لعلها من المرات القليلة فى عالمنا العربى التى تخوض فيها جمعية أهلية عربية، تجربة نشر ثقافة المساواة بين النساء والرجال من خلال الأساليب الفنية لتكون من ضمن برامجها حول حقوق النساء والشباب، كألية سلسة لنشر ثقافة المساواة ونبذ العنف وتحقيق السلم الأهلى.
ومن هنا جاءت فكرة مهرجان “الثقافات البديلة” أو”ALTERNATIVES” والذى نظمته جمعية رؤية حرة بتونس،بالتعاون مع جمعيات أهلية أخرى.
“وطنى نت” حاورت رئيسة جمعية “رؤية حرة” السيدة عربية الجبالى، الناشطة الحقوقية الطم
عن بدايات فكرة المهرجان، قالت الجبالى: تنتهج الجمعية الأساليب الفنية ضمن برامجها حول حقوق النساء والشباب والوقاية من العنف السلوكيات المحفوفة بالمخاطر لدى اليافعين والشباب، كألية سلسة لنشر ثقافة المساواة ونبذ العنف وتحقيق السلم الأهلى، وكانت التجربة متواصلة لأكثر من ست سنوات بين مسرح الحوار والرسم والإنتاج السمعى- البصرى الذي يحفز على الحوار لمعالجة القضايا باختلافها، ثم تطورت الفكرة فى اتجاه جمع كل هذه الأشكال التعبيرية الفنية وغيرها فى فضاء جديد مختلف عن الفضاءات الكلاسيكية وبعيدًا عن التقليدية لكى يقبل عليه الحضور ويتفاعل معها بكل سلاسة وأريحية، مع توحيد الهدف وهو نشر ثقافة المساواة بين الجنسين بعد ما شهدته تونس والعالم العربى من ارتفاع صادم للعنف ضد النساء والفتيات الذى تضاعف إلى أكثر من سبعة أضعاف، وأيضا لما تعانيه نسبة كبيرة من النساء من هشاشة اقتصادية تجعلها مستضعفة لتكون ضحية عنف بشكل أو بأخر، حيث انطلقت المبادرة – التى تطورت بفضل المقاربة التشاركية بين المساهمين فى تنفيذها وتأثيثها – كتظاهرة ثقافية بديلة ملتزمة بمشاغل وهموم المجتمع الأساسية، بهدف تطويره عبر مسرح المنتدى والسينما والورش الحوارية والأنماط الموسيقية المختلفة والترغيب فى العودة إلى الكتاب ومصادقته، إضافة إلى خلق “سوق بديلة” للمنتجات الفنية والحرفية والصناعات التقليدية، فكان أن اجتمعت كل هذه الفنون على امتداد يومين رغم الإمكانيات المتواضعة جدا فى غياب التمويل الإعلانات.
-ثقافة المساواة بين الجنسين:
وتابعت عربية الجبالى: ولعل الهدف الرئيس من تنظيم مهرجان الثقافات البديلة هو نشر ثقافة المساواة بين الجنسين من خلال أشكال تعبيرية وحركة ثقافية تكسر السائد والنمطى على الصعيد الاجتماعى
وأضافت الجبالى: تواصلت معنا جمعيات من فرنسا، بلجيكا ،غينيا والمغرب بهدف المشاركة فى الدورة الثانية العام المقبل، و اذا ما انتهت اجراءات كورونا فإن الدورة الثانية للمهرجان ستكون دولية، وأحلم بمشاركة مصر، ليبيا، الجزائر، ف
-فعاليات وأنشطة وحوارات:
كان من ضمن شروط المهرجان أنه ممنوع استعمال البلاستيك في اى شىء، للتعود على المحافظة على البيئة، وتضمنت الدورة الأولى للمهرجان معرضًا للحرف والفنون التشكيلية والموزاييك والكتب وعروض موسيقية متنوعة وورشات فى المسرح وثقافة المساواة بين الجنسين فى كل المجالات ، كما تم إثراء المهرجان بمعرض كتب وبفضاء “السوق البديلة” الذى قدمته الفنانات والحرفيات – خاصة بعد تضرر القطاع من كورونا- حيث تضمن عرض لوحات فن تشكيلى ومنتجات الصناعات التقليدية للنساء الحرفيات وعرض منتجات فنية من الموزاييك والخشب والمواد التجميلية البيولوجية…وتخللت فعاليات المهرجان عروض موسيقية تراوحت بين الجاز Jazz والموسيقى الإفريقية وموسيقىالريجى Reggae وغيرها، حيث استمتع من خلالها الجمهور الحاضر والجمهور المتابع للبث المباشر على الانترنت بهذا التنوع الثرى .
– المشاركون يتحدثون:
كان من المهم التعرف على إنطباعات المشاركين فى هذا المهرجان وعرض رؤاهم حول سبل تطوير ودعم مثل هذهالمهرجانات فى المستقبل القريب.
دوجا سليمان: تضمن المهرجان
لذلك ندعم – نحن محبي الطبيعة والتخييم- أن تكون هنالك دورة ثانية لهذا المهرجان من أجل التعاون في نشر السياحة الإيكولوجية والثقافات البديلة.
ملاك بوعلاقى: أرى أن الثقافة البديلة تلعب دورًا كبيرًا فى ضمان التنمية المستدامة والتطور الثقافي العربي،بالإضافة إلى أنها تضمن المساواة بين الجنسين لأن هؤلاء النساء مستقلات ماليًا ويؤثرن على المستوين الاجتماعىوالاقتصادى،
احمد دريدي: كان للمهرجان دور مهم لدعم النساء اللواتى يسعين لتحقيق استقلاليتهم من خلال مشاريع حرفية صغيرة، اذ وفر لهم المهرجان أماكن عرض ودعمهم فى وسط أجواء ممتعة.
شيماء السرايرى: اول مرة أشارك فى تظاهرة كهذة، فقد كانت الأجواء عائلية وأحببت كثيرًا فكرة معرض المنتجات اليدوية والتخييم، علمًا باننى من عشاق التخييم الذى انقطعت عنه منذ فترة طويلة، وبدون تردد سوف أعود للتخييم وهذا بفضل هذه التظاهرة والأصدقاء الجدد الذينتعرفت عليهم هنا، أما بالنسبة لقضية المساواة بين الجنسين فقد تفاعلت مع الرسائل التى بعثت من خلالجميع ورش العمل ومراحل المهرجان بطريقة سلسة.
-المساواة أحد دعائم المواطنة:
كما لعب الحضور المهم للعنصر النسائى في المهرجان دورًا مهمًا لإبراز ثقافة المساواة بين الجنسين الذي يعتبر في تونس-بل وفى العالم بأسره- أحد دعائم المواطنة .
هالة منصور:أتصور أن الوقت مناسب لطرح مسالة الثقافات البديلة خاصة مسألة الاقتصاد الاجتماعىوالتضامنى وتأثيرهما على حرية المرأة والمساواة بين الجنسين، وكيف ستساهم فى خلق الاستقلال المالى للمرأة.
سندس اليحياوى: مهرجان الثقافات البديلة هو مهرجان ثرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو عبارة عن فسيفساء من ثقافات مختلفة ورؤى متنوعة وتمازج بين الموسيقى والرقص والغناء مع معرض للحرف التقليدية التى تتماشى مع نسق الموسيقى، وكنت من بين المشاركين بلوحات فسيفساء متنوعة تحمل موضوعات مختلفة.
لطيفة الطرودى:انا عارضة فسيفساء، أقوم به كهواية وفي ظل الصعوبات الاقتصادية التى تشهدها تونس هذه الأيام،تحولت الهواية الى مورد رزق