لا يزال الصعيد يفاجئنا بالعديد من النماذج التي تستحق الإشادة والتقدير، ليس فقط لكونهم من أبناء الوادي المتمسك بالعادات والتقاليد، التي تمنع أبناءه من ممارسة مهارت خاصة بأقرانهم من منطقة بحري والقاهرة، ولكن لقدرتهم على النجاح وتحقيق ذاتهم.
وهناك الكثيرات من سيدات الصعيد، لديهن القدرة على النجاح وتحقيق أنفسهن والتميز في مجالات مختلفة ومتنوعة في ظل هذه الظروف التي أجبرت العالم على الخضوع من الناحية الإقتصادية والنفسية، وبذلوا جهودهم ليكونوا الأفضل بل وتحدوا الظروف.
تحديدًا بمحافظة الأقصر، وخلال الفترة الأخيرة، نجحت عدد من السيدات من أبنائه ليكونن من أفضل أصحاب المشروعات بأفكارهم المتميزة، وليس فقط الوصول للنجاح ولكن التميز في ظل البيئة الحالية والظروف التي تحيط بنا جميًعا، ليحقق ما أخفق فيه الكثير من قبلهن.
بداية ..”نانسى حمادة”، شابة بدأت فكرتها بتصنيع البرجر في المنزل والتوصيل للمنازل بواسطة “الدليفري”، مع مرور الوقت زاد الطلب على مأكولاتها لكونها أول سيدة تتخذ هذه الخطوة بل وتحاول إثبات نفسها فيها، لتتسع شهرتها وتقرر إفتتاح المطعم الخاص بها لتصني
ع البرجر بشكل مختلف عما يوجد في المحلات، ومع مرور الوقت توسعت لتنشئ مطعم يحمل أسمها، ثم سلسلة مطاعم بدأت بفكرتها وفي محافظات أخرى، ومن ثم تتجه نحو تصنيع الشاورما السوري، ورغم توفر العديد من المطاعم التي تقدم هذا النوع لكنها نجحت في التميز حتى أن زبائنها ينتظرون أمام المحل للحصول على وجبة من الشاورما بأيدي نسائية مختلفة وبشكل ومذاق أفضل.
السيدة الأخرى التي ذاع صيتها في مجال تقديم الحلويات وحصلت على شهادات التقدير في المشاركة وتدريب عدد من الشيفات في تصنيع الحلوى، هي هند يوسف، خرجت علينا لأول مرة معلنة تقديم الحلويات بإستخدام السوشيال ميديا نجحت في الوصول لأكبر عدد من الزبائن، ونجحت في التسويق لعملها، بل واستطاعت تحقيق ذاتها وتقديم مختلف أنحاء الحلويات في المنزل، ومن ثم تقديم هذه الحلوى في كبار المطاعم داخل محافظة الأقصر لتصبح إحدى رواد الحلوى في المحافظة السياحية.
وفي مجال التصميم، هنا، نرى شابة في أوائل العشرينات تحاول تصنيع أفضل القطع من الملابس بشكل وخامات مختلفة قد تصل للخامات السيناوية والأشكال الغير تقليدي معلنة إنشاء أول براند خاص بها، وهي إسراء جمال”، فهي لم تنجح فقط في التفوق الدراسي بكلية الفنون الجميلة بالأقصر والتميز، لكنها حققت حلمها في تصنيع البراند الخاص بها، بذوق مختلف سواء في التصميم أو الخياطة أو حتى إختيار أماكن التصوير وعرض الأزياء، عقب إنشاء لمحل خاص بها تصمم وتخطط وتنفذ وتُحيك الملابس.
لاننسى كذلك الشابة العاملة”هبة العادلي”، لم يقتصر حلمها فقط على العمل اليومي بل كان في التميز ومحاولة تحقيق الحلم الذي طال إنتظاره وسعت له كثير، فتاة حرصت على استخدام أفضل الخامات وتصنيع أفضل الملابس بأسعار بسيطة، فهي يمكنها تصنيع ملابسها بنفسها وبأفكار مختلفة وبأسعار أقل مما يُباع في السوق، فهي تفكر وتحسب وتنفذ، لتنشئ البراند الخاص بها بعد محاولات في مجال الملابس على السوشيال ميديا، لتقدم ملابس متميزة تتناسب مع أغلب الأذواق في محاولة الوصول إلى أكثر فئة من الفتيات والسيدات، حتى أنها أصبحت تقدم أعمالها بنفسها وتصوير وعرض القطع الخاصة بها بنفسها.
وأخيرا، نالت الأقصر السياحية حظ وفير في مجال الستائر والمفروشات، فبعيدًا عن الأشكال المعروفة في أغلب المحال التجارية، خرجت إلينا”إيمان مصطفى”، محاولة تحقيق أفضل القطع من الستائر والمفروشات بأشكال متنوعة وتصميمات مختلفة تناسب الذوق العام والفتيات في العصر الحديث، حيث بدأت بتصميم بعض القطع المتنوعة من منزلها، ثم توسعت لتعلن إنشاء أول محل خاص بتلك المفروشات للتصميم والبيع في آن واحد، لتكون أول سيدة تحقق نجاح كبير في مجال تنفيذ وتصميم وحياكة الستائر التي تناسب مختلف الأذواق.