لم أكن أتخيل وأنا في طريقي إلي أوبرا (دبي) أول أيام عيد الفطر المبارك مدعوا من ابنتي ياسمين المقيمة هناك والتي أصرت علي اصطحابي إلي (دبي) بعد وفاة زوجتي وشريكة عمري رحمها الله إثر الإصابة بكارثة الوباء اللعين ولم تستطع للأسف المقاومة لأكثر من أسبوعين ولكنها مشيئة الرحمن عز وجل.
وأعود إلي حيث دعتني ابنتي إلي دار الأوبرا حيث أعلن عن حفل لمدة يومين فقط أول وثاني أيام العيد والبطل في هذا الحفل حفل عبدالحليم حافظ ولعل يتدارك القارئ بأنه حفل يقدم فيه التراث الجميل لفنان الشعب وحبيب المصريين عبدالحليم حافظ من فنانين معاصرين أو فرقة مثل الموسيقي العربية وخلافه.
ولكن الجديد في الأمر هو حفل لعبدالحليم حافظ مجسدا علي المسرح بطريقة الهيلوجرام وهي ما تعرف في التكنولوجيا (بالثري دايمنشن).
وامتلاء المسرح عن آخره, ولا يفوتني أن دار أوبرا دبي, مصممة علي أحدث الطرز المعمارية وتسع القاعة المكونة من صالة ولوجات, وبلكون لأكثر من أربعة آلاف تقريبا والمسرح رائع بدرجة تدعوا للانبهار, ويقع مكانها وسط الحي الثقافي والتجاري في (دبي), منطقة تشبه إلي حد كبير وسط واشنطن D.C)) شيء يدعوا للفخر والزهور بالمنظومة العمرانية كلها!!
ونعود للحفل حيث أعلنت الإذاعة الداخلية عن التنبيهات المعتادة بالاحتراز, والتباعد والخروج من المسرح بعد انتهاء الحفل طبقا لاصطحاب المرشدين لكل مجموعة حتي لا يحدث تكدس في الخروج.
وكانت مقاعدنا أنا وابنتي علي طرف وسط الصف الرابع أمام المسرح حيث تحاول إبنتي أن تقترب من المشهد بقدر الإمكان وهذه الأماكن الأمامية في المسرح هي الأغلي والأكثر إقبالا عليها.
وانطفأت الأنوار وارتفع الشعار الضخم عن فرقة موسيقية وكورس علي جانبي المسرح.
وإذ بالإضاءة والليزر تنبعث في أرجاء المسرح (Stage) ويقف أمامنا (عبدالحليم حافظ) (مجسما) يبتسم ويشير للجمهور بيديه محييا وينحني وتميل رأسه يمينا ويسارا معبرا عن تقدير وشكره للحضور العظيم الذي أبهره!!
وأعطي إشارة للفرقة الموسيقية التي أعتقد أنها وهمية أيضا رغم وجودهم أحياء علي المسرح إلا أن الموسيقي بصوت (عبدالحليم حافظ) وحركة شفاهه مع أجمل أغانيه القديمة (أسمر يا أسمراني, والليالي, ونعم يا حبيبي نعم, وصدفة) وغيرهم.
ومع انتهاء كل أغنية وتصفيق الجمهور وهذا الشيء الحقيقي الوحيد في المشهد حيث الجمهور منفعل مع المشهد وتحمل الأغاني عظيم الذكريات لغالبية الحضور, حيث بفحص البعض ممن هم قريبون من مجلسي بالمسرح هم جيل (عبدالحليم حافظ) مثلي نفس الأعمار والتي تحمل نفس الذكريات مع هذه الكلمات التي عايشناها معه الله يرحمه!!
ومع كل أغنية جديدة علي المسرح ينبعث الليزر لكي يسحب الصورة المجمسمة ويعيدها في زي آخر وتبدأ أغنية أخري.
وهنا الإساءة الفادحة من وجهة نظري التي أساءت للشخصية الرائعة التي يقدمونها لنا الأزياء مجموعة من البدل الحمراء, والخضراء, والزرقاء الفاقع لونها ومقاساتها غير المناسبة لجسم المرحوم عبدالحليم حافظ.
لقد أساءوا إلي الفنان الكبير وإلي المشهد بهذه الملابس العبثية وكأنهم يقولون هذا (القرد أبوصديري) آسف جدا, وأنا أستعيد هذا الوصف الذي جاء في فيلم معبودة الجماهير حينما اتهموا (عبدالحليم) في بداية مشواره وحبه للفنانة(شادية) (أحداث الفيلم) بأنه (القرد أبوصديري)!!
لقد كانت كل بدلة مع تغيير المشهد في كل أغنية من الأغنيات التي قدمها في هذه الليلة إساءة ما بعدها إساءة, ولعلي بمقالي هذا ألفت النظر إلي من يهمه الأمر, ربما وزيرة الثقافة, وزير السياحة أو رئيس مجلس الوزراء بنفسه.
وإن لم يتحرك أحد فأنا أعتقد أن أحفاد عبدالحليم (من أخيه وأخته) قادرون علي عن الدفاع عن هذا الرجل المصري المحترم المرحوم (عبدالحليم حافظ)!!
لقد أساءوا إلي الفنان الكبير وإلي المشهد بهذه الملابس العبثية