انتهي العام الدراسي بالنسبة لجميع سنوات النقل بالمدارس قبل نهاية شهر أبريل, وبدأت الإجازة الصيفية مبكرا, وتستمر لمدة تزيد علي خمسة أشهر في ظل جائحة كورونا, بالإضافة إلي أننا في فترات أعياد ومناسبات دينية متتالية, مما يجعل بعض الأسر في حيرة, كيف ستكون فترة الإجازة الصيفية خاصة للأبناء من ذوي القدرات الخاصة, وكيف يمكنهم تنمية مهاراتهم داخل المنزل بعدما أغلقت العديد من المراكز أبوابها مؤخرا؟ وما هو دور الأسرة في هذا الشأن في ظل ظروف طارئة تؤثر علي كافة أفراد الأسرة.
تحدثنا إلي الدكتورة نادية عبدالله استشارية التأهيل الأسري بمركز سيتي للتدريب والدراسات في مجال الإعاقة ـ وقالت: حاليا توجد مراكز بتقفل والمدارس انتهي العام الدراسي بها, لذلك فالأسر عليها دور مهم خلال الفترة المقبلة مع أبنائها حتي لا يتعرضوا لمشكلات وضعف في المهارات التي كانوا قد اكتسبوها من قبل, ومن هنا علي الآباء والأمهات أن يضعوا جداول أسبوعية تتضمن أنشطة متنوعة ليقوم بها ابناؤهم في ظل عدم إمكانية الخروج من المنزل إلا في أضيق الحدود ذلك سواء داخل المنزل أو من خلال الخروج للحدائق والأماكن المفتوحة غير المزدحمة ومع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية.
أضافت الدكتورة عبدالله: يفضل أن لا نركز أثناء الحديث داخل منازلنا وأمام أبنائنا علي أخبار إصابات ووفيات كورونا حول العالم وفي مصر والوضع في المستشفيات, حتي لا يتعرض ابناؤنا من ذوي الإعاقة لحالة من الاكتئاب والتأثيرات السلبية عليهم, ويمكن أن نركز معهم علي أننا لدينا نظام ونمط حياة علينا الالتزام به بشكل عام, وهو أننا لدينا نظام غذائي صحي جيد يعتمد علي تناول الخضروات والفواكه الطازجة بالإضافة إلي أي نوع بروتين متاح, مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامات والتعقيم وغسل اليدين بشكل مستمر, وممارسة رياضة بسيطة داخل المنزل أو المشي في أماكن مفتوحة, وتهوية المنزل بشكل جيد.
أكدت الدكتورة نادية عبدالله علي أهمية العمل علي تنمية مهارات الأبناء علي كافة المستويات مع ضرورة الاهتمام بالجانب الأكاديمي في التعليم لأن كثيرا ما يحدث تراجع للأبناء في هذا الجانب بعد الإجازات الطويلة دون أن يتم مراجعة ما تم اكتسابه وتحصيله سابقا, وعلينا أن يتم ذلك بشكل مبسط ومن خلال ألعاب مبهجة وبسيطة لأبنائنا, ويمكن للأمهات والآباء أن يجدوا الكثير من هذه الألعاب والطرق المبسطة علي صفحات الإنترنت وحيث ينتقي ما يناسب ابناءهم وقدراتهم ويجب ألا نغفل وجود بعض الأنشطة الحركية من خلال بعض التمرينات الرياضية البسيطة داخل المنزل أو في الحدائق الواسعة وبعيدا عن الازدحام, كما يمكننا تنمية مهارات وقدرات الأبناء في بعض الأنشطة داخل المنزل بداية من مهارات رعاية الذات وكذلك طهو الطعام والذي يمكننا من خلاله اكتساب الأبناء العديد من المعلومات حول الأطعمة الصحية والخضروات والفاكهة وطرق طهي الطعام المختلفة.. إلخ.
استطردت عبدالله قائلة: من المهم محاولة أن نحافظ علي سلامنا وابتسامتنا أمام أبنائنا بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها ويمر بها العالم كله, لأن أبناءنا يستمدون شعورهم بالأمان والسلام من خلالنا. تأتي فترة الأعياد والمناسبات المختلفة التي اعتادت الأسر فيها من قبل علي التجمعات العائلية مختلفة ويصعب الحفاظ علي نفس السلوكيات والعادات التي تمارس هذا العام في ظل زيادة إصابات كورونا خلال الفترة الأخيرة, وعلينا أن نفكر في تعويض أبنائنا عن هذه التجمعات للأهل والأقارب, فهناك أسر كثيرة تلجأ إلي التحدث بالفيديو عبر الإنترنت في الأعياد, أو أن يكون التجمع مع العائلة في نطاق ضيق وعدد محدود جدا, ومن الممكن أن تكون مقابلة الأقارب في أماكن مفتوحة للحد من الزحام داخل المنزل مع مراعاة الإجراءات الاحترازية ولوقت قصير. فالمشكلة تكمن في تجمع العائلات داخل المنازل بأعداد كبيرة لأن ذلك يعد كارثة, لكن خارج المنزل مع الالتزام بالإجراءات والتباعد يعد أمرا جيدا كبديل.
وتقدم الدكتورة نادية عبدالله نصيحة لكل الأمهات والآباء وتقول: شجعوا أولادكم وامنحوهم الفرصة ولا تستهينوا بقدراتهم… علموهم وشجعوهم ستجدون نتائج جيدة جدا ومبهرة.