الروح القدس: من هو….!
هو روح الله القدوس.. هو روح المسيح.. هو روح الحق الذي من عند الآب ينبثق (يو15:26).. هو الروح المحيي (رو 8:11).. وهو روح القوة (رو 15:13), وروح النعمة (عب10:29).. (زك 12:10).. وهو الروح المعزي, الباراقليط, الذي قال عنه الرب: إنه يمكث معكم إلي الأبد, ويكون فيكم الذي لا يستطيع العالم أن يقبله, لأنه لا يراه ولا يعرفه (يو 14:16, 17).. الذي قيل عنه في نبوءة إشعياء روح الرب, روح الحكمة والفهم, روح المشورة والقوة, روح المعرفة ومخافة الرب (إش 11:2).
إنه أقنوم الحياة في الثالوث القدوس.. إنه الرب المحيي الناطق في الأنبياء, كما في قانون الإيمان.
إنه كائن منذ الأزل في الآب والابن بطبيعة واحدة, وجوهر واحد, ولاهوت واحد.. له قوة الخلق كما قيل في الكتاب ترسل روحك فتخلق, وتجدد وجه الأرض (مز104:30).. وكما قيل في سفر أيوب روح الله صنعني, ونسمة القدير أحيتني (مز 33:4).. ونحن نتضرع إليه في صلاة الأجبية قائلين: أيها الملك السمائي المعزي, روح الحق, الحاضر في كل مكان, والمالئ الكل..
الروح القدس في العهد القديم
1ـ إنه يذكر في أول أصحاح في العهد القديم حيث قيل: في البدء خلق الله السموات والأرض.. وكانت الأرض خربة وخالية, وعلي وجه الغمر ظلمة.. وروح الله يرف علي وجه المياه (تك 1:2,1).
2ـ ويتحدث داود النبي عن وجود روح الله في كل مكان فيقول أين أذهب من روحك؟.. وممن وجهك أين أختفي؟.. إن صعدت إلي السموات فأنت هناك, وإن فرشت في في الهاوية فها أنت (مز 139: 8,7)…
3ـ وروح الرب في العهد القديم كان يحل علي الملوك والأنبياء بالمسحة المقدسة: فقد حل علي شاول الملك, لما مسحه صموئيل النبي, فتنبأ (1صم 10:10).. وحل أيضا علي داود بنفس المسحة (1صم 16:13).. وقبل عن شمشون وابتدأ روح الرب يحركه في محلة دان (قض 13:25)..
وهذه المسحة مسح بها أيضا ياهو الملك, وحزائيل الملك, وأليشع النبي, بواسطة إيليا النبي (1مل 19:16).
4ـ وذكر حزقيال النبي أن روح الرب كان يحركه من مكان وإلي آخر (حز 8: 3, 2:2).. كما سجل وعد الرب: واجعل روحي في داخلكم (حز 36:28).
5ـ وكان روح الرب علي موسي النبي.. ولما أراد الله أن يعين له سبعين شيخا ليساعدوه, قال الكتاب: فنزل الرب في سحابة وتكلم معه.. وأخذ من الروح الذي عليه, وجعل علي السبعين رجلا الشيوخ.. فلما حل عليهم الروح تنبأوا (عدد 11:25).. كما حل روح الرب علي الداد وميداد فتنبأ (عد 11:26).
5ـ وروح الرب عموما, كان هو الناطق في الأنبياء:
وفي ذلك يقول القديس بطرس الرسول. لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان, بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بط 1:21).. وكمثال ذلك يقول حزقيال النبي في نبوءته .. وحل علي روح الرب وقال لي: قل هكذا قال الرب… (حز 11:5).. ويقول الرب في سفر إشعياء النبي روحي الذي عليك, وكلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك. ولا من فم نسلك.. إلي الأبد (إش 59:21).. وقال بولس الرسول: حسنا كلم الروح القدس آباءنا بإشعياءالنبي (28:25).
6ـ بل إن روح الرب كان يحرك ملوك الأمم لأجل شعبه:
وهكذا نسمع عن أرتحشستا الملك كيف ساعد نحميا علي
إعادة بناء سور أورشليم (نح 2).. ومن كورش الملك.. وكيف أصدر أمرا ببناء بيت الرب كما ورد في سفر عزرا (عز 1:1ـ4).. وكذلك نداء الملك داريوس بعبادة إله دانيال النبي (دا 6:26).
7ـ وأننا نقرأ عن عمق عمل روح الرب في فترة ما بين العهدين:
كيف أن أليصابات امتلأت من روح القدس (لو 1:41), واعترفت بأن مريم هي أم الرب, وأنها آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب.. ولا شك أن هذا لون من الكشف الإلهي.
بل أن يوحنا المعمدان بشر عنه الملاك قائلا: .. ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس (لو 1:15).. وقيل أيضا عن زكريا الكاهن. وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا…(لو 1:67).. وقيل عن سمعان الشيخ إنه كان بارا الروح القدس كان عليه.. وكان قد أوحي إليه من الروح القدس أنه لا يري الموت قبل أن يعاين مسيح الرب.. فأتي بالروح إلي الهيكل… (لو 2:25 ـ 27)..
الروح القدس مع الكنيسة
لم يسمح الرب أن الكنيسة تبدأ عملها إلا بعد حلول الروح القدس في يوم الخمسين:
إذ حل الروح القدس علي الرسل كألسنة من نار, وتحققت نبوءة يوئيل النبي حينما قال الرب علي شفتيه: إني أسكب روحي علي كل بشر.. فيتنبأ بنوكم وبناتكم, ويحلم شيوخكم أحلاما, ويري شبابكم رؤي (يو2:28).. (أع 2:19ـ18).. وكثمرة لقوة عمل الروح القدس في الكنيسة, إنه بعظة واحدة من بطرس الرسول آمن ثلاثة آلاف نفس في ذلك اليوم وتعمدوا (أع 2:41).
كان لابد للرسل أن ينتظروا قوة الروح ليخدموا بها:
وعلي الرغم من أنهم تدربوا ـ كفصل إعداد خدام ـ علي يدي المسيح نفسه, بكل تأثيره الروحي, ولمدة أكثر من ثلاث سنوات, وبقوة آيات وعجائب.. إلا أنه أمرهم إلا يبرحوا أورشليم حتي يلبسوا قوة من الأعالي (لو 24:49).. وعن هذه القوة قال: لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم, وتكونون لي شهودا… (أع 1:8).. وهكذا كان الروح القدس هو قوتهم في الكرازة وخدمة الكلمة.