علي مدي سنوات, قدم مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال أوسع النوافذ لنتابع أفضل ما يقدمه العالم من أفلام للأطفال, حتي أصبح مصدرنا لنطل علي إبداع فناني أفلام الأطفال والشباب الصغير, بما يحفل من خيال وابتكار ورؤية مستقبلية.
ونقدم هنا حكايات بعض هذه الأفلام الممتازة.
1- أحلام راقصة الباليه:
كان عمر الابنة خمس سنوات. ولأن الأم كانت تحلم وهي صغيرة أن تصبـح راقصة الباليه الأولي, فقد أخذت ابنتها وذهبت بها إلي مدرسة تعليم الباليه. كانت الفتاة الصغيرة تتحدث إلي نفسها وهي تسير بجوار أمها في الطريق إلي المدرسة قائلة: أنا لم أحلم أبدا أن أصبح راقصة باليه.. أنا أحب فقط أن تكون عندي نجمة لامعة, وأخ أكبر ألعب معه, وأرنب حي أهتم به.. لكنني لن أقول هذا لماما لأنني لا أريدها أن تشعر بالحزن!! ورغم اكتشاف أستاذ الباليه أن الصغيرة غير موهوبة في الرقص, فإن عازفة البيانو الطيبة كانت تتعاطف معها, وتشجعها علي أن تبحث عما يثير اهتمامها الحقيقي. هكذا تصادقت صغيرتنا مع صبـي أكبر منها قليلا, دفعه طموح أسرته هو أيضا إلي مدرسة الباليه علي غير رغبة حقيقية منه. بهذا وجدت صغيرتنا أخاها الأكبر. وعندما تعطيها عازفة البيانو نجمة معدنية لامعة, تقدمها إلي صديقها الصغير ليحتفظ بها بضعة أيام. كما حصلت هي منه علي الأرنب الصغير الذي يمتلكه. وعندما تضطر الأم أخيرا إلي التوقف عن إرسال صغيرتها إلي مدرسة الباليه, تكون فتاتنا الصغيرة قد حققت, بطريقتها الخاصة, وعن طريق مدرسة الباليه نفسها, أمنياتها الثلاث: النجمة والأخ والأرنب.. عندئذ قالت لنفسها: أما الباليه.. فلا بأس أن تحزن ماما قليلا.. فأنا لست موهوبة في الباليه, وأنا غير حزينة لذلك.
هذه هي قصة الفيلم السويدي القصير راقصة الباليـه الأولي, الذي منحته لجنة تحكيم الأطفال جائزتها الأولي, في إحدي دورات المهرجان.
2- الأطفال يصنعون الأفلام:
هنا نواجه الأطفال وهم يؤلفون ويقومون بإخراج وتمثيل وتصوير أفلامهم.. وكان حصاد هذه المحاولة, ستة أفلام بولندية قدمها مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال. يتراوح طول هذه الأفلام ما بين 5 و7 دقائق, وتكشف بوضوح عن المشاكل والسلوكيات التي تشغل فكر الأطفال. في فيلم ذات الرداء الأحمر, نعيش داخل فصل مدرسي به فتاة لها شعبية كبيرة, ثم تلتحق بالفصل زميلة جديدة تكتسب حب واهتمام الزميلات, فتشعر الزميلة الأولي بالغيرة خاصة عندما تحصل الفتاة الجديدة علي الدور الرئيسي في مسرحية ذات الرداء الأحمر التي ستقدمها المدرسة, ثم نكتشف أن لكل شخص موهبته المتميزة. وفي فيلم آخر اسمه لماذا أنا؟ نعيش مع فتاة تحاول أن تجد الاحترام والتقدير من زملاء وزميلات فصلها, وتعاني من مشاكل مع إدارة المدرسة وهي تبحث عن مواهبها لتنميتها, فتجد القبول والمشاركة ممن يحيطون بها. هناك أيضا فيلم يوم مختلف, الذي يقدم لنا فتاة تضع علي عينيها نظارة طبية, وتتألم من التعليقات التي تسمعها من زملائها الأولاد, لكن بالشجاعة والمرح والتفاهم, يزول الإحساس بأنها مختلفة عن غيرها, وتستمتع بحياتها المدرسية.
3- البلح حلو.. والنخل عال:
النخلة محملة بالبلح الأحمر الناضج, وطفلان من القرية ينظران إليه من علي الأرض يشتهيان بعضه. هل يمكن هز النخلة؟ أحضرا حبلا وربطاه بالنخلة وأمسك كل منهما بطرف يجذبه, لكن النخلة لم تهتز! أحضرا سلما لكن النخلة أطول. حاولا تسلق النخلة لكنهما سرعان ما سقطا. أحضرا كتلة حجر ووضعا فوق منتصفها لوحا طويلا من الخشب فأصبحت أرجوحة جلس أحدهما علي طرفها ودفع الآخر طرفها الثاني, فقذف اللوح زميله عاليا, لكن أطراف أصابعه. هي فقط التي لامست البلح. أخيرا بحثا عن قطع من الحجارة يقذفان بها البلح, لكن الأحجار لم تصب إلا فلاحا يزرع حقله! عندئذ اقترب شيخ حكيم يمسك بحبل سميك من الليف, ثم أدار الحبل حول وسطه وحول جذع النخلة, ثم ثبت قدميه فوق بروزات الجذع, وكلما ارتفع خطوة حرك حلقة الحبل بيديه إلي أعلي, وسرعان ما وصل إلي البلح وأنزله كله. هذا فيلم رسوم متحركة قصير حول أسلوب مواجهة المشكلات وحلها, يكتفي بالحركة بغير كلمات, من رسوم الفنان المصري القدير نصحي إسكندر, وأنتجته الأستاذة الفنانة شويكار خليفة لقنوات النيل المتخصصة.
Email: [email protected]