أجل فقد قام المسيح من بين الأموات وقهر الموت وإبليس والمعصية هذه حقيقة وليست قصة خيالية, وقد شهد التاريخ لهذه القيامة الفريدة التي تنبأ عنها الأنبياء قبل محيئه بأجيال كثيرة وشاهدها الملايين عند حدوثها, فقبر المسيح هو الوحيد الفارغ حتي اليوم, فالقيامة قوة ذاتية في المسيح الذي لم يغلبه الموت, وبالتالي فالقيامة قوة في كل إنسان تائب رجع إلي الله.
قام المسيح حقا والقبر فارغ ومازال فارغا لقد قام المسيح من بين الأموات وانتصر بموته علي الموت, أمات معه إله المال الذي يستعبد الناس وبعث مكانه الفقر الاختياري والغني بالروح.. أمات إله العصبية والعنجهية والتعصب والبغيضة وبعث إله المحبة والرأفة والحنان.. يجمع ولا يفرق.. يبني ولا يهدم.. يجبر ولا يكسر.. يشفي ولا يجرح.. أمات إله الانتهازية والوصولية والشعبية الرخيصة وبعث إله الحق والعدل.. أمات إله الشهوة واللذة وبعث إله الطهارة والعفاف إله العذاري والبتولية.. أمات إله الكبرياء والصلف والجبروت وأقام إله التواضع والرفق والألفة والجرأة والخلق الرفيق..
لقد غلب المسيح بقيامته الألم واليأس والقنوط وحول الأحزان إلي ينابيع فرح مملوءة بالأمل والرجاء والبهجة والحبور.. لقد غلب المسيح الجبن والخوف والسيف والاضطهاد والظلم, فسفكت دماء الشهداء الذين قبلوا إراقتها طواعية يسحقون تحت أنياب الضواري فيكونوا حنطة الرب وخبز التقدمة.
لقد غلب المسيح القنية وحب التملك ليملك هو بالمحبة قلوب المؤمنين به فيحملهم علي أسمي معاني التفاني والتضحية والتخلي عن الأهل والمركز ويسكبون العمر سكيبا في مغائر الأرض وشقوق الجبال من أجل محبتهم في الملك القائم من الأموات.
لم يكن للمسيح مثيل نهائيا فبالرغم من كونه إنسانا كاملا إلا أنه كان أيضا إلها كاملا وليس شبيها بالإله.. فقد جاء المسيح لأجل الإنسان لكي يفهمه الناس ويتبعوه ويتشبهوا به.. فقد كان المسيح آية متحركة يقول للشيء كن فيكون لأن به كل شيء.
قد كان وليس بغيره شيء مما كان, فلقد أظهرت القيامة النصرة علي الموت فليس موت بعد لأولاد الله فقد جلس المسيح سيدا عن يمين الآب ولسوف يدين البشر بأجمعهم من يوم الخليقة وحتي نهاية العالم في يوم القيامة العظيم, فهو الوحيد الذي له السلطان أن يقول تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم.
أيها المسيح إلهنا القائم من الأموات لقد دفعت فينا ثمنا غاليا هي دية فدائنا من الموت الأبدي دفعت فينا آلامك المبرحة وبذلت عنا دماءك الشافية لذلك, فقد قلت بالحق لكل من يتبعك ويؤمن بك أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا.