تمر اليوم الذكرى الرابعة والعشرين، لرسامة قداسة البابا تواضروس الثاني، في الأسقفية – 15 يونيو 1997 بيد مثلث الرحمات المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث – و كان يبلغ حينما تم رسامته في الأسقفية ٤٥ عامًا، كأسقف عام لمساعدة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، وتزامل في الرسامة الأسقفية مع الأنبا غبريال أسقف بني سويف، والأنبا رافائيل.
والاسم الميلادي لقداسة البابا تواضروس هو وجيه صبحي باقي سليمان، وترهبن في 31 يوليو 1988، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، باسم الراهب ثيئودور الأنبا بيشوي، والتحق بعد الأسقفية بلجان “الإيمان والتعليم والتشريع، والعلاقات الكنسية، والرعاية والخدمة” في المجمع المقدس، قبل أن يبرع في لجنة الطفولة.
كان البابا تواضروس، بدأ الخدمة الكنسية في صيف المرحلة الأولى الثانوية سنة 1968 في كنيسة الملاك الأثرية بدمنهور، مع القمص ميخائيل جرجس الذي كان أب اعترافه، وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، بالتزامن مع رسامته أمين خدمة كنيسة الملاك دمنهور، كما سيم أغنسطسًا في 27 سبتمبر 1975 بيد الأنبا باخوميوس.
وقبل التحاقه بالرهبنة حصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية من إكليريكية الإسكندرية سنة 1983، وحصل على زمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا سنة 1985، ودرس دراسات عُليا في الهندسة الصيدلية في جامعة الإسكندرية.
والبابا تواضروس من عائلة كهنوتية، فكان أول كاهن في تاريخ عائلته الحديث هو القمص أنطونيوس باقي (عمه)، رسم سنة 1969، ثم القمص يوحنا باقي 1972 (كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة)، ثم القمص باخوم حبيب (وهو كاهن حالي في كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا) وتلاهم الأنبا تواضروس كراهب، وبعده رسم القس أنطونيوس باقي سنة 1996 كاهن كنيسة السيدة العذراء وماريوحنا، سان فرنسيسكو، أمريكا – وهو ابن عم البابا، ثم القمص يونان، والقمص زكريا.
وخدم البابا في الدير قبل رهبنته في المطبخ (مبنى الضيافة “القصر”)، وقضى في خدمة ذلك المكان سنتين، بجوار مضيفة استقبال الزوار لتقديم الطعام وخلافه وصيدلية الدير، واختار اسم “ثيودور” له البابا الراحل شنودة الثالث، وبعد الرهبنة أصبح مسئولًا عن استقبال الزوار (رحلات، أفراد، معرفة الدير وتاريخه)، وبعد عام رسم قساً يوم السبت الموافق 23 ديسمبر 1989.
انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة إيبارشية البحيرة بدمنهور بعد رسامته كاهنًا بشهرين في يوم الخميس الموافق 15 فبراير 1990، وسافر كراهب إلى الخارج ثلاث مرات: منها مرتان عام 1990، و1993 إلى قبرص لحضور لقاءات مسكونية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، حول “الكنيسة والتنمية”، والمرة الثالث عام 1995 عندما سافر إلى ليبيا، لمساعدة الكهنة المشاركين في الخدمة بطرابلس وبني غازي، وبعد الأسقفية، قام البابا بدراسة “التعليم المسيحي والإدارة” في سنغافورة، واشتهر قداسته في خدمة الأسقفية فالتدبير والحكمة والإبداع في شكل الخدمة وعرف بالانفتاح مع الحفاظ على التعاليم والطقس، وبرع في خدمة الأطفال إلى أن اختارته السماء بابا وبطريركا للكرازة المرقسية خليفة للقديس مرقس الرسول.