” طوبى لِمَن آمنت فسَيتِمُّ ما بلغَها من عِندِ الرَّب ” ( لوقا ١: ٤٥ )
إن إيمان مريم هو الذي أعدّها وجعلها مستحقةً لتكون أُمّاً لإبن الله المتجسّد .
وبهذا نفهم الكلام الذي قالته اليصابات: ” طوبى لِمَن آمنت فَسيتِمُّ ما بلغَها من عِندِ الرب ” (لوقا ١ : ٤٥).
فإذا كان إيمان مريم قد أعدّها ورفعَها إلى المنزلة السامية التي اختارها الله لها، أفلا يكون إيماننا أيضاً الطريق الوحيد الذي يقودنا إلى الحياة الأبديّة، أي إلى الله؟
ألم يقول الرب يسوع للقديس توما: ” طوبى للذين يؤمنون ولم يروا ” (يوحنا ٢٠ : ٢٩) ، أو ليست هذه الطوبى موجّهة إلينا ؟ ألم يقل القديس يوحنا الإنجيليّ: ” من آمَنَ بيسوع بأنه إبن الله ” تكون به الحياة الابدية ” ( يوحنا ٣ : ١٥ ).
إذاً ، علينا أن نؤمن إيماناً حياً فعالاً بكُلِّ ما علّمه السيد المسيح، متطلعين إلى المستقبل بفرح وأمل ورجاءً .
والإيمان ليس كلمات نرددها وصلوات نتلوها، بل هو بالأحرى لقاء شخصي بالله الحي، هو التشبّع بكل كلمة تخرج من فمِ الله ( متى ٤ : ٤ ) والعمل بها، هو الإسراع إلى مساعدة القريب، هو نشر المحبة في كلِّ مكان، لأنَّ الإيمان بدون محبة وعمل فراغ مخيف.
الإيمان أيضاً هو نشر الفرح الروحي الذي يُلهمنا إياه الروح القدس الحال فينا. وقد قال القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية : ” أُمّاً ثمرُ الرُّوحِ فهو المحبةُ والفرحُ والسلامُ والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأخلاق والإيمان والوداعةُ والعفاف (غلاطية ٥ : ٢٢).
فلنحاول في هذه الأيام المباركة من الشهر المريمي أن نتعلّم من مدرسة مريـم العذراء كيف ننعش الإيمان في قلوبنا ونحياه مع إخوتنا طَوالَ أيام حياتِنا.