المقدسة لها في العصر الحديث المرحوم نبيه كامل داود مدرس تاريخ الكنيسة بالكلية الاكليريكية نُشر سنة 1999م ضمن فعاليات الاسبوع القبطي بروض الفرج.
وكذلك كتاب السنكسار القبطي وهو كتاب ابتدأ علي يد يوحنا أسقف البرلس في القرن السادس وشبه اكتمل في القرن الثالث عشر على يد انبا بطرس الجميل أسقف مليج وانبا ميخائيل أسقف اتريب ومليج , وهو الذي اطلق عليه اسم : : ” السنكساري ” أي الجامع ويقصد الجامع لسير القديسين ويخصص يوم 24 بشنس عيد دخول السيد المسيح وامه الي أرض مصر ويذكر تفاصيل مختصرة للزيارة , وأهمية السنكسار أنه أصبح جزء من الطقس الكنسي لتلاوته ضمن صلوات القداس بشكل يومي مما رسخ في الذهن هذه الأحداث وللسنكسار حوالي ثمان طبعات مختلفة منها طبعات تتكرر كما هي ومنها طبعات قديمة ودقيقة مثل طبعة رينيه باسيه وطبعة فورجيه.
وايضا كتاب تاريخ البطاركة : وبداية ترجمته للفة العربية بدأت في القرن العاشر , ثم استكمل ونشرته كاملا جمعية الآثار القبطية بالقاهرة , يشير فيه أحد واضعي السير وهو المؤرخ موهوب بن منصور بن مفرج الاسكندراني في القرن 11 في نهاية سيرة البابا كيرلس الثاني سنة 1092م الى بعض المزارات الخاصة بالعائلة المقدسة.
والقى القمص يوسف الحومى الضوء على بعض الاساطير التى تحاك حول رحلة العائلة المقدسة وهى بعيدة كل البعد عنها وتاريخنا يحتاج لتنقية مثل هذة الشوائب ومنها، قصة انحناء النخله للعائلة المقدسة، وردت في كتاب مزور يدعي ( انجيل متى في مولد العذراء وطفولة المسيح) وهو منسوب زوراً للقديس متى , وردت به عدة معجزات حصلت للعائلة المقدسة في سفرها الى مصر منها انحناء النخلة بثمرها امامها , ومنها أيضاً قطعها مسافة 30 يوماً بلمحة عين .
وهذا الكتاب طبعه أولاً العلامة تشيندروف في كتابه الاناجيل المزورة وهنا يجب التفريق بين انحناء شجرة العابد جنوب جبل الطير وانحناء النخلة في الكتب المنحولة.
وايضا قصة اللصوص، التي تحكي انهم لأرض مقفرة مخيفة، فصادفوا لصين اسم الواحد طيطوس واسم الآخردوماكوس، ومعهم جماعة اخري من اللصوص فأعطي طيطوس لديماكوس 40 درهماً ليطلق سبيلهم , فدعت له السيدة العذراء , وقال لها الطفل يسوع انه سيصلب بعد 30 سنه ويصلب معه هذين اللصين , ومضوا من هناك الى مدينة الاصنام فلما قربوا منها انقلبت وصارت روابي رمل .
وردت هذه الرواية في كتاب يدعي (إنجيل الطفولة ) طبعه العلامة الالماني سيك سنة 1616م وترجمه الى اللاتينية، والنسخة العربية منقولة عن السريانية وشاع في مصر جداً.
كذلك قصة البطيخ: ولها عدة روايات أشهرهم تتحدث عن شخصين مرت بهم العذراء كانا يزرعان بطيخ احدهما رد بلطف واخبرها انه يزرع بطيخ فقال له تحصد بطيخ ففي الحال بدأ يحصد البطيخ والثاني رد بغلاظة انه يزرع حنضل فدعت عليه بأن يحصد حنظل ففي الحال حصد ولما جاء جنود هيرودس اخبروهم انهم رأوا العائلة وقت زرع البطيخ ووقت زرع الحنظل … والقصة ليست لها وجود في الميامر الكنسية التي ذكرناها والمعتمدة من الكنيسة، وواضح ايضا أن العذراء لاتدعى على احد ولاتضمر السوء لاحد , ولانعلم من اين اتي مؤلف مؤلف القصة بها هل لغرض معين ؟
والحقيقة انها مأخوذه من كتاب مزور كتبه الهراطقه باسم ( انجيل متى في مولد العذراء وطفولة المسيح ) الفصل 18 : 20 -22 وقد نشره العلامة تشيندروف ودخلت الفلكلور الشعبي .
وقصة الحارة التي لايخمر فيها العجين بالمطرية:
وقد عالجنا هذا الأمر في كتابنا عن شجرة مريم .. وكل ماذكر في الميامر ان العذراء طلبت كوب ماء من بعض الاشخاص في المطرية فرفضوا .
هذا ماذكره انبا زخارياس أسقف سخا , وفي البحث في كتب الابوكريفا لانجد لها اى اصل ونزلنا المنطقة وبحثنا ربما هناك تقليد محلى عن حارة او شارع معين ولم نجد ايضا.
وايضا قصة دخول جنود هيرودس مصر:
فمن غير المعقول تخطي جنود ملك اليهودية حدوده الى دولة قوية كمصر لها حكام وجيش قوي، وإلا قد حدثت اشتباكات عسكرية وان لم يكن الأمن والأمان موجود في مصر ماكانت العائلة لجأت اليها، ومن اين عرف جنود هيرودس انهم ذهبوا لمصر ؟
واخيرا تسمية مدينة العياط وهل لهاعلاقة بالعائلة المقدسة :
وهنا توجد قصة ورد فيها ان العذراء دعت على انسان بان يوقف نموه وعقله , ذلك لانه شق ثياب العذراء , وان هذا الانسان اخذت اعضاءه تتقزم ويقل طولها وكذلك عقله وظل كذلك لمدة 18 سنه يعيط فسميت المدينة باسمه ( العياط) . والذين يقولون بهذه القصة ينسبونها للخليفة المقريزي , والمقريزي ليس خليفه انما مؤرخ مسلم في القرن ال15 اي بعد العائلة المقدسة ب 1500 سنه .
ومن المعروف ان العائلة المقدسه لم تذهب الى مدينة العياط أصلاً لأنها سارت بالمركب في النيل من المرتوتي ( المعادي الان) حتى جبل الطير بالمنيا .. ولو كانت زارت العياط لكان الاباء قد اقاموا كنيسة في القرون الاولى مثل باقي المناطق.
ومن الناحية اللاهوتية والروحية فان العذراء لم تدعي على احد اطلاقا ولايصح ان نسبب لها هذا الامر في نهاية الايام .
ويقول كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية تحت عنوان البلاد الحديثة ان بلدة العياط تكونت فى العصر العثماني، وذلك بفصلها من زمام جبرا كفر شحاته الان باسم كفر العياط نسبة الى الشيخ الولي الصالح أحمد العياط المدفون في بني عدي مركز منفلوط.
واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، كما أجاب القمص يوسف تادرس الحومى على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وللقمص يوسف تادرس الحومى.
وبعد انتهاء المحاضرة استمع الحضور لكورال ثيؤطوكوس بقيادة الشاعر كمال سمير التابع لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مهمشة، والذى يلقى تشجيع كبير من نيافة الانبا مارتيروس، حيث قدم ترنيمة من التراث القبطى.