في الكتاب المقدس في إنجيل معلمنا يوحنا 3:16لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد,لكي لايهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية.
فالسيد المسيح جسد الحب عمليا علي الصليب.. وبالمحبة فتح الطريق إلي ملكوت السموات, ومنذ سقوط آدم في خطية المعصية وحكم عليه بالموت الأبدي, وطرد من الجنة إلي أرض الشقاء والموت, وانحدر إلي الجحيم.. في ظلماته.. وانطفأ نور طبيعته في الصورة البهية الأولي قبل السقوط. لأنه حينما خلق الله آدم.. خلقه في أبدع صورة- في سفر التكوين 1:26وقال الله: نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا وأعطاه السلطان وسلطه علي كافة المخلوقات وبخلق آدم اكتملت الخليقة كلها في السموات والأرض وكل جندهاورأي الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا.تك1:31, وكان الإنسان يتمتع بمحبة الله, ومخاطبته.. ويتمتع باهتمامه في كل أمر, ويتمتع بوجوده وهو في حضرته الإلهية, حتي لحظة السقوط.
وغضب الله علي آدم في معصيته.. ولكن ظل الحب الإلهي للإنسان متدفقا فاهتم الله به, وقد تعري آدم من الفضيلة, ولكن محبة الله سترتهوصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما تك3:21. فالله دائما يقدم المحبة للإنسان.
فجاء الحب الأعظم المتجسد في الحمل الذي يحمل خطية البشرية الذي قال عنه يوحنا المعمدان هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالميو1:29.
من أجل هذه المحبة تجسد كلمة الله واتخذ جسدا من العذراء ليقدم بجسد تواضعه الترضية للعدل الإلهي كما رسمت في شريعة العهد القديم.,فالغفران الحقيقي كان مؤجلا إلي أن يأتي الوسيط الحقيقي وهو المسيح الفادي الذي ليس بغيره الخلاص.
السيد المسيح له المجد, في تجسده جمع في شخصه وطبيعته إنسانية آدم ولاهوت ابن الله..فجاء السيد المسيح له المجد من السماء من أجل المحبة الحقيقية التي تجسدت علي الصليب.. واكتملت المحبة في القيامة المقدسة.
إذن فالصليب علامة المحبة القوية, وموت ابن الله بناسوته أمر لا مفر منه لخلاص الإنسان من حكم الموت, فبالصليب تمت الكفارة واكتملت محبة الله في قيامته وقيامة الإنسان فيه, فالصليب هو مشيئة الآب, ومحبة الابن, وهو انتصار وتمجيد للروح القدس.
في رسالة معلمنا بولس الرسول إلي رومية5:12 من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم, وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس, إذ أخطأ الجميع.في آدم أخطأ الجميع.. والخطأ الذي سقط فيه آدم, قد شمل كل جنسنا وقد ورث الجنس البشري كله حاله آدم بعد السقوط وسقطت من الإنسان كل المواهب العالية الفائقة الطبيعة, من القداسة والطهارة والبراءة والسيادة والقدرة إلي الانحطاط البشري وظلمة العقل, الضعف والانحلال والمرض والموت نفسا وجسدا وورثت كل الخليقة صفات وجينات الموروث وظلت تبعتها حتي وقتنا هذا, إننا نعيش في أرض الشقاء نأكل خبزنا بعرق جبيننا ولازالت المرأة تلد بالأوجاع.. وكل لعنات الخطية إنما لاحقت الجميعإذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد اللهأو 3:23
فالقيامة المقدسة
هي محبة الله الحقيقية للإنسان الذي يعيش في التقوي ويسلك في جدة الحياة ويلبس الفضيلة في مسلكه فهي تعطي الحياة لمن يرغب فيهاقال السيد المسيح له المجد عن قيامته:أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا, وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلي الأبد.أتؤمنين بهذا؟يو11:26,25.
هذا هو المسيح الحي.. القائم من الأموات الذي قام من المكوت بقوة لاهوته وأقام جميع الأبرار الذين رقدوا علي رجاء قيامته وأعاد للإنسان مجده وكرامته بقدرته الإلهية.
فالقيامة… هي تجسيد لمحبة الله.
فكل من يستقي من ينبوع محبة الله يتذوق رفعة وقداسة الحياة وينعم بالحياة الأبدية ويجب علينا في عيد القيامة المجيد أن نسلك في جدة الحياة لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته.
فإن كنا قد متنا مع المسيح,نؤمن أننا سنحيا أيضا معهرو5:6
فلنحيا حياة التوبة وصلب الجسد مع الأهواء.. وخلع الإنسان الفاسد المائت المغروس في الخطايا والشهوات الجسدية.
وأن نلبس يسوع القائم من الأموات حتي نستطع أن نعيد العيد معه ولا نعيد بمظهرية اللبس والأكل بل نقتني الفضيلة ونبغض الشر, ونعمل الخير والصلاح للجميع.