درجة حرارة الأرض في ارتفاع مستمر، خطر يهدد الكوكب، ويفرض طرح القضية في قمم المنظمات الأممية، وهو ما دعا الامم المتحدة لمنح أولوية قصوى لقضية التغير المناخي منذ سنوات طويلة، للوصول لما أطلق عليه “صفر انبعاثات”، ويعني أننا لا نضيف انبعاثات جديدة إلى الغلاف الجوي. فسوف تستمر الانبعاثات، ولكن ستتم موازنة ذلك عن طريق امتصاص كمية مماثلة من الغلاف الجوي.
عملياً، انضمت كل الدول إلى اتـفاق باريس بشأن تغير المناخ، والذي يدعو إلى الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. ومع ذلك، إذا واصلنا ضخ الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ، فسوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع لأكثر من 1.5 درجة إلى مستويات تهدد حياة الناس وسبل عيشهم في كل مكان.وهذا هو السبب وراء الالتزام الذي أبداه عدد متزايد من البلدان بشأن تحقيق حياد الكربون، أو الوصول بالانبعاثات إلى درجة الصفر في غضون العقود القليلة القادمة. إنها مهمة كبيرة تتطلب إجراءات طموحة تبدأ الآن.
في هذا الصدد يتباحث الامين العام للأمم المتحدة انطونيو جويتريش في هذه القضية قبيل انعقاد قمة مجموعة السبع، وقال: ” متوسط ارتفاع درجة الحرارة بالنسبة لمستويات ما قبل العصر الصناعي يقف عند 1.2 درجة مئوية، وهذا قريب جدا من 1.5 درجة مئوية التي يقول العلماء إنها الحد الأقصى لتجنب تطورات كارثية في العالم، “وعندما نكون على حافة الهاوية نحتاج لأن نتأكد أن الخطوة المقبلة هي في الاتجاه الصحيح”.
ثلاث أولويات رئيسية
وتحدث الأمين العام عن ثلاث أولويات رئيسية يجب أخذها في عين الاعتبار:
أولا، تشكيل تحالف عالمي لصافي انبعاثات صفرية للغازات الدفيئة بحلول منتصف القرن.
ثانيا، تجديد التركيز على بناء مرونة المجتمعات أو ما يعرف بالتكيّف.
ثالثا، التمويل كأداة رئيسية لدعم البلدان النامية حتى تكون طموحة أيضا في أهداف التخفيف الخاصة بها، ولتقدر على التصدي للتحديات التي تواجهها الشعوب بالفعل بسبب تغير المناخ.
التزمت جميع الدول السبع بصافي انبعاثات صفرية مع حلول 2050، وهو ما يعني ان الانبعاث يتم التحكم فيه، وقدمت مجموعة الدول العشرين مجموعة من المساهمات المحددة وطنيا، “والتي تظهر إرادة قوية للغاية لخفض الانبعاثات بشكل كبير في العقد المقبل حتى 2030”.
وأكد جوتيريش :”أعتقد أننا في طريقنا إلى حيث نريد أن نكون وشدد المسؤول الأممي على أهمية زيادة دعم التكيف والمرونة للسكان والمجتمعات. في هذه اللحظة، فإن دعم التكيف في تمويل المناخ يشكل 21 % من تمويل المناخ، واقترح الوصول في عام 2024 إلى 50 %
وأشار إلى أنه من المهم للدول المتقدمة أن تفهم أنه في الدول النامية، مع الجفاف والعواصف والتأثيرات السلبية، يعاني الناس بالفعل بطرق تستحق وتحتاج إلى تأثير وتأكيد قوي لدعمهم لبناء المرونة في المجتمعات.وأعرب عن أمله في أن تقدم الدول شرحا ملموسا وواضحا لكيفية الوفاء بالتزام تمويل المناخ بقيمة 100 مليار دولار للدول النامية.
وكان الأمين العام قد اجتمع مع رئيس مؤتمر الأطراف 26 الذي يسُعقد في جلاسكو في وقت لاحق من هذا العام، وابلغه ان: “ثمة التزام قوي من الحكومة البريطانية لإنجاحه (المؤتمر)، نريد أن نتعاون بشكل كامل مع الحكومة البريطانية للتأكد من أنه في التكيف والتخفيف والتمويل يظهر الطموح لإنجاح مؤتمر الأطراف، والسماح بأن يكون هدفنا الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية واقعيا