تقول وزارة الثقافة المصرية, في كتابها الذي أصدره المركز القومي لثقافة الطفل بعنوان: الإبداع في أعمال كاتب الأطفال يعقوب الشاروني, تحت عنوان: المحافظة علي البيئة وحمايتها من التلوث: من الموضوعات والقضايا المهمة, حماية البيئة من التلوث, خاصة بعد ظهور بعض السلوكيات السلبية لتلوث البيئة مثل تلوث نهر النيل, وقطع الأشجار, وتجريف التربة.
ففي قصة الرحلة العجيبة لعروس النيل, في ثنايا الحكي, يظهر الكاتب أ.يعقوب الشاروني أهمية وفوائد نهر النيل والماء في حياتنا, كما يشير إلي مظاهر تلوث النيل وأضرار ذلك. ولا يقتصر علي ذلك, بل يهيئ ذهن القارئ للحلول المختلفة لهذه القضية.
- وقد اختارت معاهد جوته الألمانية العالمية هذه الرواية القصيرة, كأفضل عمل موجه لأطفال مصر في مجال حماية نهر النيل, فيقول مدير المعهد: في أسطورة الشجرة الهاربة لجيرهارد فابيان- مؤلف قصص الأطفال الألماني- نقرأ عن شجرة زيزفون صممت علي الرحيل, لأن جذورها تسممت بفعل البشر, ومعها رحلت جميع النباتات والحيوانات.. وأسوأ من ذلك, رحل معهم جميع الأطفال.
ومجتمع يخلو من الأطفال, مجتمع بلا أمل.. وقد كان هذا النداء الموجه إلي البشر للحفاظ علي الطبيعة التي هي عماد حياتهم, حافزا قويا لكاتب قصص الأطفال المصري الأستاذ الشاروني, أن يؤلف قصة الرحلة العجيبة لعروس النيل, إذ لا يوجد علي سطح الأرض بلد يعتمد اعتمادا كليا علي المنحة الوحيدة التي وهبته إياها الطبيعة, مثل اعتماد مصر علي النيل, فيهب الأطفال المصريون لنجدة نيلهم, مانح الحياة لكل فرد في هذا البلد الجميل, وهذا هو الهدف الأهم.. إنها قصة تدعونا إلي التأمل والتمعن. وقام معهد جوته بالتعاون في طباعة القصة في سلسلة المكتبة الخضراء, وتوزيعها علي مكتبات المدارس المصرية بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل.
وتتضمن الرواية إشارة إلي بعض مصادر تلوث ماء النيل, مثل: زجاجات البلاستيك, والأكياس المملوءة بالقمامة التي أصبحت بسببها رائحة الماء غير طبيعية.. أيضا مخلفات مصانع الأسمنت والنفايات والعلب الفارغة. ومن خلال الإشارة لأسباب التلوث, يفهم الطفل ويستوعب أسباب هذا التلوث, وبالتالي يتجنبها من أجل المحافظة علي ماء النيل نظيفا.
ويضيف كتاب وزارة الثقافة: والكاتب يناشد أيضا الفلاحين الذين يستحمون في ماء النيل ويغسلون ملابسهم فيه وكذلك حيواناتهم. كما يناشد أصحاب المصانع الذين يلقون في النيل بالنفايات والمخلفات, وكل الناس الذين يلقون أكياس البلاستيك والقمامة والعلب الفارغة, وكذلك مخلفات السفن, والمبيدات الحشرية والأسمنت, ليتجنبوا فعل كل ذلك.
ويؤكد كتاب وزارة الثقافة, أن هذه الرواية القصيرة تضع المجتمع كله, منذ أول سطر فيها, في موضع المسئولية, لإحداث التغيير المتعلق بمختلف جوانب الأنشطة الإنسانية المرتبطة بمياه النيل, والقصة تبدأ بأصدقاء خمسة من البنات والصبيان الصغار, تجمعوا في حديقة منزل واحد منهم تطل علي النيل. وهناك سمعوا صوت بكاء يثير الشفقة.. وكانت المفاجأة هي اكشافهم أنه بكاء صادر عن عروس النيل, وقد خرجت من النهر تبكي بعد يومين فقط من الاحتفال بوفاء النيل الذي نزلت فيه إلي أعماق النهر. وتحكي عروس النيل كيف قابلتها بقية عرائس النيل بغير ترحيب, لأنهن غاضبات من العالم الذي جاءت منه, والذي أصبح يهدد حياة النهر العظيم. وأخذنها معهن في رحلة داخل ماء النهر, لتكتشف عشرات من أنواع التلوث الذي يحاصر عناصر الحياة داخل الماء, من أسماك ونباتات وغيرها.
وتنتهي الرواية والأصدقاء يقولون في تصميم: سنذهب إلي كل الناس ونسألهم: ماذا يجب أن نفعل لكي نحافظ علي صحة نهرنا العظيم, بعد أن تسببنا في إصابته بالمرض؟