“إلى حمايتكِ نلتجئ يا والدة الله القدّيسة مريـم، فلا تغفلي عن طلباتنا، عند إحتياجاتنا إليكِ، لكن نجّينا دائماً من جميع المخاطر، أيّتُها العذراء المجيدة المباركة” .
تعتبر هذه الصلاة من أقدم الصلوات الخاصة بمريم العذراء إذ أنها ترقى إلى منتصف القرن الثالث وهي تُعبّر بكلمات بسيطة عن مشاعر الحب واللجوء البنوي إلى البتول مريـم القديسة .
لقد استلهم مؤلفها مطلع الصلاة من المزمور السادس عشر حيث تقول الآية : “وبظل جناحيك أسترني” .
وهكذا فإن مريم تبسُط جناحيها أي ذراعيها كملجأ أمين يهرع إليه المؤمنون في ساعات الشدة والخطر فيجدون فيه ملاذاً أميناً وعوناً قوياً وحناناً والدياً .
هذه الصلاة تذكرنا بعهود الإضطهادات التي شنتها الوثنية على الكنيسة الناشئة عندما إستشهد عدد كبير من المسيحيين لتمسكهم بعقيدتهم وولائهم للمسيح يسوع ، ففي ساعاتهم الأخيرة والموت يحدق بهم كانوا يرفعون قلوبهم وأصواتهم إلى مريم العذراء يطلبون عونها لئلا يفقدوا شجاعتهم ويخونوا ربهم .
فلنردد هذه الصلاة الجميلة بإيمان وثقة كما فعل أسلافنا، ومريم الرؤوفة تقبلنا دائماً وتضعنا في ظلِّ حُبِّها الوالدي وتهرع لنجدتنا في صعوبات الحياة .