يواجه الأشخاص المصابون بالمهق” البرص” تمييزاً سلبياً ضدهم بل واضطهاد شديد في اماكن متفرقة من العالم، بشكل عميق اجتماعياً وطبياً، وفي افريقيا تحديداً غالبا ما يكونون هدفا لمعتقدات وأساطير خُرافية. الأمر الذي لا يعزز تهميشهم واستبعادهم الاجتماعي، ويؤدي إلى أشكال مختلفة من الوصم والعنف.
إن اضطهاد المصابين بالبرص يعتمد على الاعتقاد بأن بعض أجزاء الجسم عند المصابين بالبرص تنقل قوى سحرية. تتواجد هذه الخرافات بشكل خاص في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية، تم نشرها واستغلالها من قبل السحرة وغيرهم ممن يستخدمون أجزاء الجسم كمكونات في الطقوس والبدع والجرعات التي يدّعون أنها تجلب الرفاهية لمن يستخدمها،ونتيجة لذلك، يتعرض المصابين بالبرص للاضطهاد والقتل والتشويه، كما يتم حفر قبورهم ونبشها في بعض الأحيان.
وفي الوقت نفسه، وفي مناطق اخرى، يتم نبذ وقتل الأشخاص المصابين بالبرص لأسباب معاكسة تماماً، حيث يعتقد البعض أنهم ملعونون ويجلبون الحظ السيء. يحدث هذا الاضطهاد في الغالب في المجتمعات الإفريقية وجنوب الصحراء الكبرى ولا سيما الأفارقة الشرقيين.،ولا تزال بعض الأساطير الخاطئة التي تعود إلى قرون مضت، ظاهرة في المواقف والممارسات الثقافية على مستوى العالم، مما يعرض أمن وحياة الأشخاص المصابين بالمهق لخطر دائم. الامر الذي دفع الأمم المتحدة لتنظيم التوعية بالمرض ودعم المصابين، واحياء يوم عالمي للتوعية بالمهق يوافق 13 يونيو من كل عام.
في هذا الصدد قال الأمني العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش: “على الرغم من ان الخرافات والاساطير تقف عقبات تحول دون الرفاه والأمن، يواصل قادة المنظمات التي تمثل الأشخاص المصابين بالمهق، العمل الجاد لدعم المصابين”.
واوضح جوتيريش إن عنوان الاحتفال باليوم العالمي للمهق هذا العام هو “العزيمة في مواجهة كل الصعاب”وقال:” اختير هذا العنوان ليعكس مرونة ومثابرة وإنجازات الأشخاص المصابين بالمهق ” البرص” في مواجهة المفاهيم الخاطئة المتفشية عنهم والتمييز والعنف الموجه ضدهم، والعمل على تحقيق الالتزامات الهادفة، مثل خطة العمل بشأن المهق في أفريقيا وعمل الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بالمهق في تعزيز حقوق الأشخاص المصابين، من اجل ان ياخذ اولئك المصابون مكانهم الصحيح في منصات صنع القرار حول العالم”.
ويؤكد الأمين العام:” أقر بالحاجة الماسة لإزالة الغموض المحيط بالحالة وإنهاء التمييز، لا يزال يتعين القيام بالكثير، ويجب حماية وإعمال حقوق الإنسان لجميع الأشخاص المصابين بالمهق وتقديم ما يلزمهم من الدعم والرعاية”.
وفي بيانها بمناسبة إحياء هذا اليوم، كررت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، دعوة أمين عام الأمم المتحدة لحماية الأشخاص المصابين بالمرض.
وفيما تفاقم الجائحة التحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالمهق، أشارت باشيليت إلى أنه في بعض البلدان، يتعرضون للأذى من خلال تسميتهم بأسماء مثل “كورونا” “و”كوفيد-19″، بل ويتم “استبعاد بعضهم من مجتمعاتهم”.
وقالت المفوضة السامية: “أدعو الدول والمجتمع الدولي إلى مواصلة بناء وتعزيز الشراكات مع الأشخاص المصابين بالمهق والمنظمات التي تمثلهم، لضمان إشراكهم في صنع القرار الذي يهمهم وتعزيز تمتعهم بجميع حقوق الإنسان”.
تقدر الأمم المتحدة نسبة المصابين بالمرض في أمريكا الشمالية وأوروبا بمصاب كل 17 الف مصاب، وترتفع النسبة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ يعاني واحد من كل 1400 تنزاني من هذه الحالة. وفي زيمبابوي، وفي مجموعات عرقية محددة أخرى في جنوب أفريقيا، يرتفع معدل الانتشار إلى واحد بين كل 1000 شخص.
الجدير بالذكر ان المهق،او البرص، هو حالة نادرة غير مُعدية، وراثية، تظهر في الذكور والاناث، وهي ناتجة عن نقص في صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين، مما يتسبب في ضعف بصري لدى الشخص المصاب بالمُهق عند تعرضه لأشعة الشمس والضوء الساطع.ونتيجة لذلك، فإن جميع المصابين بالمهق تقريبا يعانون من ضعف البصر، كما انهم عرضة للإصابة بسرطان الجلد.، ووفقاً لليونيسيف، فان المصابون بالمهق اوالبرص يحتاجون إلى حماية خاصة من الشمس. لامكانية اصابتهم بسرطان الجلد