بناء السد التنزاني خطوة هامة تحمل العديد من المكاسب لمصر
سد ومحطة “جيوليوس نيريري” .. مشروع مصرى تنزاني أفريقي عملاق لتوليد الكهرباء والإستفادة من الهدر في الموارد المائية وتوليد الفرص الاستثمارية بات قرب الإنتهاء منه قريباً، وذلك في ضوء التكليفات الرئاسية الأخيرة للحكومية بمتابعة تنفيذ المشروع على أعلى مستوى، ليكون معبرًا عن قدرة قطاع المقاولات المصرية على إنجاز المشروعات الكبرى بأعلى جودة، إذ يهدف المشروع الذي ينفذه التحالف المصري المكون من ” المقاولون العرب – السويدي إليكتريك” وبتكلفة تقدر بـ 2.9 مليار دولار إلى توليد طاقة بقدرة 2115 ميجاوات، على أن يتم نقل الطاقة المتولدة منه عبر خطوط جهد 400 ك فولت، وتدمج مع شبكة الكهرباء العمومية .. حيث يتحكم سد ” جيوليوس نيريري ” أو كما يُطلق عليه سد ” ستيجلر جورج ” في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات ولتخزين حوالي 33 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة مستحدثة يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة والصيد، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في أكبر محمية طبيعية بإفريقيا، وواحدة من أكبر المحميات في العالم .. تابع معنا هذا التحقيق الصحفى الذى أجره قسم التحقيقات بجريدة “وطني” برئاسة الأستاذة سلوى رفعت …
وخلال زيارته لـ ” تنزانيا ” أمس، عقد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والوفد المرافق له، اجتماعاً مع الدكتور ميدارد كاليمانى، وزير الطاقة التنزانى، لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع سد ومحطة كهرباء جيوليوس نيريرى لتوليد الطاقة الكهرومائية، وذلك بحضور السفير المصرى بتنزانيا، ومسئولى التحالف المصرى المنفذ للمشروع “المقاولون العرب- السويدى إلكتريك”.
وأشاد الدكتور ميدارد كاليماني، وزير الطاقة التنزاني، بالجهد المبذول من التحالف المصري “شركتي المقاولون العرب، والسويدي إلكتريك” المُنفذ للمشروع، والتعاون المقدم من الحكومة المصرية، ودعمها الكامل لتنفيذ هذا المشروع القومي للشعب التنزاني، مطالباً بتكثيف المتابعة من كبار المسئولين، والالتزام بالتوقيتات الزمنية للمشروع.
وأكد الدكتور عاصم الجزار، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يتابع تنفيذ مشروع سد ومحطة كهرباء جيوليوس نيريري لتوليد الطاقة الكهرومائية، بشكل دائم، موضحاً أن من أولى تكليفات الرئيس السيسي له، عقب توليه حقيبة الإسكان، الاهتمام بمتابعة تنفيذ هذا المشروع القومى المهم لأشقائنا في دولة تنزانيا.
وفي بداية تحقيقنا، قال الدكتور حسام المغازى وزير الموارد المائية والري الأسبق إن مصر تعمل منذ سنوات على ترسيخ مبدأ التعاون مع دول حوض النيل والعمل على مساندتهم في أي مشروعات تسهم فى نمو ونماء دول الحوض، وبالنسبة لمشروع إنشاء سد ” جيوليوس نيريري “على نهر روفيجى” فقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهات بدعم دولة تنزانيا من خلال الشركات الوطنية فى إنشاء السد على أحد الأنهار المتجه إلى المحيط الهندى بدلاً من فقدان المياه دون الإستفادة منها من خلال شركة المقاولين العرب المصرية والإستفادة من هذا السد في توليد الكهرباء والحفاظ على المياه من ضياعها ، وأضاف الدكتور ” المغازي” : البعض يتساءل هل هناك عائد مائي لمصر من هذا المشروع، وأجاب : المشروع ليس له عائد مائى مباشر على مصر وإنما رسالة من مصر أنها ليست ضد التنمية ، خاصة مثل مشروعات سد النهضة وغيرها التى تقام فى أثيوبيا ، فنحن ليس ضد أى مشروعات تنموية بل أن الدعم الرئاسى والشركات المصرية لمثل هذه المشروعات مستمر لرفع مستوى معيشة هذه الدول ، فالمشروع هو بمثابة رسالة سياسية بأن مصر بجوار أشقاءها ولا تعمل فقط من أجل مصلحتها المائية أو الزراعية فقط .
وأكد وزير الموارد المائية والري الأسبق أنه ليس كما ذُكر في بعض وسائل الإعلام بأن المشروع سيولد طاقة كهربائية لدخل الشبكة القومية للكهرباء، لأن مصر ليست مرتبطة مع تنزانيا في شبكة موحدة، منوهاً أن هذا المشروع ليس الوحيد في تنزانيا وإنما قامت بحفر أبار وتشغيلها بالطاقة الشمسية كهدية من مصر لأشقائها في تنزانيا، وهناك مشروعات مُشابة في الكونغو والسودان وجنوب السودان، وأوغندا وكينا، منوهاً أن سد ” جيوليوس نيريري ” هو نفسه سد “ستيجلر جورج” .. وأوضح الدكتور ” المغازى” أن للسد عدة فوائد، حيث كانت مياه نهر “روفيجي” تتجه نحو المحيط الهندي دون الإستفادة منها وفي نفس الوقت كان يحدث جفاف في هذه المناطق في أوقات متفرقة من العام، وهدف السد هو تخزين هذه المياه في بحيرة للإستفادة منها فى فترات عدم سقوط الأمطار، كذلك هناك فائدة كبرى في مجال توليد الكهرباء، وأيضاً إقامة مشروعات زراعية مثل ” المزارع ” بجوارة بحيرة السد في تنزانيا، بالإعتماد على هذه المياه بإعتبار أن هذا المشروع يُعد أكبر سد في تنزانيا يتم إنشاءه، وبالتالى يعمل على رفع مستوى المعيشة في هذه البلد الأفريقية، منوهاً أن تنزانيا من “الدول المطيرة” دون الإستفادة من كمية الأمطار التي تسقط بها، وبالتالي يُعد الإستفادة من المياه المُهدرة أحد الفوائد من المشروعات والتي تنعكس على المجالات الزراعية والتنموية ، غير الفوائد الغير المباشرة من السد منها تقليل معدل الإعتماد على قطع الأشجار لتوليد الطاقة .
وأوضح وزير الموارد المائية والري الأسبق أن السدود الأربعة المزمع إنشاءها هى سدود مساعدة لتخزين المياه بحجم أكبر للسد الرئيسى، وهذه السدود تعمل على عدم هروب المياه من بحيرة السد، وبالتالي ترفع حجم التخزين وبالتالي زيادة كمية الكهرباء المولدة، منوهاً أن مصر لها خبرة في أعمال إنشاء السدود والإنشاءات بشكل عام وتوليد الكهرباء ، وبالتالى فإن الشركات الوطنية المصرية عندما تلتزم بمثل هذا المشروع بحجم استثمارات يفوق الـ 3 مليار دولار فهذا ثقة فى الشركات المصرية الوطنية، خاصة مع دخول شركات صينية وتركية للمنافسة في المناقصة لكن الشركات المصرية هي التي فازت فضلاً عن الدعم الرئاسي لمثل هذه المشروعات .
دعم الرئيس السيسي
من جانبه أكد المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، إن مشروع تشييد سد “روفيجي ” في تنزانيا، كان مطروحًا على شركات عالمية منها شركات صينية وتركية وأضاف: أنه تم اعتماد التأهيل الفني وإسناد المشروع لشركة المقاولون العرب بالتعاون مع شركة السويدي إلكتريك، وتم الفتح المالي وكانت المقاولون العرب هي أقل الأسعار, وتابع: هذا أعطى لنا دعمًا كبيرًا للتأهل لهذا المشروع “، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل إنجاز المشروع وقام الرئيس التنزاني بوضع حجر الأساس لهذا السد، كما أضاف : إن دعم الرئيس السيسي لنا وللشركات المصرية كان مهما للغاية في التوسع في المشروعات الأفريقية ،مشيراً أن مشــروع تصميم وتنفيذ ســـد ومحطة روفيجى للكهرباء والذي يقوم بتنفيذه تحالف شــركتى المقاولون العـرب – السويدي إليكتريك لصالح وزارة الطاقة التنزانية بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية يهدف إلي توليد طاقة كهربائية بقدرة 2115 ميجا وات وتوفير إحتياجات الطاقة الكهربائية والتحكم فى تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان وبالتالي توفير الإحتياجات المائية اللازمة بدولة تنزانيا ومدة تنفيذه 42 شهر .
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب إلى أن الأعمال تتضمن إنشاء سـد رئيسي خرسانى لتخزين المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية من محطة الكهرباء وتشتمل الأعمال على أعمال الخرسانة للسد الرئيسي بطول إجمالى 1025 م عند القمة و بإرتفاع حوالى 130 متر إلى جانب إنشاء أربعة سدود أخرى لتخزين المياه بأطوال 1.4 كم و 7.9 كم و4.6 كم و 2.6 كم و بأقصى ارتفاعات لها هى كالتالى 21.3 م , 14 م ، 12.4 م و5.5م على التوالي ويبلغ إجمالي مخزونات المياه المتوقعة 33 مليار متر مكعب ، وأشار إلى أن “طاقة السد تصل إلى 2115 ميغاوات، وسعة تخزينه 33 مليار متر مكعب، بارتفاع 134 متراً، إذ يغطى مساحة 1350 كم مربع بطول 100 كيلومتر، بإجمالي طرق طولها 80 كيلومتراً، انتهى 40٪ منها بشكل كامل” وكشف أن المشروع يتكوَّن من 5 عناصر رئيسية، تشمل: جسم السد، والباور هاوس، ونفق تحويل مسار المياه، وأماكن توزيع الطاقة، والكوبري الدائم للربط بين جهتي المشروع، إضافة إلى إنشاء محجرين على جهتي المشروع وقرية صغيرة للعاملين بالمشروع”.
وقال رئيس ” المقاولون العرب “: ” العمل بالسد يتطلب استخدام 2.4 مليون م3 من الخرسانة المسلحة، و1.7 مليون م3 ، وبإجمالي 67500 طن من حديد التسليح، وإجمالي كمية حفر وردم تبلغ 6.5 مليون متر مكعب، وكمية موانع صخرية تقدر بـ3 ملايين م3 من الصخور, وإن: موقع بناء مشروع السد الجديد يقع في منطقة (ستيجلر جورج) في تنزانيا على نهر روفيجي، وهو نهر داخلي لا يصب في مجرى النيل، ما يحقق التنمية بتنزانيا دون الدخول في أزمة جديدة على شاكلة أزمة سد النهضة الإثيوبي .
ســد خرساني ومحطة كهرباء
وأضاف المهندس إبراهيم مبروك رئيس قطاع المشروعات الأفريقية بشركة المقاولون العرب , أن الشركة دخلت في منافسة قوية مع شركات صينية ولبنانية وبرازيلية وتركية لتنفيذ المشــروع ولكن عطائنا المالي الأقل وسابق خبرتنا رجحت كفة الشركة للفوز بالمشروع ،مضيفاً أن نطاق الأعمال المدنية للمقاولون العرب تتضمن إنشاء طرق دائمة تربط الموقع بشبكة الطرق الحالية بطول حوالى 21 كيلو متر و طرق مؤقتة للخدمة الداخلية تربط جميع المنشآت الدائمة بطول حوالى 59 كم إضافة لإنشاء ســد رئيسي خرسانى من RCC والذي يشيد على نهر روفيجي ومحطة كهرباء ومبانى الإدارة والتحكم والمراقبة وورش ومخازن ومحطة ربط كهربائية 400 كيلو فولت تشمل أعمال خطوط نقل الكهرباء وإنشاء أربعة سدود فرعية متغيرة الأبعاد لطول القمة وإرتفاع السد لزوم تجميع وتخزين المياه ونفق لتحويل مياه النهر بطول 660 م ، بالإضافة لسدود ركامية مؤقتة ومفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسى يتكون من 7بوابات قطاعـية ومفيض للطوارئ على السد الفرعى الأول بدون بوابات و كوبرى خرسانى دائم على نهر “روفيجي” ومجمع سـكنى متكامل على مساحة 19 ألف متر مربع، يشمل على مساكن إعاشة وملاعب ومكاتب دائمة شاملة الأثاث بالإضافة لمجمع سكنى ومكاتب مؤقتة إلي جانب أعمال المرافق والإنارة ومياه الشرب و معالجة المياه .
وكشف المهندس ” مبروك ” أن إجمالي الحفـر تصل لحوالى 4 مليون متر مكعب وأوزان حديد التسليح حوالى 64 ألف طن ، وتتضمن الأعمال الكهروميكانيكية الرئيسـية لمحطة الكهرباء : محطة توليد الكهرباء 2115 ميجا وات – عدد (9) توربينة عمودية فرانسيس, قدرة التوربينة الواحدة 235 ميجا وات – عدد (9) محابس فراشة للمداخل – عدد (9) مولدات المحور الرأسي – أنظمة تبريد المياه والصرف الصحي – أنظمة التهوية وتكييف الهواء ومكافحة الحريق والإتصالات – معدات الحماية والمراقبة والرصد – عدد 3 مولدات كهرباء لزوم محطة التوليد وبوابات المفيض بالسد الرئيسي – عناصر أخرى مكملة.
أكد المستشار الدكتور مساعد عبد العاطي أستاذ القانون الدولي وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولي، أن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالمساهمة ببناء سد جوليوس نيريري في تنزانيا يمثل خطوة استراتيجية هامة تحقق العديد من المكاسب المباشرة و الغير مباشرة للدولة المصرية ، وتأتي في إطار تكليفات السيد الرئيس للحكومة المصرية بالتوجه صوب القارة الأفريقية علي وجه العموم و منطقة حوض النيل علي وجه الخصوص ، بما يعمق الوجود و الدور المصري في منطقة البحيرات العظمي بما يُساهم في تأمين الأمن المائي لمصر، كما يأتي أيضا هذا التكليف تماشًيا مع السياسة الخارجية المصرية نحو التعاون والتقارب مع دول حوض النيل تحديدًا وبناء جسور التعاون الشامل والمباشر مع هذه الدول، وتقديم الخبرات المصرية في كافة المجالات ودعم التنمية الشاملة بما يعود بالنفع على مواطني هذه الدول .
وقال أستاذ القانون الدولي: تهدف مصر من وراء دعم بناء هذا السد “سحب البساط ” من الدور والتواجد الأثيوبي داخل منطقة حوض النيل والتي كانت تقوم بتقليب هذه الدول في العديد من المواقف ضد مصر، و لا يمكن إغفال أن تنزانيا إحدي أهم دول الهضبة الإستوائية التي تساهم مع باقي دول الهضبة الإستوائية بحوالي ١٥ % من حصة مصر المائية عبر الروافد المائية المتعددة ، كما تعد تنزانيا من الدول الفاعلة والمؤثرة في منظومة دول حوض النيل، وتهدف مصر إلي تصدير الخبرة المصرية المتميزة في مجال الكهرباء والقطاعات الفنية الأخري بما يُمكن الشركات المصرية من إدارة إنتاج وتوزيع الكهرباء المولدة من السد، كما أن دعم مصر في تشييد السد من شأنه غلق الباب أمام تواجد بعض الدول التي تعمل ضد الدور المصري في هذه المنطقة ، وفي ذات الوقت تعطي انطباعًا إيجابيًا لكل دول الحوض على دعم مصر لكل مشروعات السدود بقصد التنمية طالما أقيمت في هدي وإطار قواعد القانون الدولي للإنهار الدولية، وبما لا يلحق ضررًا بمصر دولة المصب، ودحض ما تروج له إثيوبيا من إدعاءات تتمثل في وقوف مصر ضد مشروعات التنمية داخل دول حوض النيل .
واستطرد الدكتور “مساعد” قائلاً : ويمكن القول بأن أهم التحديات التي تواجه هذا المشروع حجم التكلفة المالية وأهمية التوافق على إدارته وأيضًا أهمية تعظيم هذه التجربة المصرية من خلال الدعم والمساندة من قبل الدولة المصرية للشركات العاملة في بناء السد حتى تنجح هذه التجربة وتؤتي ثمارها المرجوة منها ومن ثم تعميمها داخل دول حوض النيل، وأعتقد أنه لا توجد ثمة سلبيات يمكن الإشارة إليها بل أن بناء السد التنزاني خطوة مصرية هامة و تحمل العديد من المكاسب لمصر علي المدي القريب والبعيد، و يؤمن المصالح المائية المصرية .
العلاقات المصرية التنزانية
قال الدكتور ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل إن تنفيذ تحالف شركتي “المقاولين العرب” “والسويدي اليكتريك ” لمشروع سد ومحطة جوليوس نيريرى الذي يستهدف “السيطرة على فيضان نهر روفيجي في تنزانيا، وتوليد الكهرباء والحفاظ على البيئة”، يأتي في إطار السياسة المصرية الداعمة لدول القارة الأفريقية والتى وضع أسسها الرئيس ” السيسي” لإستعادة الدور المصري القائد في القارة السمراء، فإن تنفيذ مصر لهذا المشروع العملاق سيدعم ويقوي العلاقات المصرية التنزانية والتى أكد أنها باتت نموذجاً فريداً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى يعمل بدأب شديد ورؤية واضحة الزم بها كل الجهات المصرية التى لها علاقة بإفريقيا على تصحيح أهمال مصر للقارة الأفريقية عقب حادث محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا .
وأضاف “الشهابي” أن هذا المشروع العملاق عبارة عن إنشاء سد على النهر بطول 1025 مترًا عند القمة، بإرتفاع 134 متراً، بسعة تخزينية حوالى 34 مليار متر مكعب، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات ، تكفي إستهلاك حوالي 17 مليون أسرة تنزانية من الكهرباء ، وأضاف “الشهابي” : إن هذا السد الذى يبنيه التحالف المصرى يحمي البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات من خلال السيطرة والتحكم فى الفيضان، ويقوم السد أيضًا بتخزين حوالي 34 مليار م3 من المياه في بحيرة مُستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام للشعب التنزاني لأغراض الزراعة، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في واحدة من أكبر الغابات في قارة أفريقيا والعالم .
كما أكد ناجي الشهابي أن بهذه المشروعات التنموية تعود بمصر إلى أفريقيا، وأن تنفيذ مصر لهذا المشروع العملاق سيحقق لها مكاسب عديدة وسيرسخ وجودها في دول حوض نهر النيل ويستعيد دورها الإقليمي في هذا المجال الحيوي، ويساعد مصر على احتواء مواقف دول الحوض المختلفة، وتسوية أزمة مياه النيل والحد من المخاطر التي يطرحها إنشاء سد النهضة في إثيوبيا، فضلاً على تلك السياسة العاقلة الرشيدة التى تنمى الحياة على أرض الأشقاء الأفارق وتدعم العلاقات، وأن اهتمام الرئيس السيسى بأفريقيا وزيارته المتعددة لبعض دول حوض النيل مثل السودان – إثيوبيا – رواندا – أوغندا – كينيا – تنزانيا، وتنفيذ مصر عدد من المشروعات المشتركة في مجالات حيوية، من أهمها التجارة والاستثمار والري والزراعة والصحة والتعليم.
يولد كهرباء لتنزانيا لمدة 60 عاما قادمة
وفي تصرحات لـ “جون ماجوفولى” رئيس جمهورية تنزانيا ، قال: إن سيدنا المسيح فر ولجأ لمصر هرباً من أعدائه ونحن عندما أردنا النهوض وتشييد سد روفيجى لجأنا وذهبنا لمصر لمساعدتنا فى هذا المشروع لإيماننا بقدرة وعظمة المصريين، موجهًا الشكر والتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه للشعب التنزانى , وقال رئيس تنزانيا : ” تحدثت كثيرًا مع أخي الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو أكد لي أن هذا المشروع سيتم بناؤه فالمصريون علموا العالم بحضارتهم”، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أن هذا المشروع هو مشروعه الخاص وأن المصريون جاهزون له ، وناشد رئيس جمهورية تنزانيا، شركة المقاولون العرب بالإنتهاء من المشروع قبل الموعد المحدد له وهو 3 سنوات , مؤكدًا أن هذا المشروع سيولد كهرباء لتنزانيا لمدة 60 عاما قادمة.