الخطوات المقدسة التي باركت مصر بقدوم رحلة العائلة المقدسة إليها.. وعلي هذه الخطوات اقيمت الاحتفالات في أغلب النقاط التي زارتها العائلة المقدسة.. وسط مطالبات بجعل هذا العيد الكنسي عيدًا قوميًا لمصر كلها حتي يعرف الجميع أن مصر هي البلد الوحيد التي زارها السيد المسيح.. ومن ضمن المطالبات إدراج رحلة العائلة المقدسة في المناهج الدراسية المصرية وجاء ذلك في ظل إهتمام الإرادة المصرية بهذا المشروع
في إطار المشروع القومي لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة والذي يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أقيمت إحتفاليات مهيبة على مدار ثلاثة أيام من الإثنين الماضي إلى الأربعاء. منها الاحتفاليات الخاصة ببروتوكول تعاون بين جامعة الزقازيق ومعهد الدراسات القبطية على مدار ثلاثة أيام.
في اليوم الأول أقيم الاحتفال الرسمي بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية في مبنى معهد الدراسات القبطية.
أما اليوم الثاني الموافق الأول من يونية الجاري، فقد شاهدت ربوع مصر كلها احتفالاً كنسياً بإقامة قداسات بالكنائس والإيبارشيات احتفالاً بهذا اليوم المبارك. وفي نفس اليوم وضمن بروتوكول التعاون، أقيمت احتفالية بمطرانية الزقازيق ومنيا القمح وعروض فنية بمنطقة تل بسطا ثم زيارة المتحف المكشوف والبئر المقدس. وأقيمت أيضا احتفالية كبيرة على ضفاف النيل بكنيسة العذراء مريم بالمعادي برعاية مؤسسة مارتيريا للتنمية والثقافة.
أما اليوم الثالث توجهت مجموعة علماء من العديد من جامعات مصر إلى مقر جامعة الزقازيق للمشاركة في يوم علمي بحضور باحثين وأثريين وعلماء في مجال التاريخ والأثار بمشاركة معهد الدراسات القبطية ومعهد حضارات الشرق الأدنى القديم، وحضروا أيضا افتتاح متحف أثري بمقر الجامعة.
مصر تحتفل وتفرح ببركات العائلة المقدسة
عاشت مصر بقياداتها ووزرائها ونوابها وعلمائها وجامعاتها وأساقفتها فرحة احتفال مهيب بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، الاثنين الماضي، وأقام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرئيس الأعلى لمعهد الدراسات القبطية، والأستاذ الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية احتفالاً رسمياً ضمن سلسلة احتفالات هذه الأيام المباركة. لمست وطني اقبالاً واضحاً بشغف ولاحظنا مشاركة الوطن كله بكل أطيافه مما يجعله احتفالاً وطنياً يمثل جموع المصريين.
حضر الحفل أكثر من خمسون عضوًا من مجلسي الشيوخ والنواب وعلى رأسهم السيدة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ، ولفيف من الوزراء منهم الدكتور خالد العناني وزير السياحة والأثار، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج والدكتور على مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ومن الحضور أيضا السفير محمد حجازي مستشار وزير التنمية المحلية والدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة، ورئيس الخزانة العامة ومصلحة سك العملة ومندوبين من وزارة المالية، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة والدكتور كمال شاروبيم الأمين العام للمجالس المتخصصة برئاسة الجمهورية.
بدأ الحفل باستقبال الضيوف ثم وصول موكب قداسة البابا تواضروس وسط خورس من الألحان، إلى قاعة الأنبا رويس ووقف الجميع لإلقاء السلام الوطني.
عجبان: العائلة المقدسة جاءت طالبة الحماية واليوم هي تقدم الحماية لمصر
واستمع الحضور لكلمة ترحيب ألقاها الدكتور اسحق عجبان رئيس معهد الدراسات القبطية.. جاء فيها، تحية وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي وراعي المحبة والوطنية التي تجمعنا معاً والتي يمتد تأثيرها إلى كل الوطن وقائد مسيرة العمل والعطاء لبناء الوطن وبناء الإنسان المصري، ورائد المشروع الوطني لإحياء مسار العائلة المقدسة والذي يمثل رمزاً روحياً وإنسانياً للسلام والمحبة بين الشعوب. ستبقى مصر الأرض الطيبة والحصن والملجأ لمن جاء إليها طلباً للسلام والأمان والحماية. ورحلة العائلة المقدسة في أرض مصر هي مخزون حضاري راسخ في أعماق الشخصية المصرية كحقيقة كتابية وتاريخية وأثرية تحمل تأثيرات حضارية وثقافية وبركات روحية وقيمًا إنسانية. مؤكداً أن العائلة المقدسة التي جاءت إلى مصر منذ أكثر من 20 قرناَ من الزمان طلباً للحماية هي اليوم تقدم الحماية لأرض مصر ونيلها وشعبها وجيشها وقادتها.. وليرفع الرب عن مصر والعالم ذلك الوباء المستجد ليعود الاطمئنان والأمان كما كان دايماً بين ربوعها.
شعلان: تفتخر جامعة الزقازيق باكتشاف بئر العائلة المقدسة
أوضح رئيس جامعة الزقازيق الدكتور عثمان السيد شعلان، أنه في إطار المشروع الوطني الذي يرعاه الرئيس السيسي، تفخر جامعة الزقازيق باكتشافها بئر العائلة المقدسة في تل بسطا عام 1991م حيث تحتفل اليوم بمرور ثلاثين عاماً على اكتشافها الذي يمثل إضافة تاريخية ومكانة لمصر الحضارية على خريطة السياحة العالمية. وهذا المسار خير شاهد على أن مصر أرض الكنانة والأمان لكل من لجأ إليها، وقد وجد السيد المسيح والعذراء مريم في مصر الملجأ على أرضها والأمان بين أهلها وكانت تل بسطا قبلتهم الأولى في مصر التي وصلوا إليها يوم 24 بشنس الموافق الأول من يونية. وشكر كل من تبنى هذا المشروع العظيم الذي يؤكد أن مصرنا مازال بها المزيد مما لم يكتشف بعد، وأننا لدينا ما نبهر به العالم.
أفلام تسجيلية تتصدر فقرات الحفل
عرض فيلم تسجيلي عن أنشطة معهد الدراسات القبطية الذي نوه خلاله قداسة البابا تواضروس أن معهد الدراسات القبطية تأسس عام 1954 في حبرية المتنيح قداسة البابا يوساب الثاني. وشرح الدكتور إسحق عجبان أن من أهداف المعهد التعاون مع الهيئات والجامعات والمؤسسات العلمية داخل مصر وخارجها لتحقيق رسالة علمية متطورة. ومن ضمن الانتاج العلمي المثمر الذي قام به المعهد إصدار كتاب عن رحلة العائلة المقدسة وتمت ترجمته إلى لغتين الإنجيليزية والروسية.
ثم عرض فيلم تسجيلي عن الزقازيق وفي بدايته جاءت كلمة الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق، الذي أشار أن أول نقطة في رحلة العائلة المقدسة كانت مدينة بو بسطا (تل بسطا بالزقازيق حالياً) وتباركت الأرض المصرية بمعجزات السيد المسيح وتحققت نبؤة أشعياء النبي “مبارك شعبي مصر”.. الأصنام سقطت بوصوله عندها والآبار أنبعت مياها وزرع البلسم ينمو في غبر أوانه ومكانه والخيرات تعم في كل مكان وصارت أرض مصر بمجئ المسيح إليها هي الأرض المقدسة لأن المسيح مشى على أرضها وعاش بين أهلها وشرب من نيلها وتغزى من قمحها لذلك نالت مصر بركة عظيمة.
ثم ظهر رئيس جامعة الزقازيق شارحاً اكتشافات تل بسطا التي بدأت من الثمانينات حتى عام 1991 ولم تظهر تلك الاكتشافات للنور إلا مع اهتمام الرئيس السيسي بمسار العائلة المقدسة.
أوضح كذلك رئيس جامعة الزقازيق أهمية البروتوكول الذي تم مع معهد الدراسات القبطية وأهمية التحرك الأن معا كمصريين لنشر الوعي داخل وخارج مصر عن هذا المسار التاريخي.
عرض أيضا في الفيلم التسجيلي شرح تفصيلي عن اكتشاف بئر تل بسطا على لسان الدكتور محمود عمر مكتشف البئر. والجدير بالذكر أن جامعة الزقازيق أصدرت كتاباً مهماً عن اكتشافات منطقة تل بسطا وخصصت قاعة بالجامعة كمتحف على أعلى مستوى لعرض اكتشافات منطقة تل بسطا.
وزير السياحة: هذا المسار يساهم في تنمية المجتمعات المحلية المحيطة به
وجاءت كلمة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والأثار.. وقال فيها: هذا هو اليوم الذي فتحت فيه مصر ذراعيها واحتضنت العائلة المقدسة التي وجدت بين أهلها الأمن والأمان لأكثر من ثلاث سنوات، باركت خطاها أربابها من شمال سيناء والدلتا والقاهرة إلى الصعيد. إن رحلة العائلة المقدسة تعتبر مسارًا تاريخيًا وروحانيًا تنفرد به الكنيسة القبطية في مصر ومازال يتبارك الناس بزيارة نقاطه.
يعد هذا المشروع أحد أهم المشروعات القومية التي ترعاها الدولة منذ عدة سنوات بتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومتابعة مستمرة من دولة رئيس مجلس الوزراء، وتشارك فيه كافة اجهزة الحكومة بالتعاون مع الكنيسة المصرية.
كشف وزير السياحة والآثار في كلمته المحاور الثلاثة التي تعمل من خلالها وزارة السياحة والآثار على هذا الملف السياحي العمراني التنموي المهم والذي من شأنه أن يساهم في تنمية المجتمعات المحلية المحيطة بطول المسار.
المحور الأول الذي يتعلق بالشق الأثري للمشروع وهو تطوير وترميم وصيانة وتوثيق المواقع الأثرية التي مرت بها العائلة المقدسة. أما المحور الثاني يتعلق بتطوير ورفع كفاءة البنية الأساسية للمناطق المحيطة بنقاط مسار العائلة المقدسة والذي تقوده وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع الكنيسة المصرية.
وخلال كلمته، أعلن وزير السياحة والآثار أنه خلال الأيام القادمة سيتم افتتاح مشروع تطوير شجرة مريم، وتفقد مشروع ترميم كنيسة جبل الطير بالمنيا.
وأضاف الوزير أن المحور الثالث يختص بالترويج لرحلة العائلة المقدسة سياحياً، حيث تقوم الوزارة بتنظيم واستضافة العديد من الرحلات التعريفية من الشركات المتخصصة في الحج وجمعيات الحج لزيارة مواقع المسار والترويج له.
كلمات مأثورة لقداسة البابا في الذكرى المباركة
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أكثر من كلمة خلال أيام هذا الاحتفال.. كلها كانت تؤكد مصريته ووطنيته وقوة جذورنا القبطية العريقة..
من أهم ما جاء في كلامه في احتفالية مسرح الأنبا رويس: إن الاهتمام بمسار العائلة المقدسة يمثل صورة جميلة فريدة يمكننا أن نقدم بها مصر للعالم.. العائلة المقدسة جاءت هرباً من بطش هيرودس وباركت أرض مصر.. والمقولة المصرية الشهيرة “عمار يا مصر” التي قيلت قديماً ويمكن اطلاقها أيضا على زيارة العائلة المقدسة إلى مصر فسارت مصر عامرة بالخير والبركات والنعم الكثيرة عبر التاريخ.
ومن أجمل ما قال قداسة البابا أيضا: أن العائلة المقدسة كان يمكن أن تتوجه إلى الأردن أو سوريا أو لبنان.. فلماذا توجهت إلى مصر؟ نحن نعيش جميعاً منذ أيام الفراعنة حول نهر النيل الذي يتوسط بلادنا. كلنا نتجمع حول النيل، لا يوجد أي دولة في العالم تعيش حول نهر بهذا الشكل. ونحن كمصريين نعيش على أقل من 10 % من مساحة مصر كلها حول نهر النيل. هذا النهر عطانا الماء لنشرب وأيضا عطانا ما يمكن أن نسميه “الوحدة” لأننا كلنا تجمعنا في مكان واحد، لكن أنشأ فينا أيضا روح العائلة فيمكننا أن نقول عن مصر أنها عائلة كبيرة برغم عددنا الذي تخطي المائة مليون. نحن كمصريين نمتاز عن دول كثيرة حول العالم أننا نشأنا من جدر واحد كعائلة كبيرة.. وأراد الله أن يبارك هذه العائلة الكبيرة بالعائلة المقدسة لكي ما تصل البركة لكل أسرة وكل بيت وكل عائلة في مصر.
وفي قداس عيد دخول العائلة المقدسة بكنيسة أبي سرجة في مصر القديمة، تحدث قداسة البابا عن ثلاثة جوانب مهمة في زيارة العائلة المقدسة لأرض مصر، الجانب التاريخي والجانب الجغرافي والجانب الروحي.
الجانب التاريخي لهذا الحدث انه وقع بين نقطتين مهمتين في التاريخ: النقطة الأولى كانت قبل الحدث بحوالي ٧٠٠عام وهي في نبوءة أشعياء النبي حين قال “مبارك شعب مصر” كما قال أيضاً “في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود عند تخومها.” ذلك المذبح الذي تأسس في وسط أرض مصر، وهو الذي صار فيما بعد دير السيدة العذراء مريم الشهير بالمحرق في أسيوط، و”عمود عند تخومها” هو القديس مارمرقس الرسول “كاروز الديار المصرية” لأننا نطلق على الأباء الرسل أنهم “أعمدة الكنيسة”
أما الجانب الجغرافي في هذه الرحلة هو أن رحلة الهروب لم تكن في مكان واحد، فبدأت من الحدود الشرقية من رفح والعريش ثم الفارما ثم الدخول لمنطقة الدلتا ثم فرع رشيد في وسط الدلتا ثم وادي النطرون إلى منطقة مصر القديمة وامتدت إلى المعادي ثم لمناطق القاهرة ثم إلى الصعيد حتى وصلوا الى دير المحرق بجبل قسقام وظلت هناك 6 أشهر وكان الطفل ينمو على أرض مصر ثلاث سنوات يجول فيها وكأنه يبارك المدن والطرق والزرع والمياه والأنهار والهواء وكأنه أراد أن يشمل مصر ببركة خاصة.
نحن نحتفل بهذا العيد من القرن الأول الميلادي، وذلك العيد رتبه الآباء من القرون الأولى، وإن كان في الزمن الأخير بدأت مصر بأجهزتها أن تهتم بالمسار والاحتفال به.
حينما زارت القديسة هيلانه هذه المناطق بنيت كنائس ومواضع مقدسة في محطات الرحلة.. واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين ، فيُقدم هذا المسار بكافة أجهزة الدولة وبقيادة الرئيس، بإظهار هذا العمل وهذا التاريخ وهذه الصفحه التاريخية التي تميزنا بها.
أما المبدأ الروحي فيكمن في معنى كلمة الهروب.. “اهرب لحياتك” ونحن نقرأ في صلاة الشكر ونقول “كل حسد كل تجربة كل فعل الشيطان قيام الخفيين والظاهرين انزعها عنا”.. الهروب من الشر حكمة، والهروب هنا اختيار مهم جدًا للإنسان.. اهرب من الشر الظاهر وغير الظاهر.. اهرب من الناس التى تميل إلى عمل الشرور المتعددة. ولا تقف قدام الشر لكى لا تكون خسر في النهاية وهذا ما فعله القديس يوسف النجار عندما أخذ العائله المقدسة.. “خذ الصبي وامه واهرب إلى مصر”
اهرب من الخطية بكل اشكالها، فإن الخطية تتسلل إلى الإنسان دون أن يدري، فأخطر خطية تصيب الإنسان السائر في طريق الله هي خطية الذات التي تشعر الإنسان أنه الأفضل، وهذه هي الخطية التي أوقعت هيرودس حيث كان يظن أنه لن يموت. من ترتيبات الكنيسة أنها جعلت سر التوبة والاعتراف ليضبط البوصلة الروحية للإنسان، الخطية تجعل الإنسان يبعد عن مساره الروحي ثم تطرحه خارجًا، ولذلك اهرب من الشر كما فعل السيد المسيح وهرب من الخطية بكل صورها..
اهرب من الغضب: فغضب هيرودس جعله يقتل كل الأطفال، الغضب أعماه عن نتائج هذا الشر.. الغضب فعل إنساني يمكن أن يوقع بالإنسان في أشياء لا يمكن إصلاحها، أقنع نفسك أن الغضب لا يصنع حلًا ولا يقدم إجابة وعندما تكلم السيد المسيح قال: “تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ.” (مت ١١: ٢٩). ليكن الإنسان بطيئًا في الغضب… انتبه لحياتك، علم نفسك أن تخرج من الغضب والانفعال.
وفي احتفالية العائلة المقدسة بكنيسة العذراء مريم بالمعادي تكلم قداسة البابا عن: بركات هذه الرحلة المباركة.. إن بركة زيارة العائلة المقدسة إلى مصر هي بركة حقيقية وليست كلامًا، فمصر تعرضت لمحن في أزمنة كثيرة وخرجت منها مرفوعة الرأس، بفضل بركة زيارة العائلة المقدسة لأرضها. فإننا في مصر نعيش عصرًا من الإنجازات الضخمة، فهناك مشروعات زراعية وصناعية وفي مجال الطاقة والبناء والطرق، وهي بمثابة نهضة إنجازات غير مسبوقة ففي زمن قليل أقيمت مشروعات كبيرة. مشيدًا بانتباه الدولة المصرية بكل أجهزتها في السنوات الأخيرة إلى مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة، ذلك الكنز الموجود في كتب التراث والتاريخ. وأكد قداسته على أن للمسار قيمة روحية وثقافية اقتصادية.
وأشاد بموكب نقل المومياوات الملكية الذي جرى بمصر في شهر أبريل الماضي، الذي أبهر العالم وقدم مصر برؤية جديدة، وقال قداسة البابا: “كم كان مدهشًا أن يقف الرئيس يستقبل ملوكًا حكموا بلادنا منذ آلاف السنين” وأضاف: “لقد قدمت مصر الصورة الفرعونية الأصيلة لمجتمعنا المصري، ومسار العائلة المقدسة كذلك يستطيع أن يقدم للعالم كله صورة مشرفة لمصر حيث أنها تهتم بهذا الأثر التاريخي والروحي فضلا عن كونه سبب بركة لنا.”
واختتم قداسته بالحديث عن خمس بركات اكتسبها المصريون من نهر النيل، وهي:
– بركة المياه التي نشربها ونستخدمها في كل أمور حياتنا، وبركة الهدوء والحياة اللطيفة حيث أننا نسكن حول النهر فأخذنا منه طبيعته الهادئة، فصار المصريون يتسمون بالهدوء، فتاريخ المصريين لا يعرف عنفًا. وكذلك بركة روح العبادة، فروح العبادة أمر متجذر فينا منذ أيام الفراعنة، ثم المسيحية، ثم الإسلام. وأيضا بركة الوحدة الوطنية فنحن نسكن متجاورين، دون تفرقة، لذا تربت في داخلنا ما نسميه باللغة المعاصرة الوحدة الوطنية.وأخيرا بركة روح العائلة، فنحن في مصر نعيش بروح العائلة الواحدة ولنا جذر واحد.
وطالب وزارة التربية والتعليم أن تضم الحدث التاريخي لرحلة العائلة المقدسة إلى مناهجها لأنه أمر يفخر به كل مصري. كما طالب بأن يكون الأول من يونية، عيدًا قوميًا.
احتفالية على ضفاف النيل
في ذكرى دخول العائلة المقدسة لأرض مصر، تحتفل كنيسة العذراء المعادي مع مؤسسة مارتيريا للتنمية وثقافة على ضفاف النيل بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية والكرازة المرقسية، ومعه نيافة الحبر الجليل الانبا دانيال سكرتير المجمع المقدس ولفيف من الاساقفة والكهنة على رأسهم كهنة الكنيسة والقمص داود لمعي، كما حضرت الاحتفال السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ونخبة من الشخصيات العامة. وقف الحضور أمام شاشات عرض لشرح مقتطفات عن أهم نقاط مسار العائلة المقدسة.
تخللت الاحتفالية كلمات قداسة البابا تواضروس الثاني، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ونيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار، والدكتورة شيرين سيف رئيس مجلس أمناء مؤسسة مارتيريا، وفيلم وثائقي عن رحلة العائلة المقدسة في مصر، بالإضافة إلى فقرة موسيقية.
الأنبا دانيال: أتمنى أن نحتفل كل عام في نقطة مختلفة على المسار
ليس هذا أول احتفال يقام في هذه الكنيسة، فنحن نحتفل في نفس التاريخ من كل عام بتذكار دخول العائلة المقدسة أرض مصر.. أحب أشكر قداسة البابا تواضروس لعمله الإيجابي الدائم وأشكر أيضا رعاة هذا الحفل من مؤسسة مارتيريا للتنمية والثقافة لاهتمامها بهذا الاحتفال.
أتمنى أن تتم الاحتفالات في الأعوام القادمة في نقاط المسار تباعاً بحيث تكون كل عام في نقطة مختلفة وكأننا نسلط الضوء عليها. وبهذا يكون هناك تنوع يشوق الناس داخل مصر وخارجها.
إن وزارة السياحة والأثار ووزارة التنمية المحلية لهم دور قوي جدا في إنجاح هذا المشروع.. وتأتي ثمار عملهم في افتتاح بعض النقاط التي اكتملت في أول هذا العام.
وفي تصريح خاص لوطني من نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، لاحظنا إنجازًا شديدًا من قبل الدولة في انهاء أعمال هذا المشروع في الأونة الأخيرة وبعض النقاط افتتحت رسمياً.. وهذا الاهتمام جعل قداسة البابا يفكر في زيارة بعض تلك النقاط لمباركة العمل وتشجيع الدولة.
كل النقاط التي تم تجهيزها وافتتاحها من المتوقع أن تبدأ الزيارات السياحية لها حتى يشعر سكان المنطقة بأهمية التطوير ويبدأ تكالبهم على العمل والابداع في أعمال تخدم السياحة فيتحسن الحال الاقتصادي لديهم ويحافظون على المكان.
أيضا يجب دراسة أسلوب الترويج لنقاط المسار حتى يتم الدعاية عن التطوير الذي يتم الأن فيدرك العالم جدية مصر في الوصول إلى تقديم سياحة مريحة وآمنة للسياح.
هذا المشروع يتطلب عمل جاد من كل المصريين.. كلنا يجب أن نتكاتف مع الدولة وخصوصاً المجتمع المدني والمرشدين السياحيين والجامعات.
الدكتورة نبيلة مكرم: هذا العيد ملئ برسائل فرح وتعزية
عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر عيد مليء بالرسائل.. رسائل الفرح ورسائل تعزية.. أول فرحنا أن الله اختار مصر لتكون الملاذ الآمن للعائلة المقدسة، والحقيقة أنه كان من الممكن أن تذهب العائلة المقدسة إلى دولة أخرى من الدول المجاورة ولكن ربنا فضل مصر و لذلك رفع من قيمة مصر.
الفرح الثاني هو فرح البركة التي أخذناها من تلك الزيارة، وهي بركة كبيرة أخذتها مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، في الرحلة الشاقة التي مرت بها العائلة المقدسة في كل أنحاء مصر، وبالأخص الجزء الذى تحركت العائلة المقدسة فيه بمركب بسيط في النيل، النيل الذي نخاف عليه… النيل الذي نواجه تحديات كبيرة جدا من أجله، يكفي أن ننظر لصورة العائلة المقدسة في المركب حتى نطمئن على النيل.
الفرح الثالث هو فرح السلام والمحبة والطمأنينة في قلوب الشعب المصري وأهل مصر الذين رحبوا بالعائلة المقدسة وقاموا باستضافتها ووفروا لها المكان الآمن لكي تنعم مصر بلدنا، لذلك نقول دائما على شعبنا أنه “شعب يعرف ربنا”، كلنا نؤمن به وكلنا نحبه ونخافه.
مع كل رسائل المحبة تأتي أيضا رسائل التعزية، و ما أكثر التحديات التى نواجهها في السنين التي مضت، لا يوجد بيت خالي من الألم والقلق والتجربة والحزن، فهذه الأعياد والمناسبات تأتي دائما لتخفف من أعبائنا وهمومنا ولتذكرنا بوجود ربنا وأنه دائما يرعانا ويسمح أحيانا بالتجربة ولكنه لا يتركنا في هذه الأوقات.
ولذلك نثق في ربنا ونطمئن برسائل المحبة والفرح والطمأنينة والتعازي التي ترسلها لنا العائلة المقدسة في عيدها اليوم.. هذه الرسائل الكثيرة هي التي تجعل مصر تنتصر في معركة البقاء والبناء لأنها بدون البركة والتعازي والفرح، لم نكن نصل لتلك اللحظة التي نقف فيها لنحتفل كلنا كشعب واحد..
مررنا بتحديات كثيرة وسرقت بلدنا وسمح ربنا بذلك لكي يتمجد ربنا بعدها عندما نرى كيف رجعت بلدنا واقفة شامخة، والبركة الأكبر في قائدنا الرجل الذي استنجدت به الدولة والشعب لكي ينجيهم من حكم الإخوان الذي استمر سنة كاملة، ثم تلقت مصر أنفاسها، وجودت، وأنتجت.. والآن نرى الدور المحوري الذي تقوم به في غزة، ونرى دور مصر في قضية سد النهضة بأثيوبيا.
ونرى أيضا دور مصر في البناء بداخل البلاد، كافة الطرق والمدن الجديدة، لا يمكن أن يتم كل ذلك دون بركة، جميلة الآية التي تقول “بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا”، لذلك نحن شعب مؤمن بأن ربنا ينظر إلينا ويبارك كل عمل تقوم به القيادات السياسية وكل عمل يشاركها فيه شعب يعلم صعوبة التحديات التي نواجهها، لذلك أنا مطمئنة، وأقول دائما أن كلما يأتي عيد القيامة المجيد يتجدد فينا الإيمان، ونحن نعلم أن بعد كل ألم يأتي فرح، واليوم شاهدنا عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر يجدد فينا الأمل والإيمان أيضا.
المصريون في الخارج على استعداد لمساندة هذا المشروع فيما يتعلق بالترويج لمسار العائلة المقدسة، وأهلنا في كندا يكلمونني عن إختيار آخر أسبوع في شهر مايو للاحتفال بشهر التراث القبطي، ولكن كما ذكر الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أن استكمال المشروع يتطلب تجهيز وإعداد صحيح عن طريق الأدوات والإمكانيات وبالبنية التحتية وبالوعي وبالإشارات، كما قال الدكتور مصطفى الوزيري أن كل تلك الخطوات لابد أن تعد بشكل لائق بالعائلة المقدسة وبالدولة المصرية..
لذلك جهود الدولة فيما يتعلق بالمبادرة الرئاسية “حياة كريمة” تهدف أن تحول البنية التحتية لكل مناطق مسار العائلة المقدسة ضمن المدن والمحافظات والقرى التي سجلت في المبادرة، فنحن ننهض بكل تلك الأماكن، والقيادة السياسية تعمل في كل الأنحاء سواء في الخارج أم الداخل، ولكن نحتاج إلى الإيمان والصبر والعمل، ربنا يعيد هذا العيد علينا بكل بركة وخير كما نقول “تحل البركة”.
الدكتورة غادة شلبي: اليوم يوم عرس يجب أن يفتخر به كل المصريين
ألقت نائبة وزير السياحة والأثار الدكتورة غادة شلبي كلمة قائلت فيها: إن ما تشهده مصر في مثل هذا اليوم من كل عام هو عرس وطني يفتخر به المصريون جميعاً بكافة أطيافهم، أنه اليوم التي تباركت فيه أرض مصر بلجوء العائلة المقدسة إليها هربا من بطش الملك هيرودس. واحياء لتلك الذكرى فقد أطلقت الدولة ممثلة بوزارة السياحة والآثار وبمشاركة من العديد من أجهزتها الوطنية وعلى رأسها الكنيسة المصرية القبطية مشروعًا قومياً برعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومتابع من رئيس مجلس الوزراء، وقد قامت بوضع خطة استراتيجية متكاملة الجوانب اللوجستية والثقافية والترويجية لإحياء مسار العائلة المقدسة.
وقد حملت تلك الرؤية التنموية لهذا المشروع القومي رسالة سامية مفادها أن ملكية هذا المنتج الروحاني للإنسانية جمعاء، فلزاما على الضمير العالمي الحفاظ على هذا الورث الإنساني، إننا بهذا المشروع القومي نقوم بتنمية محورا عمرانيا متكاملا يقوده قطاع السياحة بمرجعية روحانية خالصة، نقدم أطول مسار روحاني في العالم داخل دولة واحدة يبلغ 3500 كم ويمر ب25 موقع أغلبها في حاجة إلى الدعم.
7 سنوات من العمل الدؤوب للتغلب على العديد من التحديات أنجزنا خلالها ما يزيد عن %90 من تطوير نقاط المسار، ويجب أن نشكر وزارة التنمية المحلية والمحافظات التي يمر بها المسار للدعم والمجهود الذي قدموه لتطوير المسار والنقات المحيطة بهذه الآثار حتى يمكنها استقبال السياحة بشكل مناسب وبشكل يكفل لنا الزهو والتأكد من المنتج السياحي المقدم.. انتهينا من تطوير بعض نقاط المسار ومحيطها العمراني تحولت من مناطق عشوائية إلى مواقع مخدومة سياحيا بمظهر حضاري، هذا العام تم افتتاح 3 نقات في سمنود وسخا وتل بسطا، والنقلة العمرانية والمجتمعية التي تمت في هذه النقاط لها أثر إيجابي كبير على مجتمعنا المحلي.
نظمت أيضا الوزارة العديد من البرامج التعريفية للمروجين والفعاليين الدوليين للترويج لهذا المنتج السياحي الروحاني سواء من رؤساء الكنائس العالمية ووفود الفاتيكان، وتم تتويج هذا الجهد الترويجي بزيارة قداسة بابا الفاتيكان إلى مصر حيث دعا منها مسيحيو العالم إلى الحج علي خطاة العائلة المقدسة وتم ادراج المسار على كتالوج الحج المسيحي الفاتيكاني.
أبونا داود لمعي: نتمنى أن يكون هذا العيد عيدًا قوميًا في مصر
عبر القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، عن فرحه لاهتمام الدولة بمشروع مسار العائلة المقدسة، والكنيسة تتمنى أن يتحول عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر إلى عيد قومي لأن زيارة المسيح مصر حدث عالمي تاريخي يهم الإنسانية كلها، ويعد حدثًا غاليًا جدًا بالنسبة للكنيسة القبطية وفخرًا لمصر. وهناك تعاون واضح بين الكنيسة وكافة مؤسسات الدولة المعنية بالمشروع وهذا يعطينا أملاً أن نصل إلى أن يصبح عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر عيد قومي وملتقى عالمي.
تم تطوير أغلب النقاط لاستقبال السياحة العالمية مما سيترتب عليه ارتفاع مكانة مصر السياحية، لأن تلك الأماكن لا مثيل لها في العالم، كلنا قمنا بزيارات لليونان وروما ودول العالم ولا يوجد مثل ما نراه في مصر من الناحية الروحانية والتاريخية والتنوع الأثري والتراثي.
لذا نتمنى أن يستمر المشروع بنفس العمل الدؤؤب والجهد الملحوظ حتى ننتهي منه وتأتي أفواج من جميع أنحاء العالم بالملايين لزيارة المسار، ويتحقق حلمنا أن تعرف الكنيسة القبطية في جميع أنحاء العالم لأنها كنيسة قديمة عريقة عظيمة يجب أن تشتهر، وحتى تشهد مصر وشعبها المكانة العالية التي تليق بهما.
وأشار القمص داود لمعي أننا دائما ما ينقصنا توعية رجل الشارع وينقصنا الطفل والشاب الذي مازال جاهلاً بكل ما يحدث، قليل من المثقفين هم الذين يعرفون قيمة الثروة التي تتمتع بها مصر على طول مسار العائلة المقدسة، ولكن أين التليفزيون المصري؟ وأين التعليم المدرسي؟ وأين الثقافة العامة؟ كل ذلك ليس موجودًا، لذا علينا ضريبة ومجهود تجاه شعبنا.. وعلينا دور ككنيسة والوزارات المعنية والمجتمع المدني بأكمله أن يساهم في الترويج عن المسار داخل مصر وخارجها.
احتفاليات مطرانية الزقازيق ومنيا القمح
شهد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، إحتفالية مطرانية الزقازيق ومنيا القمح بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، في حضور، الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق واللواء إبراهيم عبد الغفار مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، والدكتور أحمد عبد المعطي، والمهندسة لبنى عبد العزيز نائبي المحافظ، ونيافة الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح، وسعد الفرماوي السكرتير العام، واللواء السعيد عبد المعطي الخبير الوطني للتنمية المحلية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأحبار وكهنة الكنيسة وذلك بمطرانية الزقازيق ومنيا القمح.بدأت الاحتفالية بتقديم فريق كورال المطرانية باقة من الترانيم والألحان القبطية والأغاني الوطنية.
وخلال الاحتفالية ألقى الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية كلمة أعرب فيها عن سعادته البالغة لحضور هذه الاحتفالية وأكد المحافظ أن مسار العائلة المقدسة يعد أحد أهم المشروعات القومية التي اهتمت به الدولة لما له من طابع تراثي وتاريخي وديني يحمل الخير لمصر ووضعها علي خريطة السياحة العالمية.
مشيراً إلى أنه تم الإنتهاء من رفع كفاءة الطرق والمحاور التي تربط نقطة المسار بالمواقع السياحية والأثرية بالمحافظة لإضفاء مظهر جمالي وحضاري عليها بما يليق بمسار العائلة المقدسة لتكون مؤهلة لإستقبال الوفود السياحية من كل دول العالم وتوفير كافة سبل الراحة لهم واستغلال هذا المعلم السياحي الأثري في تعظيم موارد المحافظة.
واستعرض محافظ الشرقية مجهودات المحافظة لتنفيذ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة حيث تم تنفيذ برنامج (أنا المصري) لتنمية الوعي التراثي بين طلاب المراحل التعليمية المختلفة، وتأهيل المجتمع المدني بأهمية مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة من خلال تنظيم الندوات والرحلات وإقامة الورش الفنية لتطويع الحرف اليدوية والتراثية بالمحافظة من بردي وفخار وسجاد وعرائس خشبية لخلق فرص عمل.
بينما أوضح الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، أنه في إطار المشروع الوطني لإحياء “مسار رحلة العائلة المقدسة” تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى – رئيس الجمهورية ان الجامعة ، تفخر دائماً باكتشافها بئر العائلة المقدسة بتل بسطة عام 1991، حيث نحتفل اليوم بمرور 30 عاماً على اكتشافه الذى يمثل إضافة تاريخية لمكانة مصر الحضارية، علي خريطة السياحة العالمية.
ومن جانبه أكد الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح أن دخول العائلة المقدسة إلى بوبسطه يعتبر أول محطة لرحلة العائلة المقدسة لأنها كانت أول مدينه كبيره في مسار الرحلة بأرض مصر لذلك تباركت أرض مصروالخيرات تعم في كل مكان وسارت أرض مصر بمجئ المسيح مباركة فنالت مصر بركة عظيمة واستحقت النبوءة القائلة مبارك شعبي مصر.
يوم ثقافي عن العائلة المقدسة بجامعة الزقازيق
شهدت جامعة الزقازيق احتفالية علمية وفنية بمناسبة إحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر وزيارتها منطقة تل بسطة أحد مواقع المسار، بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس، أسقف الزقازيق ومنيا القمح، والعميد محمد منصور، المستشار العسكري بالمحافظة، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بمحافظة الشرقية، ولفيف من الآباء الكهنة، ونخبة من أساتذة الجامعة وعمداء الكليات وعدد من وكلاء الكليات، بقاعة المؤتمرات الكبرى .
استهلت الاحتفالية بافتتاح متحف آثار الجامعة ويضم آثار بئر تل بسطا، ثم السلام الوطني، ثم بدأت أولي فقرات الحفل بمشاركة كلية التربية الرياضية بنات دراما حركية موسيقية بعنوان “مصر طريق النور المقدس”
وأكد رئيس الجامعة في كلمته، أنه من دواعي الفخر والإعتزاز، أن تشارك جامعة الزقازيق مع معهد الدراسات القبطية ومطرانية الزقازيق ومنيا القمح، في إطار المشروع الوطني لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، فقد أطلقت الدولة مشروعاً قومياً، يحظى برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومتابعة رئيس الوزراء، مؤكدا أن جامعة الزقازيق تتشرف بأن تساهم في هذه الذكرى الجليلة بالاحتفال.
وفي كلمته قال نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق ومنيا القمح: «بكل الحب والوفاء بكل الفرح والوئام وبكل المودة والإخاء نحتفل اليوم بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، مضيفًا أن يوم دخول السيد المسيح إلى ارض مصر يوم مهيب في تاريخ مصر الثري، وحدث استثنائي تاريخي ميز الله به مصر على ثائر بلاد الدنيا، يوم يثبت لنا وللآخرين أن مصر عبر التاريخ أرض الأصالة والعراقة، وارض التاريخ وملتقي العديد من الأنبياء، ومزار سياحي رائع، ان هذا اليوم الذي نجتمع فيه يوم وطني، يجب الاستثمار فيه، حضاريا وسياحيا مما لهذا اليوم من أهمية دينية وقومية وأثرية.
تضمنت الاحتفالية عقد عدة محاضرات تناولت تاريخ رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، واكتشاف بئر العائلة المقدسة بمنطقة تل بسطة في عام 1991، والتي تحدث فيها الدكتور محمود عمر عميد معهد الحضارة بجامعة الزقازيق، عن رحلة التنقيب والبحث وإكتشاف بئر تل بسطة والاثباتات العلمية لهذا الاكتشاف. ثم جاء الدكتور أحمد أمين سليم أستاذ الآثار بجامعة الإسكندرية، وتحدث عن عن مصر الفرعونية أما الدكتور أحمد محمود عيسي أستاذ الآثار بجامعة القاهرة فكانت محاضرته بعنوان ” أنبياء الله فى مصر – مقارنات تاريخية ”
وفي الجلسة الثانية ترأسها الدكتور إسحاق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية الذي تكلم فيها عن رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر حيث عرض المصادر التاريخية للرحلة سواء المصادر القبطية او العربية او الأجنبية .. والمخطوطات القبطية والعربية ومخطوطات أوروبا فى العصور الوسطى وكذلك الأيقونات القبطية واللوحات العالمية عن الرحلة بحسب فنون وثقافات شعوب العالم.
وجاءت محاضرة الدكتور عادل فخرى أستاذ التاريخ بمعهد الدراسات القبطية، بعنوان “العائلة المقدسة امتيازا خاص لمصر”.. حيث تكلم عن بدايات المسيحية في مصر والمخطوطيات التي ذكرت تلك البدايات.. ثم تطرق إلى أهمية رحلة العائلة المقدسة للاقتصاد المصري وتأثيرها على السياحة المصرية.
بانوراما رحلة العائلة المقدسة
وتم عرض فقرة فنية بعنوان “بانوراما رحلة العائلة المقدسة” على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية يوم الاحتفال بدخول العائلة المقدسة أرض مصر. كانت بإشراف نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس رئيس قسم اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية وأسقف ملوي وانصنا والأشمونين.. وأبطال العمل كلهم كانوا من إيبارشية ملوي أحدى نقاط مسار العائلة المقدسة، ومخرج العمل الفني الأستاذ رأفت ميخائيل استطاع أن يدمج التمثيل الحي مع عروض خلفية تؤكد قوة العمل وتزيد من واقعيته.
وفي أخر العرض الفني ظهر مجموعة شباب من الصم والبكم وقدما عرضاً بسيطاً جميلاً بلغة الإشارة على أغنية “تحيا مصر حرة.. تحيا مهما يجرى”
معرض فني عن العائلة المقدسة بالكاتدرائية
ولأن الفن هو أداة هامة واساسية في حياة الإنسان لكتابة تاريخه، وسط هذا الاحتفال العظيم افتتح قداسة البابا معرضًا فنيًا خاصًا بالعائلة المقدسة يتضمن ٣٥ عملاً فنيًا ل ١٥ فنانًا، من لوحات موزاييك، ولوحات من مدارس فنية متعددة وأعمال يدوية وكلها معروضة بأحدث طرق للعرض.
الفنان رأفت شحاتة كان أحد الفنانين في معرض احتفالية العائلة المقدسة، واستخدم فن الأوريجامي لتكوين لوحاته. وصرح الفنان لوطني، ان فن الأوريجامي يعتمد على ذاكرة الشخص وعلى استخدام الورق ويتم طويه لتكوين شكل معين.. من خلال تدريبات حضرها في المركز الثقافي الياباني تمكن من تطبيق ما تعلم على أشكال خاصة بمصر، وتكوين لوحات فنية مجسمة مثل لوحة العائلة المقدسة.
لوحة العائلة المقدسة تعبر عن احتفال الطبيعة كلها بقدوم العائلة المقدسة إليها. فيوجد في اللوحة حيوانات مائية وبرية وطيور كلها تلتف حول القارب الذي يحمل العائلة المقدسة وسط مياه النيل.
أما الدكتورة إيفلين اندراوس، فقد شاركت بأعمال فنية تعيد تقليد اللوحات التراثية من أماكن مختلفة من الأراضي المصرية. ومن اللوحات التي قدمتها جزء من أيقونة للعذراء مريم من كنيسة المعلقة، ولوحة أخرى عبارة عن مستنسخ من أيقونة من كنيسة العذراء مريم بالمعادي. أما اللوحة الثالثة فهي تكوين جديد للعائلة المقدسة في الأراضي المصرية ويظهر خلفهم معبد فرعوني.
فيلم تسجيلي عن كيفية توثيق رحلة العائلة المقدسة
بمجهود عالي التقنية تم عمل فيلم تسجيلي إنتاج مؤسسة مارتيريا للتنمية والثقافة. والفيلم لم يكن مجرد لعرض معلومات عابرة عن مسار العائلة المقدسة ولكن تم شرح كيفية توثيق هذا المسار. المعلومات تكون موثقة أولاً تكون استنادا على الأدلة من التراث الشفاهي والقصص الشعبية فهو المادة الخام للتاريخ. تلك الأدلة أقدم من ميمر البابا ثاؤفيلس.
وتم ذكر أمثلة لكل هذا التراث الشفاهي وعرض الفيلم المواثيق التاريخية عن العائلة المقدسة وتكلم أيضا عن الأيقونات القبطية وهي ثاني الأدلة لتوثيق التاريخ، أيقونات تجسد رحله العائلة المقدسة الى مصر وتجسيد بعض الأحداث في الرحلة وبعض الأماكن. وتم التأكيد على أن كل الأدلة بمختلف أنواعها يتم مقارنتها ومطابقتها مع بعد حتى يخرج التاريخ سليمأص وموثقاً.
كما عرض الفيلم كل أماكن رحلة العائلة المقدسة من شرق وغرب وكل المسكونه على الخرائط باللغات العربية والإنجليزية.
“أخوات أيوب”.. موسيقى وترية مبدعة
ضمن برنامج احتفال كنيسة العذراء بالمعادي كانت فقرة موسيقية لـ “أخوات أيوب” هما أختين يعزفان ألات وترية.
أمتعا الحضور بأغنية “اسلمي يا مصر” وباقة من الألحان القبطية في ميدلي جميل وبعض الموسيقى الكلاسيكية.
الجدير بالذكر أن هاتين الأختين يعيشان في سكوتلاندا لكنهما من أصل مصري وهما عاشقات لأرض مصر وحضرا اليوم ليحتفلا مع الدولة والكنيسة المصرية بتذكار رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر.
تكريم وتقدير
في كل تلك الاحتفالات التي سادت عليها روح الفرح والوطنية، جمعت بينهم كلهم فقرة تكريم وتقدير لكل من بذل مجهود ليظهر هذا المشروع القومي إلى النور.. وتلك هي روح المحبة والبركة التي اضفاها علينا هذا العيد المبارك.